أوباما يسهل أوضاع المعتقلين في قاعدة باغرام

بسبب ضغوط من الجناح اليساري في الحزب الديمقراطي

TT

مع انتقادات من الجناح اليساري في الحزب الديمقراطي للرئيس باراك أوباما حول سياسته في أفغانستان، ومقارنات بين المعتقلين في سجن غوانتانامو في كوبا وسجن باغرام في أفغانستان، قال مسؤولون في البيت الأبيض إن القوات الأميركية في أفغانستان تنفذ خطة جديدة لإطلاق سراح المعتقلين الأفغان ولتأهيلهم للعودة مسالمين إلى المجتمع. ورغم أن سجن باغرام، داخل قاعدة باغرام العسكرية، أغلق في نهاية السنة الماضية، استمر اعتقال المتهمين في مركز إصلاحي لتعليمهم القراءة والكتابة والزراعة وحرفا أخرى.

وأيضا، أطلق سراح بعضهم. وأمس، نقلت صحيفة «واشنطن بوست» أن مراسلها في كابل شاهد إطلاق سراح سبعة معتقلين بعد أن تعهدوا، ووضعوا بصمات أصابعهم، على إقرار بأنهم لن يعودوا «لأعمال العنف». وكان كل واحد يحمل تليفونا جوالا، مع هدايا أخرى من الأميركيين. غير أن واحدا منهم رفض أن يتعهد للصحافي الأميركي تعهدا كاملا، وقال: «أنا مسلم، ولن أفعل أي شيء ضد الإسلام». وقالت الصحيفة إن استراتيجية البيت الأبيض الجديدة تجد انتقادات من مسؤولين كبار يقولون إن إطلاق سراح معتقلين، وإعطاءهم هدايا، وتحويل المسؤولية إلى زعماء قبائلهم «مغامرة كبيرة». وإن الذين يطلق سراحهم ربما سيعودون إلى قتال القوات الأميركية وقوات حلف الناتو «لولا أي سبب آخر، لأن طالبان ستدفع لهم أكثر». في الجانب الآخر، يرى مسؤولون أن ذلك أفضل من اعتقالهم إلى ما لا نهاية. وأن نسبة صغيرة جدا من الذين أطلق سراحهم اعتقلوا مرة أخرى.

وقال المسؤولون الأميركيون إن سجن قاعدة باغرام، قبل إغلاقه، كان «مزدحما، وصار معملا لإنتاج مزيد من المتطرفين، وأعطى طالبان سلاحا قويا ضد القوات الأميركية». وقال الجنرال مارك مارتنز، نائب القيادة المشتركة في أفغانستان: «نقدر على أن نقتلهم أو نعتقلهم. لكننا نفصل إعادتهم إلى مجتمعاتهم».

وقالت الصحيفة: «يكره كثير من الأفغان مراكز الاعتقال التي يديرها الأميركيون، ويرونها رمزا للاحتلال». وقال مراقبون في واشنطن إن الجناح اليساري في الحزب الديمقراطي ظل ينتقد الرئيس أوباما حول سياسته في أفغانستان. وخصوصا بعد أن أرسل أوباما، في السنة الماضية، مزيدا من القوات. وفي السنة الماضية، قدم أعضاء من الحزب في الكونغرس مشروع قرار لإغلاق سجن قاعدة باغرام، ورغم أن مشروع القرار لم يصبح قرارا، ولا يتوقع، يعتقد أنه كان وراء قرار تسهيل أوضاع المعتقلين، وإطلاق سراح بعضهم. في الوقت الحاضر، يوجد أكثر من ستمائة معتقل في قاعدة باغرام. وقبل سنوات قليلة، قتل اثنان بعد أن عذبهم عسكريون أميركيون، ولا تزال القضية في محاكم أميركية. ورغم أن سجن باغرام أغلق رسميا، نقل المعتقلون إلى سجن «باروان» القريب، حيث توجد، بالإضافة إلى زنزانات وأسلاك شائكة، مدارس تعليمية ومهنية لتأهيل المعتقلين للعودة إلى مجتمعاتهم.