واشنطن تؤكد رفضها التحاور مع حزب الله اللبناني.. ولا تتقبل فكرة الفصل بين جناحيه

ردا على دعوة من السفير الأميركي السابق في بغداد ودمشق

عدد من المعوقين اللبنانيين والفلسطينيين إبان اعتصامهم أمس في مدينة صيدا الجنوبية دعما لحقوق المعوقين في غزة الذين حالت الغارة الإسرائيلية على «أسطول الحرية» دون وصول المساعدات الدولية إليهم (أ.ب)
TT

أكدت الإدارة الأميركية مجددا رفضها التحاور مع حزب الله، معتبرة أن الحزب يشكل «تهديدا جديا» للولايات المتحدة وإسرائيل ولبنان، ورافضة فكرة الفصل بين الجناحين العسكري والسياسي للحزب.

جاء ذلك خلال جلسة عقدتها لجنة فرعية تابعة للجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس الأميركي حملت عنوان «تقييم قوة حزب الله» قدم خلالها مساعد وزيرة الخارجية الأميركية، جيفري فيلتمان، ومنسق وزارة الخارجية الأميركية لمكافحة الإرهاب، دانيال بنجامين، تقييما لقدرات حزب الله العسكرية. وقال بنجامين خلال شهادته إن «حزب الله يبقى المجموعة الإرهابية التي لديها أكبر قدرة إرهابية في العالم»، مضيفا: «نحن نقر بأن حزب الله لا يهدد الولايات المتحدة مباشرة، ولكن نعلم بأن ذلك قد يتغير»، بناء على تغييرات في المنطقة.

وقد عقدت الجلسة في أعقاب لتساؤلات عن إمكانية فتح حوار مع حزب الله ومطالبة بعض الباحثين بتغيير الموقف الأميركي الرافض لأي تواصل مع سياسيين من حزب الله. وقال بنجامين: «نحن نرفض فكرة وجود فارق بين الجناحين السياسي والعسكري» لحزب الله. وأوضح فيلتمان: «ما دام لدى حزب الله ميليشيا تقوم بعمليات إرهابية في المنطقة وخارجها لن نتحاور مع حزب الله».

إلا أن السفير الأميركي السابق لدى العراق وسورية، ريان كروكر، الذي قدم شهادته أمام الجلسة أيضا، دعا إلى مراجعة تلك السياسة ومحاورة سياسيين من حزب الله، وبخاصة أعضاء الحزب في الحكومة والبرلمان اللبنانيين. وقال كروكر: «الأمر الذي تعلمته في العراق هو أن الحوار يمكن أن يكون في غاية الأهمية في إنهاء تمرد»، مضيفا: «لا يمكن أن نؤثر على عقلية خضمنا إذا لم نتحدث إليه». واعتبر كروكر أن على الولايات المتحدة التعامل مع الواقع السياسي اللبناني، قائلا: «حزب الله جزء من الساحة اللبنانية السياسية، وعلينا التعامل معه مباشرة».

ولكن موقف الإدارة الأميركية كان حازما خلال الجلسة، إذ رفضت دراسة محاورة حزب الله الذي تعتبره الولايات المتحدة «منظمة إرهابية». واعتبر فيلتمان وبنجامين في شهادتيهما المكتوبتين المقدمتين للكونغرس أن «قدرات حزب الله تتقدم على قدرات قوات الأمن اللبنانية الشرعية وقوات الأمم المتحدة (يونيفيل)». وردا على سؤال من السيناتورة جين شاهين حول عدد أعضاء حزب الله، قال فيلتمان إنهم «عدة آلاف». وبالنسبة إلى ترسانة أسلحة حزب الله، لفت بنجامين إلى أن قادة حزب الله أنفسهم قالوا إن لديهم نحو 40 ألف صاروخ. ولكنه أضاف أنه من المهم أن نتذكر بأن «حزب الله ليست مجموعة لا تقهر ولا تهزم».

ويبدو أن التركيز الأميركي هو على إمكانية «هزم» حزب الله وتقوية القوات اللبنانية التابعة للدولة لتولي مسؤولية أمن البلاد وإضعاف نفوذ حزب الله. وقال بنجامين إن واشنطن تتبع «جهودا دبلوماسية وجهود مكافحة الإرهاب لمعالجة تهديد حزب الله الذي تتعامل معه بأقصى جدية». ولكن في الوقت نفسه أقر فيلتمان أن «لدى حزب الله تأييدا جماهيريا حقيقيا، وإذا كان لا يعجبنا ذلك فإنه لا يمكننا نفيه».

ومن جهة أخرى، اعتبر كروكر الحوار مع سورية جزءا أساسيا من معالجة ملف حزب الله، وقال: «الحوار ليس تنازلا وسيكون من مصلحتنا». وركز فيلتمان وبنجامين على الدعم الإيراني والسوري لحزب الله، وحذرا من نتائج ذلك الدعم. وقال بنجامين: «إيران ما زالت تساعد حزب الله على التسلح»، لكنهما لم يؤكدا التقارير الإعلامية عن تسلم حزب الله صواريخ «سكود»، إلا أن فيلتمان قال: «لقد أبلغنا السوريين واللبنانيين عن الخطر الحقيقي الذي يشكله نقل الأسلحة لحزب الله بالنسبة للبنان والمنطقة».

وامتنع فيلتمان عن الرد مباشرة على سؤال حول إمكانية اندلاع حرب أو نزاع مسلح في المنطقة مع تصاعد التوتر. وردا على سؤال حول إمكانية شن إسرائيل هجوما على لبنان، اكتفى فيلتمان بالقول: «الولايات المتحدة تقف إلى جانب حق إسرائيل بالدفاع عن النفس، وهذا مبدؤنا في السياسة الخارجية». وأضاف: «إسرائيل تتخذ قراراتها بناء على تحليلها للتهديد الذي يواجهها.. إنهم لا ينتظرون موافقتنا». ولكنه أوضح لاحقا أن «جهودنا الآن لتهدئة المنطقة». واعتبر فيلتمان أن تحقيق السلام الشامل أمر مهم من أجل وضع حد لزعزعة الاستقرار والمخاوف من النزاع. وأفاد بنجامين أنه سيتوجه إلى إسرائيل الأسبوع المقبل لبحث الأوضاع في المنطقة ومواصلة جهود تهدئة التوتر فيها.