الخرطوم تحذر دولا غربية من التواطؤ ومجلس الأمن يشدد على تنفيذ اتفاقية السلام

أموم: مصر تنضم للدول التي ستعترف باستقلال الجنوب في حال اختياره الانفصال

TT

حذر السودان الدول الغربية من «التواطؤ مع الحركة الشعبية للتشجيع على انفصال الجنوب بعد الاستفتاء المرتقب». وقال المندوب الدائم للسودان في الأمم المتحدة عبد المحمود عبد الحليم في تصريحات صحافية «إن بيانات مجلس الأمن الدولي حملت إشارات إيجابية حيث أشادت بتعاون الحكومة السودانية مع الملفات التي يتولونها، كما أشادت بالروح الإيجابية التي شهدتها الانتخابات والروح التي تسود تعامل الشريكين».

وأضاف عبد الحليم أن البيانات أشادت بالتطورات الإيجابية في العلاقات السودانية - التشادية والاتفاقيات التي وقع عليها البلدان، والتي أسهمت في تطبيع علاقات البلدين، كما تضمنت إشارات إيجابية نحو تعزيز المسار الديمقراطي، وطالبت بأن تكون عملية الاستفتاء حرة ونزيهة وضرورة مشاركة الحركات الدارفورية في المسيرة السلمية عبر مفاوضات الدوحة، ونوهت بأهمية دور الاتحاد الأفريقي في ذلك، لكن عبد الحليم اتهم دولا غربية في إشارة إلى الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وفرنسا بالتواطؤ مع الحركة الشعبية لإعلان استقلال الجنوب، وطالب هذه الدول بالكف عن تحركاتها، وقال «إن واشنطن ودولا غربية أخرى ترسل إشارات تعبر عن نتيجة الاستفتاء قبل إجرائه، وعليها أن توقف هذا».

ومن جهتها كشفت الحركة الشعبية عن حصولها على موافقة مصر بالاعتراف بنتيجة الاستفتاء على تقرير مصير جنوب السودان مطلع العام المقبل بما فيها خيار الانفصال، وعبرت عن ارتياحها لجلسة مجلس الأمن الدولي في جلسته التي خصصها أول من أمس حول الأوضاع في السودان وحث فيها شريكي اتفاقية السلام الشامل - المؤتمر الوطني والحركة الشعبية - على ضرورة إجراء الاستفتاء على تقرير المصير في مواعيده.

وقال الأمين العام للحركة الشعبية باقان أموم لـ«الشرق الأوسط» إن طرفي اتفاقية السلام من الحكومة السودانية والحركة الشعبية حضرا جلسة مجلس الأمن الدولي التي انعقدت أول من أمس بصفة مراقب، وعبر عن ارتياحه للمداولات التي تمت في الاجتماع بين أعضائه. وأضاف الاجتماع والمداولات كانت جيدة ونقف مع ما خلص إليه المجلس بأن يتم إجراء الاستفتاء على تقرير المصير في مواعيده واحترام خيار شعب جنوب السودان في حالة اختيارهم الوحدة أو الانفصال، وقال إن المندوب المصري خلال اجتماع جمعهما أكد وقوف القاهرة مع إجراء الاستفتاء على حق تقرير المصير للجنوب في مواعيده، وتابع «السفير المصري كان واضحا معنا، وقال لنا إن بلاده مع إجراء الاستفتاء في مواعيده وإنها ستعترف بنتائجه حتى لو كان الانفصال خيار الجنوبيين»، مشيرا إلى أن السفير المصري يرى أهمية قيام علاقات مميزة مع طرفي اتفاقية السلام لضمان عدم العودة إلى الحرب مجددا.

وردا على مقترح مصر عبر وزير خارجيتها للفترة الانتقالية بعد إجراء الاستفتاء في مواعيده، قال أموم «إن مندوب مصر قال إن تمديد الفترة الانتقالية من عدمها شأن سوداني وإن بلاده لن تتدخل فيه».

وأشار أموم إلى أن اجتماعات ممثلي الأعضاء الدائمين والجدد كانت مثمرة، وأنهم أكدوا جميعا استعداد بلادهم الاعتراف الكامل بنتيجة الاستفتاء على تقرير المصير بما فيها اختيار الانفصال واستقلال جنوب السودان، وقال إنه التقى مندوبي كل من الولايات المتحدة، ومصر، وأوغندا، وفرنسا، والمملكة المتحدة إلى جانب مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام كل على حدة. وأضاف أن الاجتماعات تركزت حول مسار تنفيذ اتفاقية السلام الشامل والاستعدادات لإجراء الاستفتاء على تقرير المصير في مطلع العام القادم ودور قوات الأمم المتحدة في حماية السلام والأوضاع المضطربة في دارفور، وتابع «الاجتماعات كانت جيدة مع ممثلي الدول الأعضاء وهناك تأكيد منهم بضرورة إجراء الاستفتاء في مواعيده، ونحن سعداء باهتمام أعضاء مجلس الأمن الدولي بقضية الاستفتاء على تقرير المصير وتنفيذ بقية بنود الاتفاقية».

وكان مجلس الأمن الدولي قد شدد في جلسته أول من أمس، التي خصصت للوضع في السودان على التنفيذ الكامل لاتفاقية السلام الشامل وإجراء الاستفتاء على حق تقرير المصير في موعده في التاسع من يناير (كانون الثاني) المقبل. وحث الأعضاء الدائمون في المجلس الأطراف كافة على العمل على تنفيذ اتفاقية السلام الشامل وإجراء الاستفتاء لشعب جنوب السودان في بيئة ديمقراطية. وأمنّ أعضاء مجلس الأمن على مواقف دولهم في الاعتراف بنتيجة الاستفتاء في حالتي الوحدة أو الانفصال.

واتفق أعضاء مجلس الأمن على متابعة الوضع في السودان بصورة شهرية والطلب من الأمانة العامة للأمم المتحدة بمتابعة أوضاع تنفيذ الاتفاقية ورفع تقرير شهري لأعضاء مجلس الأمن عن الوضع في السودان وحث طرفي اتفاقية السلام لمناقشة أوضاع ما بعد الاستفتاء على حق تقرير المصير.