منيب المصري: نعمل على إزاحة الشكوك وإعادة بناء الثقة بين حماس وفتح

رئيس لجنة المصالحة الفلسطينية لـ «الشرق الأوسط»: لا تباين بين مواقف غزة ودمشق

مكتب تسجيل الناخبين للانتخابات البلدية المزمعة في يوليو (تموز) المقبل، امس (ا ف ب)
TT

قال رجل الاقتصاد الفلسطيني منيب المصري إن اجتماع لجنة المصالحة التي أمر بتشكيلها الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن)، في رام الله أمس، كان جيدا «إذ كان فيه عصر ذهني لبحث كيفية التحرك من أجل إنهاء الانقسام ووضع خطة لتحقيق المصالحة الفلسطينية». وقال المصري لـ«الشرق الأوسط»: في لندن «نحن الآن ننتظر عودة أبو مازن من زيارته لأميركا (التي تنتهي اليوم)، لتلقي توجيهات جديدة في موضوع تحركات اللجنة». وستلتقي اللجنة مرة أخرى منتصف الأسبوع المقبل.

يذكر أن أبو مازن هو الذي طلب من المصري تشكيل اللجنة من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير واللجنة المركزية لحركة فتح وقادة الفصائل بما فيها حماس (تضم اللجنة ناصر الدين الشاعر نائب رئيس الوزراء في الحكومة العاشرة التي شكلها إسماعيل هنية عام 2006) وشخصيات وطنية. وكان المصري قد زار قطاع غزة مطلع مايو (أيار) الماضي بغرض المصالحة ووجد، حسب قوله، توجهات إيجابية لدى قادة حماس في القطاع..

* وما هي الأفكار التي تداولتها اللجنة في الاجتماع؟

- السبل الممكنة لتضييق الهوة بين موقفي حماس وفتح فيما يتعلق بورقة المصالحة، وبعث الطمأنينة في نفس حماس بأنها لن تخسر من توقيع ورقة المصالحة المصرية. وبشكل عام تسعى اللجنة إلى إعادة بناء الثقة (المفقودة) بين الجانبين بعد أحداث يونيو (حزيران) 2007 (فرض حماس سيطرتها على مجمل قطاع غزة). نحن أناس واقعيون، ونعي تماما أن الوضع معقد جدا دوليا وإقليميا ومحليا، ولجنة المصالحة لا تسعى على الإطلاق إلى إلغاء حماس، فهي تتحرك من منطلق وطني يحترم نتائج اللعبة الديمقراطية والتعددية التي أفرزت حماس. وندعو الجماعة إلى المساعدة في وضع عصارة تفكيرهم لإيجاد المخرج من هذه الأزمة التي تضر بالقضية الفلسطينية أيما ضرر وتجعل المشروع الوطني الفلسطيني (إقامة الدولة المستقلة) في أسوأ حالاته.

* وهل حددتم موعدا للسفر إلى غزة؟

- لم نحدد موعدا بعد، ولكن اللجنة ستلتقي الأسبوع المقبل لوضع خطة عمل والخطوات التالية. اتصلنا سابقا بحماس وهم يرحبون بلقائنا.

* لكن حماس صرحت بعد الإعلان عن اختياركم لرئاسة وفد للمصالحة وزيارة غزة.. أنها «زهقت» الوفود ولا داعي لها إذا كانت لا تحمل أفكارا جديدة وعملية؟

- صحيح هذا قيل، لكن من تحدثت إليهم رحبوا باللجنة والزيارة والوساطة. الأهم أن نجلس بعضنا مع بعض ونواصل الجلوس واللقاءات حتى تضيق الفجوة ونتوصل إلى اتفاق ونحقق المصالحة. المصالحة ليست خيارا فلسطينيا.

* هل تعرفتم على مخاوف حماس.. أنتم زرتم غزة والتقيتم قادة حماس هناك..

- هناك ملاحظات..

