معتقلو «السلفية الجهادية» في المغرب يواصلون إضرابهم عن الطعام

جمعية حقوقية تتوقع إضرابا جماعيا وتتحدث عن «حالات مزرية»

TT

يواصل معتقلو «السلفية الجهادية» في سجن سلا في المغرب إضرابهم عن الطعام على الرغم من تدهور الحالة الصحية لبعض المعتقلين. وقال بيان للمعتقلين إنهم «يحتجون على عمليات الاعتقال التعسفية واحتج البعض الآخر على محاكمتهم على خلفية تفجيرات الدار البيضاء الإرهابية في 16 مايو (أيار) 2003.

وفي سياق ذي صلة قال عبد الرحيم مهتاد رئيس جمعية النصير لمساندة المعتقلين إن آخر المعطيات التي توصلوا إليها تفيد أن الحالة الصحية لبعض المعتقلين مزرية، خاصة أولئك الذين دخلوا الإضراب منذ أسبوعين ويتعلق الأمر بالطلبة الصحراويين الذين ينتمون لما يسمى بتنظيم «المرابطون الجدد». وأضاف مهتاد يقول لـ«الشرق الأوسط»: «إنه من الواضح أن هناك تنسيقا بين المعتقلين من أجل الدخول في إضراب جماعي خاصة بعد أن زاد عدد المضربين عن الطعام في الأسبوع الأخير». وزاد قائلا: «لا أستطيع الزعم أن هذا التنسيق يشمل جميع السجون المغربية، لكن من الواضح أن هناك تنسيقا في سجن سلا (المجاورة للرباط) بين المعتقلين احتجاجا على الأوضاع المزرية في السجن، وكذا احتجاجا على الطريقة التي جرت بها محاكمة المعتقلين التي يعتبرونها ظلما خاصة تلك المتعلقة بتفجيرات 16 مايو التي ذهب ضحيتها عدد من الأشخاص لمجرد الاشتباه بهم». وأوضح مهتاد أن «جمعية النصير تبذل مجهودات لإيجاد حل للموضوع لكن إمكانياتهم لا تتعدى الاتصال بالوزارة المعنية وكذا الإدارة المحلية التي تتمثل في المندوبية السامية لإدارة السجون، بالإضافة إلى الاتصال بالجمعيات الحقوقية دون إغفال الجانب الإعلامي». وقال مهتاد أيضا: «لا نملك أي قدرة على الضغط على الجهات المسؤولة أو لعب دور الوساطة لكننا نعمل ما بوسعنا للتنبيه على خطورة الوضع».

وكان المعتقلون قد أصدروا بيانا أعلنوا فيه عن مواصلتهم للإضراب عن الطعام واستعدادهم للتضحية «من أجل إظهار براءتهم». وأشاروا في البيان إلى أنه «تم تضخيم بعض الأعمال لتوسيع دائرة الاعتقال واتخاذها عذرا لتبرير التجاوزات وطمس الحقائق».

وقال بيان المضربين: «كان بإمكان القضاء أن يكون صمام الأمان وأن يكون خير معين على الحقيقة وتحديد المسؤوليات. لكن الأوامر والتعليمات لم تتح ذلك». ويقول البيان إنهم «قرروا أن يقفوا موقفا حاسما.. نريد أن نضحي بكل ما نملك من أجل أن نرفع الظلم عنا، من أجل أن لا يبقى هناك اختطاف ولا تعذيب ولا تزوير للمحاضر ولا محاكمات موجهة». ويضيف البيان: «من أجل ذلك، قررنا خوض هذا النوع من الإضرابات وأملنا إن لم نحقق المطلوب على الأقل نشكل لبنة في الاتجاه الصحيح مؤكدين أن عزمنا التضحية بأرواحنا وأنفسنا يبقى أكبر دليل على براءتنا من التهم المنسوبة إلينا».