حملة في المغرب لمناهضة ظاهرة تشغيل الأطفال خادمات في المنازل

تهدف إلى جمع مليون توقيع

TT

شرعت جمعية مغربية في جمع توقيعات لمناهضة تشغيل أطفال خادمات في المنازل، في حين قالت مصادر رسمية مغربية إن الأطفال الذين يوجدون في سوق العمل، تتراوح أعمارهم ما بين سبع سنوات وأقل من 15 سنة، وأن عددهم العام الماضي بلغ 170 ألف طفل، بما نسبته 3.4 في المائة من عدد الأطفال الذين ينتمون إلى هذه الشريحة العمرية.

وقالت مصادر «الائتلاف من أجل حظر تشغيل أطفال كخادمات في البيوت» إنها بدأت بالفعل حملة لجمع مليون توقيع لمناهضة تشغيل أطفال كخادمات، مشيرة إلى أن الظاهرة لا تزال منتشرة في المدن المغربية. وقالت مصادر الائتلاف الذي يضم عدة جمعيات، إن هذا الأخير رفع شعار «لنتجند اليوم لضمان مستقبل لهن غدا»، وذلك في إطار تخليد اليوم العالمي لمناهضة تشغيل الأطفال، الذي احتفل به العالم أول من أمس.

ونسبت وكالة الأنباء المغربية إلى مريم كمال، منسقة «الائتلاف من أجل حظر تشغيل أطفال كخادمات في البيوت» قولها: «إن الهدف من هذه المبادرة هو تجاوز الصمت عن ظاهرة تشغيل أطفال خادمات في البيوت، والعمل على إقرار إطار قانوني يحمي الأطفال من التشغيل والاستغلال، ويلائم التشريعات الدولية والاتفاقيات والمعاهدات التي صادق عليها المغرب».

وأضافت كمال تقول: «إن المبادرة التي تشهد إقبالا كبيرا واستجابة واسعة من طرف جميع فئات المجتمع، هي مناسبة لتوعية هذه الفئات، لا سيما الفاعلين في مجال الطفولة، بضرورة انتشال نحو 60 ألف طفلة (أقل من 15 سنة) من (مافيا المتاجرة بالأطفال)، والعمل على حمايتهن وضمان احترام حقوقهن في التعليم والصحة والأسرة». على حد تعبيرها.

يشار إلى أن «الائتلاف من أجل حظر تشغيل أطفال خادمات في البيوت»، الذي يضم 29 جمعية، تأسس في فبراير (شباط) 2009 من طرف الجمعية المغربية لحقوق الإنسان, ومنظمة العفو الدولية فرع لمغرب، وجمعية «إنصاف»، ومؤسسة «شرق غرب».

وفي غضون ذلك، أعلنت المندوبية السامية للتخطيط في المغرب (وزارة التخطيط) أن ظاهرة تشغيل الأطفال في المغرب عرفت تراجعا كبيرا منذ عام 1999، حيث كان عددهم يصل في تلك السنة إلى517 ألف طفل، وهو ما كان ما يمثل نسبة 9.7 في المائة من مجموع هذه الشريحة العمرية، لكنها أشارت إلى أن الظاهرة لا تزال مستمرة.

وقالت المندوبية السامية للتخطيط إن تراجع ظاهرة تشغيل الأطفال في المغرب تحقق بالدرجة الأولى بسبب زيادة عدد المدارس، مشيرة إلى أن 60 ألف أسرة تشارك سنويا في جميع أنحاء المغرب في جمع المعطيات حول الظاهرة.

وتبعا للإحصائيات التي نشرتها المندوبية السامية للتخطيط حول إحصاءات العام الماضي، بلغ عدد الأطفال الذين يعملون في المدن 19 ألف طفل، أي ما يمثل 0.7 في المائة من عدد الأطفال في المغرب، مقابل 2.5 في المائة عام 1999 من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين سبع سنوات وأقل من 15 سنة، في حين بلغ عدد الأطفال الذين يشتغلون في البوادي 151 ألف طفل، أي ما يمثل 6.4 في المائة، مقابل 16.2 في المائة عام 1999.

وتفيد الإحصائيات بأنه من بين كل عشرة أطفال يشتغلون تسعة منهم يوجدون في البوادي والأرياف، وهو يشير إلى أن ظاهرة تشغيل الأطفال في المغرب، تكاد تكون وقفا على القرى. ويفسر مختصون ذلك بالقول إن معظم الأطفال في البوادي يعملون مع أسرهم في قطاع الزراعة والرعي. وتشغل قطاعات الزراعة والغابات والصيد قرابة 93.5 في المائة من الأطفال المشتغلين في القرى والأرياف. أما في المدن فإن قطاعي الخدمات والصناعة، بما فيها الصناعة التقليدية، يعتبران أهم القطاعات المشغلة للأطفال.

يشار إلى أن العالم يحتفل في 12 يونيو (حزيران) من كل سنة باليوم العالمي لمناهضة تشغيل الأطفال. وشرعت منظمة العمل الدولية في الاحتفال بهذا اليوم منذ عام 2002، من أجل إثارة الانتباه إلى تنامي حجم ظاهرة تشغيل الأطفال في العالم، والجهود التي يجب بذلها للتصدي لهذه الظاهرة. واختير لاحتفالات هذه السنة شعار «السعي نحو الهدف... هدف إنهاء تشغيل الأطفال».