الصومال: ميليشيات «حزب الإسلام» تقتل شخصين لمشاهدتهما كأس العالم

منظمة المؤتمر الإسلامي تضع خطة للعمل الإنساني في البلاد

TT

قال سكان إن متطرفين صوماليين قتلوا شخصين واعتقلوا العشرات لانتهاكهم حظر مشاهدة مباريات كأس العالم في التلفزيون. وأضافوا أن مقاتلين ملثمين من جماعة حزب الإسلام أغاروا على منازل يومي الأحد والاثنين في منطقة أفجوي على مسافة 30 كيلومترا جنوبي العاصمة مقديشو بعد أن حظرت الجماعات المتشددة على الصوماليين مشاهدة المباريات.

وهدد الشيخ محمد عبدي عروس، المتحدث باسم ميليشيات حزب الإسلام في العاصمة الصومالية مقديشو، قائلا: «أحذر جميع الشباب الصومالي من مشاهدة هذه المباريات التي لا تمثل إلا تضييعا للوقت والمال».

ومن جهته قال علي ياسين جدي نائب رئيس منظمة علمان لحقوق الإنسان لـ«رويترز» أمس «جماعة حزب الإسلام قتلت شخصين واعتقلت 35 آخرين يشاهدون مباراة بين المنتخب الألماني ونظيره الأسترالي ضمن نهائيات كأس العالم لكرة القدم المقامة حاليا في جنوب أفريقيا». وأضاف «دخل المتشددون المنازل دون سابق إنذار في منطقة أفجوي وأطلقوا النار على بعض الناس الذين حاولوا القفز من فوق سور للهرب».

ويسيطر حزب الإسلام وحركة الشباب المجاهدين التي يعتقد على نطاق واسع أنها مرتبطة بـ«القاعدة» على أجزاء كبيرة من البلاد وأغلب أنحاء العاصمة.

وقال إسماعيل سيدو وهو أحد سكان المنطقة «طرق أفراد حزب الإسلام بابنا دون توقع وقفزوا من فوق سورنا. كنا في منتصف الليل وكان ابناي وآخرون من أبناء الحي يشاهدون كأس العالم».

ويتحايل بعض السكان في المناطق التي يسيطر عليها المتشددون لمشاهدة نهائيات كأس العالم التي تقام في أفريقيا لأول مرة باستخدام أطباق مرتجلة لاستقبال إرسال الأقمار الصناعية. ويشار إلى أن الفريق القومي الصومالي لكرة القدم لا يستطيع أداء تدريباته إلا تحت حراسة من الشرطة، كما تنقل جميع المباريات الدولية التي تشارك فيها الصومال إلى دول مجاورة مثل كينيا أو جيبوتي لدواع أمنية.

ولا تستطيع الحكومة الانتقالية الحالية في الصومال بقيادة شيخ شريف شيخ أحمد، صاحب التوجه المعتدل، عمل الكثير أمام هجمات الميليشيات المتطرفة.

إلى ذلك أعلنت منظمة المؤتمر الإسلامي أمس أنها رعت مؤخرا اجتماعا لمنظمات إنسانية من الدول الأعضاء بالمنظمة بهدف إيجاد أرضية آمنة في الصومال بعد انسحاب المنظمات الدولية الإنسانية عقب تفاقم الحرب الأهلية في هذا البلد الأفريقي.

ويمهد اجتماع المنظمات الإنسانية المعنية بالوضع في الصومال إلى «بناء شراكات مع المنظمات الإنسانية في العالم الإسلامي لتغطية النقص الذي طرأ في الصومال في أعقاب انسحاب منظمات الغذاء العالمي»، الأمر الذي ترك فراغا كبيرا في توزيع المواد الإغاثية الإنسانية.

وقال البيان، الصادر عن المنظمة التي تتخذ من جدة غربي السعودية مقرا لها، إنها ستقوم من خلال منظمات المجتمع المدني في العالم الإسلامي بتوزيع مساعدات أولية بقيمة 37 مليون دولار مقدمة من البرازيل.

يذكر أن الولايات المتحدة جمدت مساعدات للصومال بقيمة 62 مليون دولار بعد قرار من الكونغرس الأميركي يمنع تقديم المساعدات لجهات متهمة بالإرهاب، في إشارة إلى حركة الشباب المجاهدين.