الرئيس سليمان في دمشق اليوم لتنسيق المواقف اللبنانية ـ السورية

القمة ستخوض في الملف السياسي.. ولن تتعرض إلى تفاصيل الاتفاقات الثنائية

الرئيس اللبناني خلال ترؤسه جلسة مجلس الوزراء بحضور رئيس الوزراء سعد الحريري أمس (تصوير: دالاتي ونهرا)
TT

تشهد العاصمة السورية اليوم قمة لبنانية - سورية تبحث في جدول أعمال وصفته مصادر مواكبة لتحضيرات الزيارة لـ«الشرق الأوسط» بالـ«غني بمواضيع متداخلة ومترابطة». وتكتسب هذه القمة أهمية لافتة لجهة توقيتها في خضم المستجدات الإقليمية، ولكونها مكملة للقمتين السابقتين اللتين عقدتا بين الرئيسين سليمان والأسد منذ أغسطس(آب) 2008.

وأوضح مستشار الرئيس اللبناني، النائب السابق ناظم الخوري أن «المباحثات ستتطرق إلى ملفات عدة، وستشمل الصعد كافة»، لافتا إلى أن «الزيارة تأتي استكمالا للزيارات السابقة، وبالتالي محطة في مسيرة صياغة رؤية مختلفة ومشتركة للعلاقة اللبنانية - السورية».

وقال الخوري لـ«الشرق الأوسط»: «هناك حاجة لتنسيق المواقف بين الرئيسين، خصوصا أن لبنان عضو في مجلس الأمن، ويمثل المجموعة العربية، لذلك تندرج الزيارة في إطار السعي لتفعيل عضوية لبنان لخدمة القضايا العربية».

واستبعد الخوري أن يتطرق الرئيسان إلى موضوع الاتفاقات التي أتمتها لجنة المتابعة اللبنانية - السورية، معتبرا أنها «تفاصيل لن يدخلا فيها، وهي من اختصاص الوزراء المختصين وحكومتي البلدين». وأضاف: «هناك مواضيع أهم سيبحثانها ضمنها ملفات إقليمية ودولية».

وفي وقت تكثر التساؤلات عن سبب الزيارات الرسمية اللبنانية المتواصلة إلى دمشق في غياب أي زيارات رسمية سورية إلى لبنان، أكد الخوري أن «هناك دعوة وجهت للرئيس السوري رحب بها وأنه سيتم تجديدها خلال القمة المنتظرة».

وكانت اللجان المنبثقة عن اللجنة التحضيرية السورية - اللبنانية قد أنهت اجتماعاتها بعد مناقشات في دمشق، بالاتفاق على مسودات تطويرية وتعديلية لـ15 اتفاقية ومذكرة تفاهم تشمل مجالات البيئة وحماية المستهلك والزراعة والسياحة والثقافة والداخلية والعدل والتربية والتعليم العالي والاقتصاد والتعليم المهني، بينما بقيت ثماني مذكرات واتفاقيات في إطار المراجعة، ومن بينها اتفاقية للازدواج الضريبي وأخرى لحماية الاستثمارات، إضافة إلى مذكرة تفاهم سابقة للتنسيق في السياسة الخارجية وأخرى في الدفاع والأمن.

وأطلع رئيس الوفد الإداري والتقني اللبناني، وزير الدولة، جان أوغاسبيان، الرئيس سليمان على أبرز ما توصلت إليه اللجان المشتركة، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «قدمنا تقريرا للرئيس عما تمت حلحلته، وما هو عالق. المواضيع الثمانية التي لم تقر بحاجة لبحث اختصاصيين والقيمين على الوزارات المختصة، وهذا ما نسعى لإتمامه سريعا».

وبينما لم يستبعد أوغاسبيان أن تكون الاتفاقات المنجزة موضوعا قد يبحثه الرئيسان، اعتبر أن «الجانب السياسي سيسيطر على المباحثات، خصوصا المستجدات على صعيد الوضع الفلسطيني».

من جهته، أكد الأمين العام للمجلس الأعلى اللبناني - السوري، نصري خوري، أن «الأجواء كانت إيجابية بالنسبة إلى طرح بعض التعديلات على بعض الاتفاقات اللبنانية - السورية لتحسينها»، مشيرا إلى أنه «تم إنجاز عمل كبير».

وأعلن خوري أنه «حصل تقدم جيد بمناقشة اتفاقية الدفاع وقدم الجانب اللبناني ملاحظات سيصار إلى دراستها»، متوقعا أن يكون هناك رد إيجابي.

وبشأن القمة التي ستجمع الرئيسين سليمان والأسد، رأى خوري أن «هذه القمة تأتي في مرحلة مهمة ومفصلية على صعيد ما يحصل في المنطقة، وعلى صعيد العلاقات الثنائية».

ولخص مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية اللبنانية أهداف زيارة الرئيس سليمان في «متابعة تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين على كل المستويات وفي شتى المجالات، والتشاور والتنسيق حيال القضايا والملفات والتحديات الإقليمية والدولية المطروحة».

وعددت مصادر لبنانية متابعة لـ«الشرق الأوسط» المواضيع التي ستكون على طاولة البحث في قصر الشعب، لافتة إلى أن «ملف أسطول الحرية والمساعي اللبنانية السورية للمشاركة في (أسطول الحرية 2) سيتصدر المباحثات على أن يتطرق الرئيسان إلى قرار مجلس الأمن 1929 الذي يفرض عقوبات جديدة على إيران، بسبب برنامجها النووي والموقف اللبناني المتخذ في هذا الصدد، كما يعرضان للتهديدات الإسرائيلية المتواصلة للبنان وسبل مواجهتها».