قرغيزستان: مقتل 37 في أسوأ مواجهات عرقية منذ إطاحة باقييف

الحكومة تعلن الطوارئ وترسل تعزيزات لثاني أكبر مدن البلاد

أشخاص يتجادلون في شارع بمدينة أوش، جنوب قرغيزستان، حيث تصاعد التوتر العرقي أمس (أ.ف.ب)
TT

قتل 37 شخصا على الأقل، أمس، عندما تجددت مواجهات عرقية في مدينة أوش، ثاني أكبر المدن في قرغيزستان، في أسوأ أعمال عنف تشهدها هذه الجمهورية السوفياتية السابقة منذ الإطاحة بالرئيس كرمان بك باقييف في أبريل (نيسان) الماضي. وأعلنت الحكومة المؤقتة في قرغيزستان التي تستضيف قاعدتين عسكريتين إحداهما أميركية والأخرى روسية، حالة الطوارئ في أوش وفي عدة مناطق ريفية محلية، بعد أن تقاتل مئات الشبان بالأسلحة والقضبان الحديدية وأضرموا النيران في متاجر في المدينة. وقالت شاهدة عيان إن «حي شيريوموشكي الذي يسكنه الأوزبك مشتعل»، مشيرة إلى أن الاشتباكات تفجرت بين القرغيز والأوزبك. وأضافت لوكالة «رويترز»: «كثيرون يقيمون الحواجز. أرى حشدا من الناس يضرمون النيران في اثنين من المطاعم الكبيرة وسوق».

وأرسلت الحكومة المؤقتة برئاسة روزا أوتونباييفا، تعزيزات أمنية إلى المنطقة لمواجهة العصابات التي تجوب الشوارع بالعصي والحجارة والقنابل الحارقة بعد ليلة من العنف. وعبرت أوتونباييفا، في حديثها للصحافيين في العاصمة بشكيك، عن «أسفها» لوقوع مواجهة بين عرقيتين. وقالت: «نحتاج لحشد القوات والوسائل لوقف وتهدئة هؤلاء الأشخاص وهذا ما نفعله الآن». وأضافت أوتونباييفا أن حشودا من أشخاص «غير مألوفين ومثيرين للريبة» يتدفقون على أوش «من جميع الاتجاهات»، دون أن تحدد الهوية العرقية لهؤلاء الأشخاص.

وتشهد قرغيزستان، التي نالت استقلالها مع انهيار الاتحاد السوفياتي في 1991، اضطرابات منذ التمرد الذي أطاح بباقييف في السابع من أبريل الماضي، وهو ما يزيد مخاوف من وقوع حرب أهلية. وهناك توتر سياسي بين الجنوب المعتمد على الزراعة والشمال في قرغيزستان بسبب وجود منافسات عرقية وعشائرية. وقال ضابط شرطة من نقطة تفتيش خارج أوش إن نحو 300 سيارة احتشدت عند مدخل المدينة، مضيفا أن بعض هؤلاء الأشخاص قدموا من قرى صغيرة لإنقاذ ذويهم الذين يعيشون في أوش. ولكنه قال إن هناك أيضا نحو 2000 شخص من قرغيزستان في الأساس مسلحون بالعصي والبنادق.

ويشكل الاضطراب العرقي بين القرغيز والأوزبك بواعث قلق في وادي فرغانة الذي يضم أجزاء من قرغيزستان ومناطق من أوزبكستان.

وفي 19 من مايو (أيار) الماضي، قتل شخصان في اشتباكات بين القرغيز والأوزبك في مدينة جلال آباد. وفي اليوم نفسه قالت أوتونباييفا إنها ستبقى في سدة الحكم حتى عام 2011 لتتراجع بذلك عن خطط سابقة لإجراء انتخابات رئاسية في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.

وقالت سالكين ابديكارييفا، المتحدثة باسم شرطة الحدود، في اتصال هاتفي من أوش، إن قرغيزستان أرسلت تعزيزات لإحكام السيطرة على حدودها مع أوزبكستان. يذكر أن وادي فرغانة الذي يشمل أيضا أجزاء من طاجيكستان منطقة مضطربة على وجه الخصوص في آسيا الوسطى. وفي عام 1990 بعد قليل من انهيار الاتحاد السوفياتي قتل المئات في اشتباكات عرقية قرب أوش.