الأمم المتحدة: 2009 أسوأ عام لإعادة اللاجئين إلى أوطانهم منذ عقدين

اللاجئون من العراق وأفغانستان أكبر مجموعتين تحت إشراف المفوضية السامية للاجئين

عائلة أفغانية تستعد للعودة إلى افغانستان من باكستان (أ.ب)
TT

بنهاية عام 2009، فاق عدد النازحين داخل بلادهم واللاجئين المنتشرين حول العالم 43.3 مليون نازح ولاجئ بسبب صراعات قديمة وجديدة هددت أمن هؤلاء، مما جعل عددهم الأعلى منذ منتصف التسعينات من القرن الماضي. وتطلق الأمم المتحدة اليوم مناشدة جديدة لمساعدة اللاجئين والعمل على تأمين حياة كريمة لهم مع نشر التقرير السنوي للمفوضية السامية للاجئين التابعة للأمم المتحدة. وبحسب التقرير الذي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، فإن أكبر مجموعتين من اللاجئين هم من أفغانستان والعراق، وهما الدولتان اللتان تعانيان من عدم استقرار أمني وسياسي. وأفاد التقرير بأن 45 في المائة من اللاجئين الذين ترعى مصالحهم المفوضية السامية للاجئين، من العراق وأفغانستان.

وأعلنت المفوضية أن لدى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 19 في المائة من اللاجئين والنازحين حول العالم، بينما المجموعة الأكبر هي في آسيا، مع 37 في المائة من اللاجئين في العالم، و20 في المائة في شبه الصحراء الأفريقية. وأفاد تقرير المفوضية السامية بأن عدد اللاجئين الأفغان وصل إلى 2.9 مليون لاجئ انتشروا في 71 دولة، بينما 1.8 مليون لاجئ عراقي يتمركزون بالدرجة الأولى في دول جوار العراق.

ويحذر التقرير من أن عام 2009 شهد أقل عدد من اللاجئين العائدين إلى أوطانهم منذ عقدين، مما ينذر بتفاقم أزمة النازحين وعدم التوصل إلى حلول نهائية لهم. وكان عدد اللاجئين بحسب المفوضية السامية للاجئين التابعة للأمم المتحدة 15.2 مليون لاجئ، إلا أنها تراعي فقط ثلثهما، بينما تتولى وكالة الإغاثة للاجئين الفلسطينيين (الأنروا) أمور الثلث الآخر وهم من الفلسطينيين المنتشرين حول العالم.

وقال مفوض الأمم المتحدة السامي للاجئين، أنتونيو غوتيريس، إن «النزاعات الكبرى مثل تلك التي في أفغانستان والصومال والكونغو، لا تبدو إشارات لحل قريب لها»، مضيفا: «نزاعات بدت وكأنها تتجه للحل، مثل الوضع في جنوب السودان والعراق نتيجة الركود». وأوضح أن «نتيجة لذلك فإن العام الماضي لم يكن عاما جيدا للعودة الطوعية (للاجئين)، بل كان الأسوأ منذ 20 عاما».

وبحسب تقرير المفوضية السامية، فإن 251 ألف لاجئ فقط عادوا إلى أوطانهم خلال عام 2009، وهو العدد الأقل منذ عام 1990. وأوضحت المفوضية أن خلال الأعوام الماضية، كان عدد العائدين الطوعيين نحو مليون عائد سنويا. وأوضح غوتيريس في تصريحات قبل إطلاق التقرير: «أغلبية لاجئي العالم يعيشون كلاجئين منذ 5 أعوام أو أكثر، وسترتفع تلك النسبة، إذ إن هناك عددا أقل من اللاجئين يمكنهم العودة إلى ديارهم».

ومن اللافت أن باكستان تحتضن أكبر عدد من اللاجئين وهم 1.7 مليون لاجئ غالبيتهم من أفغانستان، بينما تتوقع المفوضية السامية أن إيران تستضيف نحو مليون لاجئ أفغاني. ولكن في الوقت نفسه، شكل اللاجئون الأفغان أكبر عدد من اللاجئين العائدين إلى أوطانهم، إذ عاد 57 ألف أفغاني إلى أفغانستان. ولكن تحذر مجموعات حقوق الإنسان من أن قرار العودة عادة يأتي بناء على ظروف معيشية صعبة للاجئين بين إيران وباكستان، بدلا من ظروف مناسبة للعودة إلى أفغانستان.

أما بالنسبة للعراق، فكانت الأرقام المتعلقة باللاجئين أقل من السابق بناء على تعديلات في بعض السجلات لدى المفوضية السامية. إذ أفاد التقرير بأن خلال عام 2009، هناك 2.026 مليون لاجئ ونازح عراقي، بعد أن تمت مراجعة عدد النازحين العراقيين داخل بلادهم من 2.6 مليون نازح إلى 1.55 مليون نازح. كما أن 38 ألف لاجئ عراقي عادوا إلى بلادهم لأسباب مشابهة، بينما تم قبول طلبات لجوء 23 ألف لاجئ عراقي للذهاب إلى دولة ثالثة. وأفاد التقرير بأنه تمت مراجعة عدد اللاجئين العراقيين في دول الجوار، وانخفضت بنسبة 23 في المائة عن العام الماضي، ولكن ما زالت تلك الفئة تعاني من مصاعب معيشية يومية. وأكد ناطق باسم المفوضية السامية للاجئين لـ«الشرق الأوسط» أن المفوض السامي للاجئين سيزور سورية ولبنان نهاية الأسبوع الحالي «لتسليط الضوء على معاناة اللاجئين العراقيين»، مضيفا أنها ما زالت مشكلة كبيرة يجب عدم نسيانها. وبينما يعتبر الحل الأفضل للاجئين والنازحين هو العودة إلى أوطانهم، تعمل المفوضية السامية على إعادة توطين اللاجئين الأكثر ضعفا. وقد وافقت 19 دولة، منها الولايات المتحدة وكندا وأستراليا، على طلبات لجوء نحو 112 ألف لاجئ من دول ثالثة لإعادة توطينهم. وكانت الحصة الأكبر للولايات المتحدة، إذ قبلت 79 ألف لاجئ من دول عدة، أكثرهم من بورما والعراق.

وينشر التقرير اليوم قبل الاحتفال باليوم العالمي للاجئين يوم 20 يونيو (حزيران)، حيث تعمل الأمم المتحدة على زيادة التوعية حول معاناة اللاجئين حول العالم.