البطريرك صفير في باريس اليوم وسط تساؤلات فرنسية عن مسار العلاقات اللبنانية ـ السورية

يلتقي ساركوزي وكوشنير وقيادات البرلمان

TT

يصل البطريرك اللبناني الماروني، نصر الله صفير، اليوم، إلى باريس، في زيارة رسمية، بدعوة من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، هي الأولى له منذ وصول ساركوزي إلى قصر الإليزيه قبل ثلاثة أعوام.

وأعد البروتوكول الفرنسي للبطريرك، الذي سيبقى في باريس حتى يوم الجمعة المقبل، برنامجا أشبه ببرامج رؤساء الدول؛ إذ سيلتقي، بالإضافة إلى رئيس الجمهورية، رئيسي مجلسي النواب والشيوخ، ورئيس وأعضاء لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان. بينما سيقيم وزير الخارجية برنار كوشنير حفل عشاء على شرفه في مقر وزارة الخارجية.

وتأتي زيارة صفير إلى باريس فيما تتكاثر الأسئلة الفرنسية حول المسار السياسي الحالي في لبنان، ومآل العلاقات اللبنانية - السورية. ورغم أن الخطاب الرسمي الفرنسي ما زال على حاله، ويشدد على دعم مؤسسات الدولة الفرنسية، والاستعداد للمساعدة بما يضمن أمن واستقرار وسيادة لبنان، فإن أوساطا واسعة الاطلاع في باريس أكدت لـ«الشرق الأوسط» أن فرنسا «غير مطمئنة تماما لمسار الأحداث في لبنان وللأداء الحكومي، كما أنها تراقب بنوع من القلق الدرب الذي تسلكه العلاقات بين بيروت ودمشق».

وكان كوشنير قد أثار خلال زيارتيه الأخيرتين إلى بيروت ودمشق، هذا الموضوع مع المسؤولين في البلدين.

وسيكون الوضع السياسي بمجمله في لبنان والمنطقة، موضع تباحث بين البطريرك صفير والمسؤولين الفرنسيين. وقالت وزارة الخارجية الفرنسية إن باريس مهتمة بالتعرف على وجهات نظر وتحليلات صفير، الذي لا يخفي انتقاداته العلنية إزاء مسار العلاقات اللبنانية - السورية، ولعودة «الهيمنة» السورية على الشؤون اللبنانية. وتقدر باريس للبطريرك صفير دعواته الثابتة لدعم الدولة ومؤسساتها وتقوية الجيش ومطالبته بجعل لبنان بمنأى عن تأثيرات المشاكل الإقليمية المتفجرة.

وكانت باريس قد امتنعت عن التعليق على امتناع مندوب لبنان عن التصويت في مجلس الأمن، على قرار العقوبات ضد إيران رقم 1929 الصادر عن مجلس الأمن. وتتفهم فرنسا وضع لبنان الخاص وحساسية موقفه. وكانت باريس «تتخوف» من تصويت لبنان «ضد» القرار مثلما فعلت تركيا والبرازيل، وهو ما طالبت به فئات داخل لبنان مقربة من إيران وسورية. ورغم أن باريس اعتبرت في وقت من الأوقات أن تطور العلاقة مع سورية يجب أن يكون مستقلا بذاته وليس عبر منظمة ثلاثية فرنسية - لبنانية - سورية، فإن المصادر الفرنسية «محبطة بشكل ما» إزاء ما تعتبره امتناع سورية عن ملاقاتها في منتصف الطريق عبر «بادرات» تعكس رغبتها في الاستعداد لسلوك مسار آخر غير اتباع النهج الإيراني. وسبق لأمين عام رئاسة الجمهورية كلود غيان، مهندس التقارب مع دمشق، أن قام بزيارة بعيدة عن الأضواء إلى العاصمة السورية بعد زيارة كوشنير لها.