ليبيا تفتح حوارا مع سويسرا بعد ساعات من إطلاق رجل الأعمال السويسري

الاتحاد الأوروبي يرحب بالخطوة ويعتبرها «مهمة» نحو حل الأزمة بين البلدين

TT

في لقاء هو الأول من نوعه بين مسؤولين ليبيين وسويسريين منذ تدهور العلاقات الثنائية بينهما قبل نحو عامين، التقى أمس، رئيس الوزراء الليبي الدكتور البغدادي المحمودي مع وفد سويسري رفيع المستوى، فيما أطلقت ليبيا على نحو مفاجئ سراح رجل الأعمال السويسري ماكس غولدي، الذي كان يقضي عقوبة السجن لمدة أربعة أشهر بسبب مخالفته قوانين الإقامة والعمل.

وقال صلاح الزحاف المحامي الليبي لغولدي إن موكله ينتظر إجراء ترتيبات منحه تأشيرة مغادرة حتى يتمكن من العودة إلى وطنه، مؤكدا أنه في صحة جيدة للغاية ومعنوياته عالية، مشيرا إلى أنه سيغادر ليبيا خلال الساعات المقبلة، عقب إتمام الإجراءات القانونية.

بدورها عبرت ميشلين كالمي ري، وزيرة الخارجية السويسرية، عن ارتياحها الشديد لإفراج السلطات الليبية عن مواطنها المعتقل، وأعربت عن ثقتها في عودته إلى بلاده قريبا. كما شكرت ميشلين في تصريحات من مدينة نيويورك الأميركية، ونقلها الموقع الإلكتروني العربي للإذاعة السويسرية على شبكة الإنترنت، «شركاءنا في الاتحاد الأوروبي وفي مقدمتهم ألمانيا وإسبانيا على دعمهم». وأشارت إلى «الانخراط الكبير» لنظيريها في البلدين ميغل أنخيل موراتينوس وغويدو وسترفيليه في حل هذا الملف، منوهة بأن دعم الاتحاد الأوروبي في هذا الملف «مفيد جدا».

من جهتها، رحبت المفوضية الأوروبية بالإفراج عن غولدي، وقال بيان مشترك حمل توقيع الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، والمفوضة الأوروبية للشؤون الداخلية سيسيليا مالمستروم، إن هذه البادرة من شأنها أن تكون «خطوة مهمة» نحو حل الأزمة بين سويسرا وليبيا. وقال البيان الذي نقلته وكالة أنباء «آكي» الإيطالية: «نرحب بإطلاق سراح رجل الأعمال السويسري ماكس غولدي من السجن، ونأمل أن يكون السيد غولدي قادرا عما قريب على العودة إلى سويسرا للانضمام إلى عائلته واستئناف الحياة الطبيعية». وتابع أن «عودة سريعة لمنزله ستكون خطوة مهمة نحو حل الأزمة الثنائية بين ليبيا وسويسرا»، معربا عن اعتقاده بأن «الحوار والمبادرات إيجابية من قبل الجانبين ضرورية لحل النزاعات الثنائية».

وكان وزير الصحة الليبي محمد محمود حجازي قد أعلن، في مؤشر على قرب تحسن العلاقات الليبية - السويسرية، أن حكومة بلاده، وافقت أخيرا على استيراد بعض الأدوية الضرورية لأمراض القلب وأمراض الدم والسرطان، والتي لا تصنّع إلا في سويسرا، مشيرا إلى أن الحكومة الليبية طلبت استمرار العقود التي أبرمت معها حتى انتهاء، وأعطت وزارته مهلة ستة أشهر لإيجاد مصدر بديل.

كما شارك حجازي نفسه في أعمال الدورة الـ63 لجمعية منظمة الصحة العالمية التي عقدت الشهر الماضي بسويسرا، كأول مسؤول ليبي رفيع المستوى يزورها رغم وضعه ضمن قائمة سويسرا السوداء التي تضم 188 مسؤولا ليبيا ممنوعين من دخول أراضيها.

واعتقلت ليبيا عام 2008 مواطنين سويسريين هما ماكس غولدي ورشيد حمداني بتهمة الإقامة غير الشرعية، ومزاولة نشاط اقتصادي دون ترخيص. وحكم عليهما بالسجن، غير أنه تم تبرئة حمداني وأفرج عنه في فبراير (شباط) الماضي، فيما تم تقليص عقوبة غولدي من 16 شهرا إلى أربعة أشهر نافذة.

وكانت العلاقات بين ليبيا وسويسرا قد تدهورت على نحو متسارع منذ توقيف شرطة كانتون جينيف لهانيبال أحد أنجال الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي وأسرته، في أغسطس (آب) 2008 بتهمة الإساءة لخادمين لديه.

وأوقفت ليبيا رحلات الطيران السويسري إليها وسحبت أرصدتها المالية لدى المصارف السويسرية، كما أعلنت حظرا تجاريا وشاملا على برن، فيما دعا الزعيم الليبي إلى تقسيم سويسرا على الدول المجاورة واعتبرها أكثر من مرة دولة للمافيا والفساد الدولي.