أبو مازن لأوباما: رفع حصار غزة شرط أساسي لإنجاح جهود السلام

أبو ردينة لـ «الشرق الأوسط»: أوباما لم يضغط على الرئيس في موضوع المفاوضات المباشرة

الرئيس الاميركي باراك أوباما خلال لقائه الرئيس الفلسطيني محمود عباس في البيت الابيض بواشنطن أمس (رويترز)
TT

حمل الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) رسالتين واضحتين للقادة الأميركيين خلال زيارته لواشنطن التي تستمر 3 أيام. الأولى أن رفع الحصار عن غزة بات ضروريا ولا يتحمل الانتظار. والثانية أن الولايات المتحدة ملزمة بتقديم ضمانات بالتزام إسرائيل بمفاوضات سلام جادة. ولكن تركيز الإدارة الأميركية خلال الزيارة يبقى في إطار الانتقال إلى المحادثات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، خوفا من ضياع فرصة تفعيل المحادثات غير المباشرة مع زيادة التوتر في المنطقة على خلفية الاعتداء الإسرائيلي على «أسطول الحرية» لكسر حصار غزة.

وأبلغ عباس الرئيس الأميركي باراك أوباما خلال لقائهما أمس بأن رفع الحصار عن غزة شرط أساسي لإنجاح جهود السلام.

من ناحيته أكد أوباما التزام إدارته بالعمل على إحلال سلام شامل في الشرق الأوسط وقدم دعمه لعباس والسلطة الفلسطينية.

وقال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة لـ«الشرق الأوسط» إن «الأولوية الآن لرفع الحصار عن غزة فورا»، مضيفا: «الرئيس يصر على أن الحصار يتساوى (أهمية) مع تقدم السلام، بل إنه شرط ضروري لإنجاح جهود إحياء السلام». وحسب أبو ردينة فإن أوباما أبدى تفهما لموقف الرئيس. وذكر أبو ردينة أن الرئيس أوباما لم يمارس أي ضغوط في موضوع المفاوضات المباشرة، وأكد أن أبو مازن أوضح أنه لن يكون هناك مفاوضات مباشرة قبل التقدم قي المفاوضات غير المباشرة.

وحاولت الإدارة الأميركية التركيز على مفاوضات السلام والأوضاع الإنسانية، بدلا من السياسية، خلال زيارة عباس. وأفاد مسؤول أميركي أن الولايات المتحدة تتطلع إلى «الوصول إلى المحادثات المباشرة بأسرع وقت ممكن لمعالجة قضايا الحل النهائي». إلا أن لدى الرئيس الفلسطيني أفكارا محددة حول إمكانية الانتقال إلى المفاوضات المباشرة. وقال أبو ردينة: «نريد ضمانات أميركية لالتزام إسرائيل بمفاوضات جادة ومن دون تضييع للوقت». وتعتبر السلطة الضمانات الأميركية عامل أساسي لإنجاح أي مفاوضات سلام جدية.

وأفاد مسؤول أميركي بأن أوباما تشاور مع عباس حول «أفكار لاستراتيجية بعيدة الأمد لتحسين حياة شعب غزة». وبحث معه حسب «دعم أميركي لمشاريع محددة لدعم التنمية الاقتصادية ومستوى حياة أفضل (لأهالي غزة) بالإضافة إلى استراتيجية بعيدة الأمد من أجل التقدم والتي سندفعها إلى الأمام من خلال المشاورات مع الفلسطينيين والإسرائيليين والمصريين وغيرهم من الشركاء».

ويلتقي عباس خلال الزيارة التي بدأت مساء أول من أمس وتنتهي صباح غد كبار المسؤولين الأميركيين منهم مستشار الأمن القومي الأميركي جيم جونز والمبعوث الأميركي للسلام جورج ميتشل. ولكن لقاءات عباس في واشنطن لا تقتصر فقط على التشاور مع المسؤولين الأميركيين بل التحاور مع مراكز النفوذ الأميركية. ومن المرتقب أن يلتقي أعضاء في الكونغرس بالإضافة إلى ممثلين عن مجموعات ضغط أميركية مقربة من إسرائيل. وكان من المرتقب أن يلتقي عباس قادة من المجموعات المناصرة لإسرائيل ومجموعات يهودية مثل «إيباك» و«مؤتمر رؤساء» المنظمات اليهودية مساء أمس في حفل عشاء يستضيفه عضو الكونغرس السابق روبرت ويكسلر الذي يترأس «مركز دانيال أبراهام» للسلام. ويلقي عباس خطابا في مؤسسة «بروكينغز» الفكرية اليوم ويلتقي الإعلاميين لطرح وجهة النظر الفلسطينية.

وتماشيا مع جهوده للتواصل مع أعضاء الكونغرس والحصول على دعمهم لإنجاح جهود السلام، نشر عباس مقال رأي في صحيفة «ذا هيل» التي تعتبر الصحيفة المفضلة لدى أعضاء الكونغرس. وقال عباس في المقال إن «السلام يحتاج إلى الشجاعة والقادة»، مطالبا «بعدم ضياع الفرصة». وأضاف: «رغم الواقع الصعب المفروض علينا، الجانب الفلسطيني ينوي التفاوض بحسن نية من أجل إنهاء حالة النزاع التي تضر بمنطقتنا»، مؤكدا: «تحقيق السلام والتعايش بين الفلسطينيين والإسرائيليين كان هدفي طوال حياتي، لقد آمنت منذ مرحلة مبكرة بأنه لا يمكن حل النزاع الفلسطيني – الإسرائيلي من دون حوار، وهذه الرؤية قادت تفكيري السياسي وعملي على مدار 35 عاما». وشدد عباس في المقال على أن حل هذا النزاع من مصلحة المنطقة ولكن أيضا من «مصلحة الولايات المتحدة» مما يستدعي قيادتها وشجاعتها بدفعه إلى الأمام.

وهناك إقرار في واشنطن بأهمية تقديم دعم لعباس خلال الفترة المقبلة مع مواجهته ضغوطا داخلية بسبب تراجع الأوضاع في غزة وعدم حصوله حتى الآن على نتائج ملموسة من دخول المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل. وكان من الواضح أن الإدارة الأميركية تريد التعبير عن دعمها لعباس خلال زيارته إلى واشنطن.