بعد الرجوب.. مشعل وأبو مرزوق في الخرطوم لبحث المصالحة بين حماس وفتح

محاكمة صحافيين وسط إجراءات أمنية مشددة.. وقلق أميركي من تنامي القمع السياسي في السودان

TT

بدأ رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل مباحثات في الخرطوم في تحركات للمصالحة، تشهدها العاصمة السودانية التي استقبلت الأيام الماضية عضو اللجنة المركزية لحركة فتح جبريل الرجوب. وأكد مشعل، أمس، أن الحركة عازمة على إنهاء كامل للحصار على غزة.

ووصل مشعل الخرطوم، أمس، وبدأ مباحثات مع مساعد الرئيس السوداني ونائبه في المؤتمر الوطني الحاكم نافع علي نافع، وتركزت المباحثات على تطورات القضية الفلسطينية وحصار قطاع غزة وتداعيات الهجوم الإسرائيلي على أسطول الحرية. وقال مشعل عقب مباحثاته مع نافع عزم حماس على كسر الحصار بشكل كامل ونهائي على القطاع، وأضاف: «سنتابع الجهود الميدانية والسياسية والشعبية والإعلامية التي ستؤدي إلى نهاية حتمية للحصار على غزة». وأضاف «أن الزيارة تأتى في إطار تقديم التهنئة للرئيس السوداني عمر البشير بمناسبة فوزه في الانتخابات التي جرت مؤخرا بالبلاد، واستكمال المشاورات مع الحكومة السودانية بشأن المصالحة الفلسطينية بين حركتي فتح وحماس، بينما أشار نافع إلى أن زيارة وفد حماس تأتي في إطار التواصل بين البلدين ويتصل بالتهنئة بفوز رئيس الجمهورية والمؤتمر الوطني في الانتخابات الماضية، ويضم الوفد، الذي يرأسه مشعل، كلا من الدكتور موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي للحركة، وعزت الرشق ومحمد نصر عضوي المكتب السياسي لحماس. وكان جبريل الرجوب القيادي في حركة فتح قد استبق مشعل بزيارة إلى الخرطوم التقى خلالها الرئيس عمر البشير.

إلى ذلك، بدأت في الخرطوم، أمس، محاكمة 4 صحافيين في جلسة مغلقة في تهم تصل عقوبتها للإعدام بالشنق وسط إجراءات أمنية مشددة وحرمان الصحافيين من تغطية الجلسة، في وقت أعربت فيه الولايات المتحدة عن قلقها من تنامي القمع السياسي ضد معارضين وصحافيين ومنظمات غير حكومية ومتظاهرين في السودان.

وبدأت جلسات محاكمة الصحافيين العاملين بصحيفة «رأي الشعب» وسط إجراءات أمنية مشددة بعد أن أغلقت الشرطة الطرقات المؤدية إلى محكمة الخرطوم بالشمال ومنعت الصحافيين من حضور الجلسة، ومثل 4 صحافيين: هم نائب رئيس تحرير صحيفة «رأي الشعب» التابعة للمؤتمر الشعبي بزعامة الترابي، وسكرتير التحرير رمضان محجوب، والمحرر العام أشرف عبد العزيز، ومسؤول القسم السياسي طاهر أبو جوهرة، وذكر عضو هيئة الدفاع عن الصحافيين المعز حضرة في تصريحات أن الجلسة الأولى كانت إجرائية، بينما تتواصل الجلسات اليوم في غياب الصحافيين الذين سيعرضون على إخصائيين بعد أن زعم أحدهم تعرضه للتعذيب، وقدمت نيابة أمن الدولة اتهامات في حق الصحافيين بينها «تقويض النظام الدستوري»، و«إثارة الفتنة بين الطوائف»، و«معارضة النظام»، و«الإرهاب»، و«نشر أخبار كاذبة»، و«التجسس»، وتصل عقوبة بعض هذه الاتهامات للإعدام شنقا، وفق قانون الجنايات السوداني لسنة 1991، وتمت الاتهامات على خلفية إغلاق صحيفة «رأي الشعب» بعد نشرها مواد صحافية حول علاقة السودان بالحوثيين وبالحرس الجمهوري الإيراني. في غضون ذلك، دعت الخارجية الأميركية الخرطوم إلى احترام حقوق الإنسان. وصرح فيليب كراولي المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية بأن واشنطن «قلقة من المضايقات المستمرة لصحافيين ومدافعين عن حقوق الإنسان ومنظمات غير حكومية في السودان»، وأشار كراولي إلى أحداث عدة طرأت اعتبارا من منتصف مايو (أيار). منها توقيف مسؤولين في المعارضة ومصادرة صحيفة «رأي الشعب» وارتكاب أعمال عنف بحق العاملين فيها ومنع ناشطين في الدفاع عن حقوق الإنسان من مغادرة البلاد بعدما ارادوا المشاركة في المؤتمر الدولي حول وضع المحكمة الجنائية الدولية في كمبالا.