مغاربة هولندا يسعون لرفع تمثيلهم في البرلمان وتعزيز كفة اليسار

الاقتصاد هيمن على الانتخابات.. وترجيح تقدم الليبراليين

هولنديون يدلون بأصواتهم في مركز اقتراع في ستافورست بشمال البلاد أمس (أ.ب)
TT

أدلى الناخبون الهولنديون بأصواتهم أمس في انتخابات تشريعية يبدو أنها ستمنح الحزب الليبرالي، الذي ينتهج فكر التقشف، أغلبية في البرلمان، لكن مع إجباره على الدخول في ائتلاف مع أحزاب أخرى. وكان لافتا أن الجالية المسلمة، ممثلة في المغاربة وبدرجة أقل في الأتراك، تسعى لرفع تمثيلها في البرلمان المنتهية ولايته، وترجيح كفة اليسار.

وعلى خلاف الانتخابات السابقة التي هيمنت عليها مواضيع الهجرة والسياسة الخارجية، طغت الملفات الاقتصادية والوعود بانتهاج سياسة تقشف مالي، على الحملات الانتخابية، خصوصا في ظل أزمة الديون التي تشهدها اليونان ودول أخرى في منطقة اليورو.

وينادي الليبراليون الذين يتزعمهم مدير موارد بشرية سابق في عملاق السلع الاستهلاكية «يونيليفر» بإجراء اقتطاعات كبيرة في الميزانية، وبحكومة مخفضة العدد، وخفض مزايا المهاجرين. كما وجدت دعوة الليبراليين إلى الحفاظ على خفض الضرائب على الرهن العقاري صدى لدى الناخبين. وتوقعت استطلاعات الرأي نتيجة متقاربة بين الليبراليين بزعامة مارك روت (نحو 34 مقعدا) وحزب العمال اليساري بزعامة جوب كوهين. وفي حال عدم حصول أي حزب على غالبية 76 من أصل 150 مقعدا، سيتعين عليه التحالف مع حزبين آخرين على الأقل، وهو السيناريو الذي يحدث مرارا في هولندا.

وعاشت الجاليات المسلمة في هولندا خلال الفترة الأخيرة قلقا من سيناريو إحداث حزب الحرية اليميني المتشدد، بزعامة خيرت فيلدرز، مفاجأة تمكنه من رفع عدد نوابه، وبالتالي تمكنه من التحالف مع الليبراليين. وقال زياد محمد، وهو ناشط في أوساط الجالية في لاهاي لـ«الشرق الأوسط»، إن جل الجالية المغربية حرصت على التصويت، وغالبيتها تؤيد حزب الخضر اليساريين. أما مصطفى المجاطي وهو ناشط في أمستردام، فقال إنه لم يكن يحرص في الماضي على التصويت، لكنه هذه المرة شارك. وأضاف أن غالبية الجالية المسلمة تؤيد حزب العمل، وبينما اختار بعض أعضائها الحزب الديمقراطي المسيحي، لكن الجميع متفقون على معارضة فيلدرز صاحب الأجندة التي تهاجم الإسلام والمسلمين. وتقول نزهة، وهي سيدة عربية من سكان أمستردام، وترتدي الحجاب: «آراء فيلدرز تكشف العنصرية، ويجب على كل الأحزاب احترام كل العقائد، واحترام الحجاب. أدليت بصوتي لكي أمارس حقي الانتخابي وأختار الحزب الذي أجد فيه برنامجا يتوافق مع رغباتي».

ولم يقتصر دور الجالية على التصويت، وإنما تعداه للترشح بهدف رفع العدد الحالي للنواب ذوي الأصول المسلمة (عددهم نحو 4). ومن ضمن المرشحين للانتخابات الحالية، التركية نبهات البيرق وزيرة الدولة لشؤون الهجرة واللجوء، والمغربي أحمد أبو طالب عمدة روتردام، والمغربي أحمد مركوش (حزب العمل)، وتوفيق ديبي (حزب الخضر)، والمغربية خديجة أعريب (حزب العمل). وقالت أعريب لـ«الشرق الأوسط»، إن الأجانب من أصول إسلامية وعربية كانوا على قناعة بأن المشاركة في الانتخابات بالتصويت، هو أفضل رد من جانبهم على حزب الحرية اليميني المتشدد وزعيمه فيلدرز، الذي هاجم طوال حملته الانتخابية حزب العمل. وأضافت أن هذه الانتخابات تعد أهم انتخابات عرفتها هولندا؛ لأنها تأتي في ظل مواجهة هولندا وأوروبا عموما للأزمة الاقتصادية. وتابعت: «الفترة التي ستلي الانتخابات ستشهد محاولات تشكيل حكومة يسارية، وعدم إعطاء الفرصة لليمين المتشدد للوصول إلى الحكم». واختتمت قائلة: «تشير التوقعات إلى أن اليمين لن يحصل على الأغلبية، ولا اليسار، ولا بد من وجود ائتلاف، سنحاول في حزب العمل اليساري أن نحقق وجود تحالف يساري كبير مع إمكانية الاستعانة بأحد الأحزاب اليمينية الصغيرة».