موسى يدعو من غزة لكسر الحصار والمصالحة وهنية يطالب بتطبيق قرارات الجامعة

البردويل لـ «الشرق الأوسط» : حماس مع أي تحرك عربي لرفع الحصار ومنع العدوان

TT

دعا الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، إلى ضرورة كسر الحصار المفروض على غزة، في أول زيارة له إلى القطاع منذ انتهاء الحرب على القطاع عام 2009، مشددا على أن العرب كلهم والعالم يقفون إلى جانب الشعب الفلسطيني ويرفضون الحصار، كما طالب بمصالحة فلسطينية، ودعا أهل غزة إلى الضغط على قادتهم من أجل تنفيذ المصالحة.

وفي ظل حراسة أمنية مشددة زار موسى قطاع غزة لعدة ساعات، والتقى بعدد كبير من المسؤولين؛ على رأسهم رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة إسماعيل هنية، وقام بصحبته، بجولة في عدد من المواقع التي تعرضت للتدمير خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة.

وفي مؤتمر صحافي، قال موسى: «الحصار يجب كسره ورفعه»، مشيرا إلى قرار للجامعة العربية في هذا الشأن يطالب بإنهاء حصار غزة، وعدم التعامل معه. وقال: «الشعب الفلسطيني يستحق أن يقف العالم بجانبه وليس العرب وحدهم». وعلق موسى على ملف المصالحة الفلسطينية بقوله إنها مسألة رئيسية وأساسية، و«هي إرادة وليست مجرد توقيع، وهي سياسة وموقف يترجم بالاتفاق على مختلف الأمور التفصيلية»، وقال إن «التاريخ لن يقف أبدا أمام فقرة هنا وكلمة هناك، ولكنه يقف أمام إرادة الوحدة الفلسطينية في مواجهة قضية خطيرة معقدة تتصل بمصير ومستقبل الشعب الفلسطيني وحقه في الحياة الحرة الكريمة».

وأضاف موسى أنه متشوق للسير على أرض فلسطين والالتقاء بالفلسطينيين من كل اتجاه وما يمثلونه من صمود أمام «الحصار الطاغي»، موضحا أن حضوره إلى غزة يهدف إلى توجيه التحية إلى شعب فلسطين في القطاع، ومشاهدة ما جرى وما يجري بنفسه، معبرا عن ثقته في أنه «يلتقي بالكل صامدا واقفا وقفة وحدة رافضا لأن يكون مجرد لعبة بين أطراف ظالمة لشعب فلسطين».

وعقد موسى لقاء مع رئيس وزراء الحكومة المقالة إسماعيل هنية في منزله، وقال هنية عقب اللقاء إنه تبادل مع الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى أفكارا عملية في ملف المصالحة الفلسطينية. ووصف هنية خلال مؤتمر صحافي قصير عقده عقب لقائه بموسى مساء الأحد زيارة الأمين العام بالتاريخية لشعب غزة. وأوضح رئيس الحكومة أنهما تناولا الملفات المهمة، وفي مقدمتها ملف الحصار والموقف العربي منه، وعدَّ زيارة موسى لغزة خطوة عملية في طريق كسر الحصار. وشدد هنية على ضرورة تطبيق قرار جامعة الدول العربية بالعمل على كسر الحصار، وقال إنه سمع كلاما إيجابيا من موسى في هذا الصدد.

وقد غلب على زيارة موسى الطابع الشعبي، حيث زار مدرسة الفاخورة التي قتل في ساحتها العشرات من النساء والأطفال الذين لجأوا إليها خلال الحرب، كما زار منطقة «عزبة عبد ربه»، التي دمرت معظم منازلها خلال الحرب. وتفقد موسى المدرسة الأميركية شمال قطاع غزة التي تعرضت للتدمير، كما التقى بممثلين عن ذوي المعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال، إلى جانب ممثلين عن ذوي الشهداء. ووعد موسى أصحاب المنازل المدمرة بالعمل على السماح بدخول مواد البناء لقطاع غزة من أجل السماح بإنجاز عملية إعادة الإعمار. كما التقى في حي «الزيتون» بمدينة غزة بأفراد من عائلة السموني التي قتل العشرات من أبنائها خلال الحرب الأخيرة، حيث قام جنود الاحتلال بتجميع 80 من أفراد العائلة وبعد ذلك تم قصفهم بقذائف الدبابات.

