أبو مازن مستعد لمناقشة مطالب حماس بعد «المصالحة».. ومصر ترفض تنصل إسرائيل من مسؤولية غزة

بحث التطورات مع الرئيس مبارك في شرم الشيخ والأمين العام للجامعة العربية

فلسطينيان مسنان يأكلان الايسكريم في البلدة القديمة في القدس المحتلة، امس (رويترز)
TT

بحث الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) تطورات الأوضاع على الساحة الفلسطينية مع الرئيس المصري حسني مبارك والأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، وناقش معهما إمكانية التقدم في ملف المصالحة في ضوء نتائج الاتصالات الجارية بين الأطراف المعنية بالتعاطي مع التطورات بفلسطين، وأطلعهما على نتائج مباحثاته مع الرئيس الأميركي باراك أوباما.

وبالتوازي مع قمة مبارك وأبو مازن، أكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير حسام زكي، رفض مصر التام لمحاولات إسرائيل التنصل من مسؤوليتها، كقوة احتلال، عن قطاع غزة. وقال: «إن التصريحات التي أدلى بها وزير المواصلات الإسرائيلي إسرائيل كاتس بشأن ربط قطاع غزة مع مصر مرفوضة بالكامل وتكشف النوايا السلبية لإسرائيل في هذا الموضوع».

وأضاف المتحدث المصري في تصريحات له أمس حول ما قاله الوزير الإسرائيلي من استعداده لوضع خطة تربط غزة بالبنية التحتية المصرية «إن مثل هذا الكلام يؤكد بما لا يدع مجالا للشك ما كنا نقوله على مدار الأعوام الماضية من أن هناك تفكيرا إسرائيليا رسميا يهدف إلى التنصل من مسؤولية قطاع غزة وإلقائها على مصر، وهو الأمر الذي ترفضه مصر تماما وحذرت منه ومن تبعاته وبالذات على مستقبل القضية الفلسطينية».

وشدد على أن مصر تؤكد أن قطاع غزة جزء لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية المحتلة وبالتالي الدولة الفلسطينية القادمة، ولا مجال لحديث أو أفكار عن قطاع غزة خلاف ذلك، حتى لو كان البعض في إسرائيل لا يزال يحلم بأن أفكاره يمكن أن تكون موضع اعتبار.

وتابع المتحدث: «إنني أهدي هذه التصريحات إلى كل الذين يشككون في الموقف المصري من التعامل مع القطاع، والتأكيد المستمر على وضعيته القانونية، ونأمل أن يتدبر الجميع هذا الكلام وحتى لا يخدموا تنفيذه سواء عن قصد أو غير قصد».

وفي تصريحاته عقب لقائه ومبارك بشرم الشيخ، أكد أبو مازن ضرورة أن توقع حركة حماس على الورقة المصرية للمصالحة، وقال: «بعد ذلك، يمكن أن نناقش جميع المطالب، سواء لحماس أو لغيرها، أثناء تطبيق بنود هذه الورقة، ولا مانع لدينا إذا ما تم توقيع الوثيقة أن نشكل حكومة انتقالية أو حكومة تكنوقراط أو مستقلين تتولى عدة قضايا أبرزها تسلم أموال إعادة الإعمار التي تقررت في مؤتمر شرم الشيخ والإعداد للانتخابات الرئاسية والتشريعية».

وأشار أبو مازن إلى أن مباحثاته مع مبارك تركزت على نتائج الجولة التي قام بها مؤخرا والتي شملت تركيا والولايات المتحدة وإسبانيا وفرنسا. وقال إنه أبلغ الجانب الأميركي ضرورة إنهاء الحصار الإسرائيلي على غزة، وأن تكون هناك لجنة للتحقيق في الهجوم على «أسطول الحرية» تنسجم مع بيان مجلس الأمن في هذا الخصوص.

وأوضح أنه جدد خلال زيارته الولايات المتحدة، الموقف الفلسطيني الذي تم بناء عليه، استئناف المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل، «والمتمثل في أنه إذا حدث أي تقدم حول موضوعي الحدود والأمن، فيمكن عند ذلك أن نذهب إلى الخطوة التالية وهي المفاوضات المباشرة، وخاصة في ضوء ما كنا قد توصلنا إليه بالفعل بشأنهما خلال المفاوضات التي جرت مع الحكومة الإسرائيلية السابقة». وحول ما تردد عن طرح الرئيس الأميركي ما وصف بـ«مبادئ أوباما» لتطبيقها في حال فشل المفاوضات غير المباشرة، قال الرئيس الفلسطيني: «ليس هناك ما يسمى بمبادئ أوباما، ولكن الرئيس الأميركي يرى أن المفاوضات المباشرة مفيدة، ولكننا أكدنا له أنه يجب أن يحدث تقدم أولا في المفاوضات غير المباشرة».

من جانبه، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى للصحافيين عقب اجتماعه وأبو مازن مساء أول من أمس، ردا على سؤال حول مدى تفاؤله بتحقيق المصالحة الفلسطينية بعد زيارته غزة أكثر من الماضي: «وهل كنت متفائلا حتى أصبح أكثر تفاؤلا، لكن المهم أن هنالك ضوءا ما ولو خافتا في نهاية النفق».

وعن إمكانية القيام بخطوات عربية مستقبلية استكمالا لقرار مجلس الجامعة العربية بشأن كسر الحصار قال: «طبعا تطرقنا إلى ذلك، وموضوع رفع الحصار مهم بالنسبة إلينا، ومباحثات الرئيس أبو مازن مع الرئيس أوباما صبت بهذا الاتجاه أيضا، وقد شرحها لي».