مسؤولة أميركية: تركيا والبرازيل ستجدان التواصل مع إيران معقدا

مديرة مكتب «التخطيط السياسي» لكلينتون تقول إن واشنطن تنتظر رد فعل طهران

TT

عبرت مديرة مكتب «التخطيط السياسي» لوزارة الخارجية الأميركية ماري- ان سلوتر، عن الموقف الأميركي من السياسة التركية تجاه إيران، خاصة بعد تصويتها ضد قرار مجلس الأمن الجديد بعقوبات ضد إيران، عندما قالت إن «الدول تتعلم من أخطاء على المسرح الدولي». وحذرت سلوتر تركيا، والبرازيل أيضا، من أن «التواصل مع إيران معقد». وقالت سلوتر، وهي من المقربين من وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون: «نحن نرحب بهما (تركيا والبرازيل) على المسرح الدولي.. ولكن سيجدون أن التواصل مع إيران أمر معقد». وأضافت مبتسمة: «ولكن على كل دولة أن تتعلم بمفردها»، لافتة إلى «أخطاء على المسرح الدولي» تقوم بها بعض الدول قبل التعلم منها.

وكانت سلوتر تتحدث خلال جلسة في مؤتمر «المركز لأمن أميركي جديد» الذي عقد دورته الرابعة في واشنطن أول من أمس وبحث وضع الولايات المتحدة في العالم من قوتها العسكرية إلى جعل الرئيس الأميركي باراك أوباما التواصل مع كل الدول خاصة الخصوم عنصرا أساسيا في سياسته الخارجية. ودافعت سلوتر عن سياسة أوباما في مد يده للنظام الإيراني ودعوة قيادته للحوار، على الرغم من انتقاد بعض المشاركين في الندوة وعلى رأسهم نائب مستشار الأمن القومي الأميركي السابق في إدارة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش إليوت ابراهامز. وقالت سلوتر إن «هناك فئات مختلفة من التواصل، من بينها التواصل مع الدول الصعبة، والتفكير وراء ذلك؛ هو بدلا من إعطاء سلاح لتلك الدول بالقول بأننا لا نتواصل.. نأخذ هذا السلاح من المتطرفين». وأضافت: «في الوقت نفسه، يمكننا أن نقول لدول أخرى إننا قمنا بأفضل ما يمكننا في مجال التواصل وبعدها نوضح الخيارات أمامنا» في حال فشلت جهود الحوار. وكان من اللافت تصريح سلوتر بأن «المنطق ليس أننا نتوقع أن يجعلهم الحوار يتراجعون»، مما جعل البعض يتساءل عما إذا كانت واشنطن غير جادة في دعوتها إيران إلى الحوار إن كانت لا تؤمن بأنه سيجلب نتيجة. إلا أن سلوتر أكدت أن باب الحوار مع إيران «ما زال مفتوحا»، على الرغم من اعتقاد عدد من المشاركين في المؤتمر بأن إصدار قرار جديد من العقوبات يجعل من الصعب تصور موافقة إيران على الحوار بعد رفضه لأشهر طويلة بسبب العقوبات السابقة. وقالت سلوتر: «لدينا سياسة مسارين، الباب كان مفتوحا دائما.. أمام إيران خيار واضح» بين الحوار والعقوبات، مضيفة: «لا أرى الأمر بأننا حاولنا الحوار أولا ثم العقوبات والآن نفكر أين نتجه.. نحن نعطي بعض الوقت لرؤية رد فعل إيران».

وأكد الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية بي جي كراولي أول من أمس مواصلة واشنطن مسار الضغط على إيران، قائلا في مؤتمر صحافي: «إننا نبحث عن رد دولي قوي وموحد للتوضيح لإيران بأنها ستدفع ثمنا لمسارها الحالي. وأنها، بناء على هذا الضغط الذي ستشعر به، يجب أن تغير مسارها بسرعة».

وناقش مؤتمر «المركز لأمن أميركي جديد» إمكانية تغيير إيران ذلك المسار. ولفت وكيل وزير الخارجية السابق نيكولاس برنز الذي كان يتابع الملف الإيراني خلال إدارة بوش بين عامي 2005 و2008 إلى أن «إدارة الرئيس بوش اتبعت النهج نفسه في ولايته الثانية»، مشيرا إلى قرارات العقوبات التي خرجت ضد إيران بينما فتحت إدارة بوش باب الحوار مع إيران. ولكن الحوار مع إيران خلال الولاية الثانية من إدارة بوش لم يجلب نتائج، بحسب السفير الأميركي السابق لدى العراق رايان كروكر الذي كان مسؤولا عن التواصل مع إيران من خلال لقائه السفير الإيراني في بغداد. وقال كروكر: «أنا من بين الأميركيين القلائل الذين تحدثوا مع الإيرانيين». ولفت إلى أن محادثات عام 2007 مع الإيرانيين حول العراق «لم تخرج بشكل يثير اليأس». ولكنه أشار إلى نجاح الحوار مع طهران بين عامي 2001 و2003 حول أفغانستان، وهو كان قد ساهم فيها مباشرة أيضا. ووصف كروكر تلك الجهود بأنها «خرجت بنتائج بسيطة ولكنها كانت بداية فرصة للتحاور»، مضيفا أن تلك الفرصة انتهت بعد خطاب بوش الشهير حول «محور الشر» عندما شمل إيران في محور الشر مما غير نهج التواصل بين الطرفين. ولكن اعتبر كروكر أن فرصة جديدة للحوار قد تجلب بعض النتائج، موضحا: «من المجدي التأكد مرة أخرى إن كانت هناك فرصة للحوار معهم».