مطاردون حصلوا على عفو إسرائيلي: نجد صعوبة في التأقلم مع الحياة الطبيعية

عشرات منهم توظفوا وعشرات يطلبون التوظيف وآخرون لا يزالون مطاردين

TT

تغيرت حياة عشرات المطاردين المطلوبين لإسرائيل في الضفة الغربية، وأخذوا يمارسون حياة أشبه بالطبيعية، بعدما كانوا يواجهون الموت كل يوم. وجاء هذا التغيير مع قرار إسرائيل منحهم العفو العام بموجب اتفاق سابق مع السلطة الفلسطينية لوقف العمل المسلح، لكن العشرات من رفاقهم لا يزالون في دائرة الخطر، وينتظرون هذا العفو أسوة بالآخرين.

ومن غير المعروف كيف تأخذ إسرائيل قراراتها في هذه المسألة، لكنها كثيرا ما أخلفت بوعودها، وتراجعت عن عفو منحته لأحد المطلوبين، أو قتلت مطلوبا حصل فعلا على العفو، في وقت ما زالت فيه ترفض إعطاء العشرات أي شكل من أشكال العفو.

ويجد المطاردون المحظوظون صعوبة في التأقلم مع الحياة الطبيعية، بينما يتلهف غير المحظوظين للحصول على حريتهم. وقال رمضان العداسي الذي كان ناشطا بارزا في نابلس، وتعرض لمحاولتي اغتيال وحصل على عفو شامل، لـ«الشرق الأوسط»: «حياتي تغيرت فعلا، لقد عادت طبيعية حتى إنني أجد صعوبة في التأقلم مع الحياة الطبيعة». وأوضح «أبقى قلقا مستفزا دوما ومتيقظا، بصعوبة أقضي وقتا هادئا». وعلى مدار سنين مطادرته، لم يعرف العداسي طعم النوم الحقيقي، وانقلب ليه نهارا ونهاره ليلا، وانقطعت جميع علاقاته الاجتماعية، وحتى تجربة الأبوة مع أبنائه لم يعشها كما الآخرين، واليوم يتأقلم بصعوبة بالغة مع كل ذلك.

وقال «لم أتعود على متابعة شؤون أطفالي، هذا مرض.. هذا بحاجة إلى طبيب وذاك يصرخ.. هذا ارتفعت حرارته.. هذا يبكي. كل ذلك كان من حظ أبي، هذا جديد علي بعض الشيء وأجده غريبا مع 3 أبناء مرة واحدة». وأضاف «من أجل أن أحافظ على حياتي سابقا قصرت في حياة الآخرين.. أهلي وزوجتي وأولادي وأصدقائي».

لكن العداسي سعيد بحريته رغم أنه يراها منقوصة بسبب عدم قدرته على ممارستها بشكل كامل، فهو رغم حصوله على العفو الشامل لا يزال لا يثق بالإسرائيليين، ولأجل ذلك لم يغادر مدينته نابلس أبدا منذ عامين.

ومثل العداسي لا يثق زياد مزهر، الذي عانى طويلا قبل حصوله على العفو، في أنه (العفو) سيعطيه الأمان، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «أتحرك بحرية، لكني لا أغادر بيت لحم». وأضاف «ما زالت غير مطمئن، وقلقا».

وحصل مزهر على عفو شامل قبل شهر ونصف الشهر، بعدما تراجعت إسرائيل عن منحه العفو قبل عامين، وهددت باغتياله. وقال مزهر «لا أثق بهم ويمكن أن يتراجعوا مجددا.. لا أعرف على أي أساس يأخذون قراراتهم».

ويبدو مزهر سعيدا بحريته هو الآخر، بعدما أجبر على البقاء في سجن الأمن الوقائي لسنتين، وقال «أنا مثل كل الناس الآن، وهذا شعور غريب».

وأول من أمس، أرسلت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، للأجهزة الأمنية الفلسطينية، قوائم جديدة لمطاردين من عناصر «كتائب شهداء الأقصى» الجناح العسكري لحركة فتح، تم العفو عنهم.

وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، إن القوائم تأتي في إطار إبداء حسن النوايا تجاه السلطة في محاولة للتخفيف من الضغط الدولي الذين يمارس على إسرائيل للتقدم في العلمية السلمية. وتضمنت قائمة العفو 73 مطلوبا، منهم 13 منحوا العفو الكامل، والبقية تفاوتت درجات العفو عنهم.

ومن بين الذين شملهم العفو كامل غنام، أحد القيادات البارزة لكتائب الأقصى، وكان حسب الأجهزة الأمنية الإسرائيلية أحد كبار المطلوبين الذين اختفوا داخل المقاطعة أيام حصار الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات.