مسؤول كردي: تلقينا وعدا إيرانيا بسحب القوات ووقف القصف المدفعي

استغرب نفي سفير طهران اختراق الحدود وقصف مناطق كردستان

TT

أعرب المتحدث الرسمي باسم قيادة قوات حرس إقليم كردستان اللواء جبار ياور عن استغرابه من نفي إيران اختراقها لحدود إقليم كردستان، مؤكدا أن «وزارتي الدفاع والخارجية على علم تام بهذا الاختراق، وكان وزير الخارجية قد ندد بهذا الانتهاك لسيادة العراق، الذي وصفه بـ(التدخل السافر)، بينما دعا رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني الحكومة العراقية إلى العمل من أجل وقف القصف الإيراني المتكرر لمناطق حدود إقليم كردستان».

جاء ذلك ردا على تصريحات نسبتها وكالة «مهر» الإيرانية إلى السفير الإيراني في بغداد حسن كاظمي قمي، الذي أكد أن «الأنباء عن اختراق القوات الإيرانية للأراضي العراقية في إقليم كردستان غير صحيحة ولا أساس لها من الصحة». نافيا أيضا حدوث قصف مدفعي لمناطق داخل الإقليم، مشيرا إلى أن «هناك بعض الدول تتدخل في شؤون العراق الداخلية، وأن هذه الدول تحاول التغطية على تدخلاتها بتأزيم العلاقات بين العراق وإيران».

وفي اتصال مع المتحدث الرسمي باسم قيادة قوات حرس الإقليم، أكد لـ«الشرق الأوسط» أن الاختراق «ما زال قائما لحد الآن، ولكن القصف المدفعي توقف اليوم (أمس)، ولم نتلق أي خبر من مصادرنا العسكرية عن تجدد القصف، وتلقينا وعودا من الجانب الإيراني بسحب القوات المتوغلة داخل أراضي إقليم كردستان، وكذلك وقف القصف المدفعي المتكرر تمهيدا لعقد اجتماعات للجان الأمنية المشتركة بين البلدين بهدف بحث المسائل المتعلقة بأمن الحدود».

وحول نفي إيران لانتهاكها الحدود الدولية العراقية، قال اللواء جبار ياور: «بالطبع إيران لا تريد أن تعترف بهذا الاختراق لأنه ستترتب عليه مسؤوليات قانونية في ما يتعلق بتعويض الضحايا من جهة، وكذلك تحملها لمسؤولية انتهاك القواعد والقوانين والمعاهدات الدولية التي تنظم علاقات الدول، ولكن الحقائق على الأرض تؤكد وقوع الاختراق الحدودي وحدوث القصف المدفعي الذي أدى إلى نزوح مئات العوائل الساكنة في القرى الحدودية».

في غضون ذلك، أكدت مصادر في قائمقامية قضاء جومان الحدودي أن «عدد العوائل النازحة من مناطق سكناها، التي استهدفها القصف المدفعي الإيراني خلال الأسبوعين الأخيرين وصل إلى 380 عائلة تتوزع في مخيمات مؤقتة أو تقيم تحت الأشجار والصخور، في الوقت الذي أطلقت فيه محافظة أربيل حملة شعبية لإغاثة النازحين وتقديم العون الإنساني لتلك العوائل التي تعيش في ظروف إنسانية صعبة للغاية».

وكان نائب قائد قوات شرطة الحدود العراقية في مناطق حدود محافظة أربيل العميد فخر الدين عبد الله قد أكد في تصريحات سابقة لـ«الشرق الأوسط» التوغل الإيراني الذي وصفه بحالة «احتلال» لأرض عراقية، مشيرا إلى أنه قد أبلغ «الجهات العليا بالتطورات الجارية على الحدود أولا بأول»، وأن قيادته «ترفع كل ما يحدث من تحركات إيرانية على مدار الساعة إلى قيادة قوات حرس الحدود ووزارة الداخلية»، مشيرا إلى عمليات القصف الإيراني بالقول: «لقد كان القصف يستهدف بعض المناطق والقرى المأهولة بالسكان، ولكن حتى مخفرنا الحدودي تعرضت أطرافه للقصف المدفعي الإيراني، وهذا في حد ذاته يعتبر تحديا، ولكننا لا نستطيع أن نرد على تلك الاستفزازات من دون صدور توجيهات من مراجعنا العليا».