مقتل 7 أشخاص في هجوم استهدف مستودعا لإمدادات الناتو في باكستان

إسلام آباد: بعض زعماء المتطرفين فروا لأن الحزام القبلي لم يعد ملاذا آمنا

عشرات من شاحنات الناتو التي احترقت في مستودع للامدادات تابع لحلف الاطلسي خارج العاصمة اسلام اباد (إ. ب.أ)
TT

كشفت مصادر باكستانية أمس أن مسلحين هاجموا مستودعا للإمدادات يتبع قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) في أفغانستان، مما أسفر عن مقتل سبعة أشخاص، وإحراق عشرات من الشاحنات والمركبات المدرعة في إسلام آباد. وقال كليم إمام، قائد شرطة العاصمة الباكستانية إسلام آباد، إن 12 مسلحا كانوا يستقلون دراجات بخارية وشاحنة بيك آب اقتحموا مستودعا على مشارف إسلام آباد في وقت متأخر مساء أول من أمس، وفتحوا نيران أسلحتهم على شاحنات وصهاريج لنقل الوقود. وقال شاه نايز أحد رجال الشرطة إن نحو 60 شاحنة و80 سيارة مدرعة كانت محملة على الشاحنات احترقت في الهجوم. وأضاف أن أكثر من 80 شاحنة كانت متوقفة عندما وقع الهجوم. وقالت الشرطة الباكستانية أمس إن أشخاصا يشتبه بأنهم مسلحون من طالبان في باكستان أضرموا النار في أكثر من 50 شاحنة تحمل إمدادات للقوات الغربية في أفغانستان مما أسفر عن مقتل سبعة أشخاص على الأقل في أول هجوم من نوعه قرب العاصمة الباكستانية. وهاجم من قبل مسلحو طالبان الشاحنات التي تحمل إمدادات إلى القوات الأجنبية التي تقودها الولايات المتحدة في منطقتي شمال غربي وجنوب غربي باكستان المضطربتين على الحدود مع أفغانستان لكن هذا الهجوم الذي وقع في وقت متأخر من الليلة الماضية قرب إسلام آباد لم يسبق له مثيل. ووصل عشرة مسلحين على الأقل على دراجات نارية وشاحنات صغيرة إلى مستودع قرب قرية تارنول وقتلوا سائقين وعمالا. ولاذ المتشددون بالفرار تاركين النار مشتعلة في شاحنات الإمدادات. وقال غلام مصطفى المسؤول بالشرطة: «قتل سبعة أشخاص وأضرمت النيران في أكثر من 50 شاحنة». وأصيب ستة أشخاص بجروح. وكان من المقرر أن تنقل الشاحنات الوقود والغذاء وإمدادات أخرى إلى أفغانستان. ولا تحمل الشاحنات عادة أسلحة. ويؤكد الهجوم تزايد انعدام الأمن في باكستان حيث تشن طالبان موجة من الهجمات الانتحارية وبالقنابل في شتى أنحاء البلاد ردا على هجمات عسكرية على معاقلها في شمال غربي البلاد. وقتل متشددون متحالفون مع طالبان الباكستانية أكثر من 80 شخصا في هجومين جريئين على طائفة الأحمدية الدينية في مدينة لاهور بشرق باكستان الشهر الماضي. ولكن أحدث هجوم جاء بعد أشهر من الهدوء النسبي حول العاصمة الباكستانية الخاضعة لحراسة أمنية مشددة ويثير تساؤلات مفادها إلى أي مدى إسلام آباد آمنة من التعرض لهجوم. وقال طلعت مسعود وهو جنرال متقاعد يعمل الآن محللا أمنيا: «مدى اقتراب مثل هذه المجموعة الكبيرة من المتشددين من إسلام آباد وفرارهم أمر مثير للدهشة. إنه يظهر وجود ثغرات أمنية خطيرة. ويرسل الجيش الأميركي 75 في المائة من إمداداته للحرب الأفغانية من خلال باكستان بما في ذلك 40 في المائة من الوقود لقواته. ووقع آخر هجوم على قافلة في