* ما هي هذه الملاحظات.. هل هناك شيء جديد يختلف عما صرح به قادة حماس أكثر من مرة؟

- ما يخص منظمة التحرير ولجنة الانتخابات والأمن وغيرها..

* إذن ما هو الجديد؟

- يجب أن تكون النوايا حسنة لكي نتمكن من توقيع الورقة المصرية. سنعمل على إزاحة الشكوك واسترداد الثقة. ونعوّل على الإرادة الجادة والنيات الصادقة لإنجاح مساعينا، وكذلك على الدعم العربي لجهود المصالحة.

* هل اتصلت أيضا بقيادة حماس في دمشق؟

- سنزور دمشق في إطار جولة عربية تضم الجماهيرية الليبية، بصفتها رئيس القمة العربية، لتقوم بدور فاعل من أجل إنهاء الانقسام واسترداد اللحمة الفلسطينية.

* إذا كان الكل جاهزا فأين تكمن المشكلة؟

- نعم الكل جاهز ولا بد من الجلوس ونواصل الجلوس حتى نخرج بنتيجة.

عزام الأحمد عضو اللجنة المركزية لفتح قال إنه على اتصال مباشر مع قادة حماس في غزة. والنائب المستقل جمال الخضري التقى أبو مازن في عمان بشأن المصالحة.. لكن لا اختراق في هذه القضية..

* ما المشكلة إذن؟

- في الشكوك.. وهذه الشكوك لن تزول إلا بالجلوس معا والحديث في أدق التفاصيل.

* أنت لم تتحدث إلى خالد مشعل (رئيس المكتب السياسي لحركة حماس).

- تحدثت معه.. ونحن على اتصال.. ووجدت رغبة لديه لإنجاز المصالحة كما أن هناك رغبة وتصميما من قبل الرئيس الفلسطيني.

* قلت إنك اتصلت بمشعل.. وكذلك أجريت لقاءات مع قادة حماس في غزة؟ هل لمست وجود أي تباين في موقفي الطرفين كما يشيع البعض؟

- ليس هناك أي تباين في موقف قيادة حماس في دمشق وغزة. الموقف كما لمسته هو موقف موحد.. ومن يتحدث عن الخلاف والتباين إنما يحاول الاصطياد في المياه العكرة.

* ما هي الصلاحيات التي خولت للجنة من قبل أبو مازن؟

- قال لنا «روحوا وحققوا المصالحة».

* لكن أكيد أن الدعوة لم تكن مفتوحة وأن هناك ضوابط.

- الضوابط هي أن هناك ورقة مصالحة وأن الكل وقع عليها.

* يعني طلب منكم إقناع حماس بالتوقيع.

- سنحاول إقناع حماس بأن تحفظاتها وملاحظاتها ستكون محفوظة وستؤخذ بعين الاعتبار عند التنفيذ. وسنقنعهم بأنهم لن يخرجوا خاسرين.

واعتبر المصري أن «المصالحة هي العمود الفقري الآن، وهي الأساس الذي يجب أن نسعى إلى تحقيقه حتى نتمكن جميعا من مواجهة التحديات والمخاطر التي تواجه القضية الفلسطينية، وعلى رأسها القدس، التحدي الأكبر في ظل البرنامج الإسرائيلي الذي يسعى الاحتلال من خلاله إلى تهويد القدس بحيث لا يشكل الوجود العربي أكثر من 10% وكذلك السياسات الإسرائيلية من أجل تهويد الضفة الغربية وإغراقها بالمستوطنات». وأشاد بالدور المصري الذي يقود جهود المصالحة، وقال: «ننسق مع الإخوة المصريين، والتقيناهم ودعموا جهودنا، فهم يساندون أي خطوة إيجابية فاعلة من أجل إنهاء الانقسام». وقال: «المعادلة في الشارع الفلسطيني اختلفت الآن وتغيرت، وأنا أدعو الجانبين معا باسم دماء الشهداء والأسرى، إلى أن ينهوا الانقسام في أسرع وقت ممكن، لأن رياح التغيير تهب في المنطقة».