هجوم على أكبر مجمع للمصارف في بغداد.. وترجيحات بمحاولة سرقة خزائن البنك المركزي

القوات العراقية تعلن اعتقال مساعد نائب صدام وخلية لـ«أنصار السنة»

عناصر في الشرطة العراقية خلال مواجهات مع مسلحين مجهولين بالقرب من البنك المركزي العراقي وسط بغداد أمس (أ.ب)
TT

قال مسؤولون عراقيون إن 12 شخصا على الأقل قتلوا وأصيب نحو 30 أمس بعد انفجار قنابل في البنك المركزي العراقي، في قلب بغداد، ونشوب معركة بالأسلحة بعد الانفجارات بين قوات الأمن ومسلحين. ويأتي توقيت الهجوم عشية انعقاد أولى جلسات البرلمان منذ إجراء الانتخابات العامة المتنازع عليها التي جرت في البلاد في مارس (آذار) الماضي.

وقال متحدث باسم البنك أنه انتهى الأمر بالمسلحين، الذين ربما كانوا يحاولون سرقة خزائن البنك، على أسطح مبان داخل مجمع البنك المركزي العراقي.

وافادت مصادر من داخل البنك المركزي العراقي لـ«الشرق الأوسط» أن الهجوم بدأ بزرع عبوات ناسفة وتفجيرها في مراب البنك واستمر باشتباك بين مسلحين مجهولين وعناصر الأجهزة الأمنية لساعات طويلة.

وأكدت المصادر أن الهجوم بدأ في الساعة الثانية والنصف وهو موعد خروج الموظفين من دوائرهم، متوقعا أن يكون عدد الضحايا أكبر بكثير. وأشار إلى أن عددا من الموظفين حوصروا مع اشتداد المواجهات في مقر مصرف الرافدين ولم يتمكن أحد من إنقاذهم إلا بعد انتهاء المواجهات.

وأكد المصدر، رافضا الإشارة إلى اسمه، وكان أحد المحاصرين داخل المبنى وأصيب بعدة جروح جراء تساقط زجاج النوافذ عليه، أنه من الواضح أن غاية الهجوم هي اقتحام مقرات المصارف في المجمع الواقع وسط شارع النهر الذي يضم مقار مصارف الرافدين والرشيد والوركاء والزراعي، بينما تقع مقار مصارف الصناعي والعقاري خارج المجمع.

وأكد المصدر أن غالبية الموظفين الذين لم يتمكنوا من الفرار من المواجهات هرعوا إلى مقر مصرف الرافدين باعتباره الأكثر تحصينا ليحتموا به لكنهم حوصروا هناك بعد أن طالت فترة المواجهات.

وكانت مصادر أمنية في الشرطة العراقية قد أفادت أيضا أن ثلاثة أشخاص قتلوا وأصيب أكثر من 12 آخرين في حصيلة أولية لعدة تفجيرات قرب مقر المصرف المركزي العراقي في شارع الرشيد وسط العاصمة العراقية بغداد، مؤكدا في الوقت نفسه أن قتالا يجري الآن مع المسلحين الذين زرعوا العبوات وخططوا لمهاجمة المصرف عقب التفجيرات.

وأضافت المصادر أن المسلحين خططوا لاقتحام المصرف بعد الانفجار.

وكانت قيادة عمليات بغداد قد حذرت الشهر الماضي من عمليات قد تقودها تنظيمات القاعدة على مصارف ومحال بيع المصوغات الذهبية بعد أن فقدت تلك التنظيمات مصادر تمويلها إثر هجمات تعرضت لها من القوات العراقية وفعلا تمت مهاجمة مصارف أخيرا في بغداد وبعض المحافظات إضافة إلى محال لبيع الذهب.

ومن جانبه، قال اللواء قاسم عطا المتحدث باسم عمليات بغداد في تصريح لقناة تلفزيونية محلية إن «أعمدة الدخان تصاعدت جراء احتراق مولدة كهربائية في مكان الانفجار»، مضيفا: «لا صحة للأنباء التي ترددت حول وقوع انفجارات أخرى في بغداد».

وأضاف عطا أن القوات الأمنية العراقية فرضت طوقا امنيا في محيط البنك المركزي العراقي تحسبا لأي احتمالات.

من جهة أخرى اعتقلت قوات الأمن خلية إرهابية مشتبه بها تابعة لجماعة أنصار السنة المتشددة حينما داهمت قوات من الجيش العراقي اجتماعا لهم في بغداد. وأوضح قاسم عطا أن الاعتقالات جرت «في منزل بمنطقة الكرادة. وكان (المعتقلون) بحوزتهم وثائق وكاميرات وبندقية قنص وأجهزة كومبيوتر محمول و25 ألف دولار أميركي».

وأشار المسؤول الأمني إلى أن العديد من القادة البارزين في هذه الجماعة كانوا من بين المعتقلين.

كما أعلنت وزارة الداخلية العراقية أمس أيضا اعتقال مساعد نائب الرئيس العراقي المتواري عن الأنظار عزة إبراهيم الدوري في عملية أمنية في منطقة الدور التابعة لمدينة صلاح الدين (170 كم شمالي بغداد).

وأفادت مصادر رسمية أن «قوات الرد السريع التابعة لوزارة الداخلية اعتقلت اليوم (أمس) أحمد شهاب الدوري مساعد الإرهابي عزة الدوري في عملية أمنية في بلدة الدور شمالي بغداد من دون إعطاء مزيد من التفاصيل».

يشار إلى أن أحمد شهاب الدوري هو قائد الحركة النقشبندية في العراق.

وفي الموصل، قالت الشرطة العراقية إن قنبلة مزروعة على الطريق انفجرت قرب عربة مدرعة تقل نائب محافظ نينوى فيصل الياور في وسط الموصل. ولم يصب الياور بأذى.

كما ذكرت الشرطة أن مسلحين قتلوا رجلي شرطة بالرصاص في سوق مزدحمة شرق المدينة. وأفادت الشرطة بأن مسلحين قتلوا امرأة في سوق للبقالة في غرب الموصل.

وفي مدينة كركوك، ذكرت الشرطة أن قنبلة مزروعة على الطريق كانت تستهدف دورية للجيش العراقي انفجرت وأصابت ضابطا بالجيش في جنوب المدينة الواقعة على بعد 250 كيلومترا شمالي بغداد.