أبريل (نيسان) عندما أحرق متشددون 12 شاحنة وقتلوا أربعة رجال شرطة في إقليم البنجاب. وأجبرت الهجمات ولا سيما في منطقة خيبر القبلية في شمال غربي باكستان قوات حلف شمال الأطلسي على البحث عن طرق بديلة بما في ذلك طرق عبر آسيا الوسطى. وقتل ستة من رجال الأمن في ساعة متأخرة من الليلة الماضية في هجوم شنه متشددون في منطقة أوراكزاي القبلية في شمال غربي البلاد. وصرح متحدث باسم قوات الحدود شبه العسكرية أن الجيش قتل 30 متشددا في هجوم مضاد. وقتل ستة متشددون آخرون وجنديان في اشتباكات في منطقة مهمند القبلية قرب الحدود الأفغانية في ساعة متأخرة من الليلة الماضية. وفي إسطنبول قال وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي إن الانتصارات العسكرية التي حققتها بلاده في مناطق قبلية مثل سوات ومالاكاند أجبرت بعض زعماء المتشددين على الفرار إلى خارج المسرح الباكستاني الأفغاني والانتقال إلى دول أخرى بها وجود معروف للقاعدة. وأردف قريشي قائلا في مقابلة مع «رويترز» في ختام اجتماع إقليمي في مدينة إسطنبول التركية أن معلوماتنا هي أنهم ذهبوا إلى مناطق مختلفة كالصومال واليمن ووجهات أخرى. «الحزام القبلي لم يعد ملاذا آمنا». وقال قريشي ردا على سؤال بشأن ما إذا كانت باكستان قد تشن حملة على الجماعات المتشددة في إقليم البنجاب بشرق باكستان فقال إن بعض المتشددين الأقل أهمية اعتقلوا وتم القضاء على البعض الآخر. وأضاف أعتقد أن بعض الحوادث الكبيرة وقعت في لاهور وأيقظت حكومة البنجاب. أعتقد أنهم تخلوا عن حالة الإنكار التي كانوا يعيشون فيها». وأدى هجومان انتحاريان على مسجدين لطائفة الأحمدية في مدينة لاهور الشهر الماضي إلى قتل أكثر من 90 شخصا وإثارة غضب الباكستانيين. ونقل عن نواز شريف رئيس وزراء باكستان السابق الذي يتولى شقيقه شاهباز رئاسة حكومة البنجاب قوله في وسائل الإعلام الباكستانية في مطلع الأسبوع إنه يتضامن مع الأحمدية بوصفهم أشقاء. وواجهت حكومة البنجاب انتقادات في الماضي لتهربها من أي مواجهة مع جماعات متشددة يطلق عليها اسم طالبان البنجابية. وازدهرت عدة جماعات متشددة في المناطق الفقيرة والريفية في قلب باكستان.

وقال قريشي إن أولوية باكستان المقبلة هي قتال طالبان في منطقة وزيرستان الشمالية القبلية النائية. وتشن الولايات المتحدة بانتظام هجمات صاروخية من طائرات بلا طيار على أهداف لـ«القاعدة» وطالبان في وزيرستان الشمالية وتتوقع هجوما باكستانيا هناك منذ العام الماضي. وقال قريشي إن الجيش يتحرك صوب شن هجوم في وزيرستان الشمالية بأسلوب محسوب بعد القيام بعملية ناجحة في وزيرستان الجنوبية. والتقى قريشي نظيره الأفغاني في محادثات لبناء الثقة في إسطنبول أول من أمس وقال إن العلاقات تحسنت بشكل ملحوظ خلال عامين منذ تولي حكومة ديمقراطية الحكم في باكستان. وسئل قريشي عما إذا كان وجود الهند في أفغانستان ما زال يقلق باكستان فقال بوسع باكستان المساعدة في التحديات الأمنية التي تواجه أفغانستان أكثر مما يمكن أن تساعد الهند. ولذلك أعتقد أن زيادة التواجد لن يكون سليما.