كاميرون يلغي زيارة إلى قاعدة عسكرية بريطانية في هلمند بسبب مخاوف أمنية

راسموسن: الناتو يريد تسليم مسؤولية الأمن للقوات الأفغانية هذا العام

رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون لدى لقائه بعض افراد القوة البريطانية في معسكر بإقليم هلمند أمس (رويترز)
TT

أكد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أمس أن القوات البريطانية التي تعمل في أفغانستان ستعود إلى بلادها فور أن تتمكن أفغانستان من تولي مسؤولياتها الأمنية. وقال كاميرون في القاعدة البريطانية الرئيسية في أفغانستان «لسنا هنا لبناء الديمقراطية الكاملة لكن ننشئ نموذجا لمجتمع مثالي إلى حد ما. إننا هنا لمساعدة الأفغان على تولي مسؤولية مجتمعهم حتى يتسنى لنا العودة إلى بلادنا».

وتناول كاميرون أيضا الإفطار مع القوات بعد قضاء ليلته في قاعدة كامب باستيون في إقليم هلمند جنوبي البلاد الذي تمزقه الصراعات في أول زيارة له إلى أفغانستان منذ توليه المنصب الشهر الماضي. هذا واضطر كاميرون إلى إلغاء زيارة إلى قاعدة عسكرية بريطانية في جنوب أفغانستان أول من أمس بسبب مخاوف من تعرضه لهجوم، بحسب مساعديه. وكان من المقرر أن يزور كاميرون القاعدة الواقعة في ولاية هلمند الجنوبية، إلا أنه تم إلغاء الزيارة بعد رصد مكالمات هاتفية بين مسلحين تتضمن تهديدات لسلامته، بحسب مساعديه. وأشارت المكالمات الهاتفية إلى أن المسلحين علموا بزيارة ستقوم بها شخصية مهمة إلى القاعدة العسكرية، وبدأوا في الاستعداد لشن هجوم ضدها. وتحدث مسلحون في إحدى هذه المكالمات عن احتمال شن هجوم على مروحية. وكان كاميرون قد زار مدرسة زراعية بنيت بأموال بريطانية قرب عاصمة هلمند. يذكر أن بريطانيا تنشر نحو 10 آلاف جندي في أفغانستان يشكلون ثاني قوة عسكرية في هذا البلد بعد الولايات المتحدة. ووصل كاميرون إلى كابل أول من أمس في زيارة غير معلنة حيث التقى بالرئيس حميد كرزاي قبل إلغاء زيارة أخرى مع جنود كانت مقررة أمس في قاعدة تابعة للدوريات أيضا في إقليم هلمند.

ونقلت تقارير إعلامية بريطانية عن مسؤولين بريطانيين قولهم إنه توافرت معلومات استخباراتية بأن طالبان تخطط لإسقاط مروحيته. وجاءت زيارته في الوقت الذي تراجع فيه الدعم الشعبي للحرب في أفغانستان في بريطانيا بسبب زيادة الخسائر البشرية في صفوف الجيش وتكاليفها المالية. وكانت حالات القتلى في صفوف البريطانيين في أفغانستان قد سجلت رقما قياسيا وهو 108 العام الماضي طبقا لموقع على الإنترنت يرصد الوفيات في صفوف القوات الأجنبية في أفغانستان والعراق. وحتى الآن هذا العام تكبدت القوات البريطانية 49 حالة وفاة جميعها خلال عمليات قتالية ما عدا واحدة طبقا لإحصائيات الموقع. وقال كاميرون في قاعدة كامب باستيون التي تضم خمسة آلاف جندي بريطاني أي نحو نصف القوات في البلاد «إنها ليست حرب خيار. إنها حرب ضرورة».

وفي بروكسل أعلن أندريه فوج راسموسن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) أمس أن الحلف لا يزال يريد تسليم المسؤولية الأمنية في أفغانستان إلى قوات محلية هذا العام رغم أن الناتو يواجه أشرس قتال منذ قدومه إلى البلاد. وتتركز استراتيجية الناتو حاليا على مهاجمة التمرد الذي تقوده طالبان في مناطق نفوذها بالتزامن مع بناء قوات الجيش والشرطة الأفغانيين ليتمكنا من تولي أعمال القتال.

وقال راسموسن أمام اجتماع لوزراء دفاع الدول التي تشارك بقوات في أفغانستان: «نريد أن يحدث هذا الانتقال بأسرع ما يمكن حسبما تسمح الظروف وإذا تيسر الأمر فسيكون قبل نهاية العام». وطالب وزير الدفاع البريطاني ليام فوكس دول الناتو بزيادة أعداد مدربي عناصر الجيش والشرطة في أفغانستان. وقال فوكس اليوم في بروكسل على هامش اجتماع وزراء دفاع 46 دولة مشاركة في قوة المساعدة الأمنية الدولية (إيساف) في أفغانستان: «نتفهم أن بعض الدول تجد صعوبة في إرسال قوات قتالية إلى أفغانستان لأسباب سياسية ودستورية.. ولكن لا يوجد ما يمنع دولة من إرسال مزيد من المدربين.. حتى نترك خلفنا عندما نغادر أفغانستان دولة آمنة وليس فراغا أمنيا». وأكد فوكس: «ثمة التزام أخلاقي يحتم على جميع الدول الأعضاء المشاركة في مهمة التدريب». واستند فوكس على تصريحات قائد «إيساف» الجنرال الأميركي ستانلي ماكريستال التي أكد فيها أن قوات الأمن في أفغانستان تحقق نجاحا كبيرا. وأضاف: «ولكن هناك المزيد الذي يتعين القيام به» مشيرا إلى أن الناتو بحاجة لـ450 مدربا لتدريب عناصر الجيش والشرطة الأفغانية. وأوضح الوزير أن دول الناتو الـ28 يجب أن تقوم بتدريب قوات الأمن الأفغانية بشكل يسمح بأن تبدأ العام المقبل عمليات سحب قوات «إيساف» المتمركزة في أفغانستان والبالغ قوامها 120 ألف جندي. ويشارك في عمليات التدريب حاليا 1850 مدربا وهو أقل من العدد الذي تحتاجه عمليات التدريب في أفغانستان.

وتفيد أرقام الناتو بأن أكثر من سبعة آلاف من أفراد الشرطة الأفغانية فحسب تلقوا تدريبا من إجمالي 105 آلاف فرد على يد مدربي الحلف وبرامج موازية تنفذها الولايات المتحدة وألمانيا. ومن المقرر زيارة عدد قوة الشرطة الوطنية الأفغانية إلى 134 ألف فرد بحلول أكتوبر (تشرين الأول) 2011. ويشارك ثمانية حلفاء في الناتو حاليا في أعمال التدريب وهم كندا وفرنسا وإيطاليا وهولندا وبولندا وإسبانيا وبريطانيا والولايات المتحدة.