وخلال تفقده المنازل المدمرة في عزبة عبد ربه فوجئ عمرو موسى بعدد من ذوي المعتقلين الفلسطينيين في السجون المصرية الذين طالبوه بالعمل على إطلاق سراحهم، حيث أكدوا له أنهم يتعرضون لتعذيب وحشي هناك.

وشارك الدكتور باسم نعيم وزير الصحة في الحكومة المقالة والدكتور أحمد يوسف وكيل وزارة الشؤون الخارجية بصفته رئيس لجنة استقبال الوفود، في التنسيق للزيارة بين الحكومة المقالة والحكومة المصرية، الذي اقتصر على الجانب الأمني، حيث أشرفت عناصر من الأمن المصري وتحديدا من جهاز المخابرات العامة على حراسة موسى منذ دخوله قطاع غزة وخلال جولاته التفقدية، واقتصر دور الأجهزة الأمنية التابعة للحكومة المقالة على تأمين الشوارع والطرقات التي سلكها موكب موسى، حيث انتشرت المئات من عناصر الشرطة في شارع صلاح الدين الذي يربط شمال القطاع بجنوبه، وتم تمشيط جانبي الشارع بشكل دقيق، كما منع أصحاب السيارات من ترك سياراتهم على جانبي الطريق.

وقال باسم نعيم وزير الصحة في الحكومة المقالة إن زيارة موسى إلى القطاع المحاصر سيكون لها ما بعدها، متمنيا أن تكون بداية عملية لإنهاء الحصار عن غزة بشكل شامل وإلى الأبد. من ناحيته، تمنى الدكتور صلاح البردويل، عضو المكتب السياسي لحركة حماس، أن تكون زيارة عمرو موسى إلى غزة جزءا من تحرك عربي لرفع الحصار وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني. وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، قال البردويل: «نحن مع أي تحرك عربي لرفع الحصار عن قطاع غزة ومنع العدوان عليه، ونأمل أن تكون زيارة الأمين العام لجامعة الدول العربية إلى غزة مقدمة لموقف عربي أكثر صلابة للضغط على العدو (الإسرائيلي) من أجل وقف عدوانه على الشعب الفلسطيني».

وحول المصالحة الوطنية، أعرب البردويل عن أسفه لغياب ما سماه «إرادة المصالحة» لدى حركة «فتح»، واعتبر المطالبة بالتوقيع على الورقة المصرية أولا «ابتزازا سياسيا». وقال: «لقد وضعت حركة حماس ملاحظاتها حول الورقة المصرية، وهى ملاحظات تحتاج إلى نقاش وترتيبات، وقبل ذلك تحتاج إلى أجواء من أجل نجاحها؛ إذ ليس من المعقول الحديث عن المصالحة في وقت تمنع فيه (فتح) عن الشعب الفلسطيني حصته من الكهرباء التي منحها إياه الاتحاد الأوروبي، وتقطع الكهرباء عن غزة أثناء امتحانات الثانوية العامة لمدد تفوق 12 ساعة في اليوم، هذا بالإضافة إلى أوضاع المرضى، واستمرار التنسيق الأمني والاعتقالات بحق عناصر (حماس) في الضفة الغربية، مما يجعل الحديث عن توقيع الورقة المصرية للمصالحة ابتزازا سياسيا غير مقبول». وحول ربط رئيس كتلة حركة فتح النيابية عزام الأحمد زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى قطاع غزة بإنهاء حكم حركة حماس، قال البردويل: «هذا كلام لا معنى له على الأرض، لأن الذي تمرد على الشعب الفلسطيني هو من رفض الشرعية، فغزة تمثل الشرعية، وحكومتها رمز هذه الشرعية، والذين انقلبوا على حماس هم المتمردون».