مصادر أمنية تكشف لـ«الشرق الأوسط» عن «خطة محكمة» لاغتيال علاوي تدعمها جهة إقليمية

كانت ستنفذ قبيل تشكيله الحكومة.. حسب معلومات استخبارات دولة عربية مجاورة أكدت أميركا صحتها

TT

أفادت مصادر أمنية عراقية وعربية رفيعة المستوى «بوجود خطة محكمة لاغتيال زعيم القائمة العراقية الدكتور إياد علاوي الرئيس الأسبق للحكومة العراقية»، مشيرة إلى أن «جهات محلية متورطة في هذه الخطة وتدعمها جهة إقليمية».

المصادر التي كشفت ولأول مرة المعلومات عن هذه الخطة لـ«الشرق الأوسط» في بغداد أمس، قالت إن «معلومات استخباراتية عراقية وكذلك من جهات استخباراتية تابعة لدولة عربية مجاورة للعراق تمكنت من متابعة خطة الاغتيال المحكمة، وكذلك رصد عدد الأشخاص والأسلحة التي ستستخدم لتنفيذ هذه الخطة»، مشيرة إلى أن «القوات الأميركية العاملة في العراق أيدت هذه المعلومات وساعدت في الكشف عنها».

مصدر أمني مقرب من علاوي أكد لـ«الشرق الأوسط» أمس هذه المعلومات ووصفها بأنها «على درجة عالية من السرية»، وقال: «لقد تسلمنا تقارير استخباراتية دقيقة وموثوقة عن خطة اغتيال زعيم القائمة العراقية». وأشار المصدر الأمني الذي رفض الكشف عن اسمه إلى أن «المعلومات الاستخباراتية تؤكد أن تنفيذ الخطة كان مقررا قبيل مباشرة علاوي تشكيل الحكومة القادمة»، مشيرا إلى أن «تدابير احترازية مشددة فرضت لحماية علاوي الذي سبق أن تعرض لأكثر من 13 محاولة اغتيال».

وكان أعضاء وأنصار للقائمة العراقية قد تعرضوا منذ ما قبل الانتخابات التي جرت في 7 مارس (آذار) الماضي وحتى أول من أمس للاغتيال على أيدي مسلحين مجهولين من غير أن تتوصل الجهات الأمنية العراقية إلى الفاعلين.

ومن أبرز محاولات الاغتيال التي تعرض لها علاوي أو أجهضت منذ سقوط النظام السابق عام 2003، خطة لاغتياله خلال زيارته لألمانيا في فبراير (شباط) 2004 وأدين فيها 3 من جماعة أنصار الإسلام، وفي أكتوبر (تشرين الأول) 2005 ألغى زيارة للبصرة بعد اكتشاف محاولة مماثلة، وفي 20 أبريل (نيسان) انفجرت سيارة مفخخة لدى مرور موكبه في أحد شوارع بغداد. وفي ديسمبر (كانون الأول) نجا من محاولة اغتيال خلال زيارته لمرقد الإمام علي في النجف، وفي يونيو (حزيران) 2007 انفجرت سيارتان مفخختان قبالة منزله في شارع الزيتون ببغداد، وفي نوفمبر (تشرين الثاني) 2007 انفجرت طائرة من دون طيار فوق حديقة منزله. من جهة أخرى، صرح مصدر رفيع المستوى في كتلة علاوي بأن «مسلسل الضغط والإبعاد وتشويه صورة (العراقية) لن يتوقف، والمعركة القاسية بين قوى التطرف وقوى الاعتدال التي طالما تحدثنا عن شراستها، في تصاعد». وأفاد المصدر لـ«الشرق الأوسط»، بورود «معلومات أولية عن قيام الجهات الأمنية العراقية باعتقال شخص من عشائر الجميلي ويدعى أبو طلال الجميلي، خلال الأيام الماضية، متهمين إياه بالسعي لتشكيل ميليشيا، وإجباره بالقوة على الاعتراف بأنه مدفوع لتشكيل هذه الميليشيا بدعم من قياديين في كتلة العراقية»، مشيرا إلى أن «علاوي كان قد أكد خلال اجتماعه الأخير مع أعضاء كتلة العراقية أن المرحلة القادمة ستكون صعبة. ولكننا نكرر مرة أخرى أن المؤامرات لا تزال تحاك ضد كتلة (العراقية) وهذا لا يزيدنا إلا إصرارا على المضي قدما لتحرير العراق من الفوضى والإرهاب والقمع الذي للأسف أخذ يسود البلاد من أقصاها إلى أقصاها»، منوها بأن «قصة الجميلي تأتي ضمن مشروع تشويه القائمة العراقية وقيادييها في وقت تنشغل فيه (العراقية) بتشكيل الحكومة القادمة تنفيذا لاستحقاقها الدستوري».

وأكد المصدر المسؤول في القائمة أنه «من الضروري التأكيد على أن كتلة العراقية هي الوحيدة التي لم ولن تمتلك ميليشيا أو تسعى لتشكيل هذه الميليشيا، لأنها تؤمن بالخيار الديمقراطي والحوار من أجل إرساء التغيرات الوطنية وتنفيذ برنامجها الذي يتوجه إلى إنقاذ العراق والعراقيين وتوفير حياة آمنة وكريمة لهم وبناء دولة المؤسسات، ولأن هذا لن يتم من خلال الميليشيات والأسلحة».