الصحافة العراقية تحتفل بعيدها الـ141 و«الشرق الأوسط» تحوز وسام الإعلام في الفرات الأوسط

نقيب الصحافيين: جو واسع من الحرية مقابل مساحة من الخطر

TT

مر 141 عاما على تأسيس أول صحيفة بالعراق تحمل اسم «الزوراء» مستلهمة من أحد أسماء بغداد، التي ما إن تستعد للاحتفال بإيقاد شمعة أخرى لعيد صحافتها يقابلها انطفاء عدة شمعات من عمر صحافييها، حيث سجل في هذا البلد مقتل 250 صحافيا خلال سبع سنوات فقط. ورغم كل هذه الدماء، فقد تمكن الإعلامي العراقي من التفوق والنجاح في أداء مهامه ونقل صورة حقيقية عن ما يحدث في بلده.

وتلقت نقابة الصحافيين العديد من التهاني بمناسبة مرور 141 عاما على عيد الصحافة.

وبارك رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي الصحافيين العراقيين «وهم يؤدون واجبهم المهني المميز في قول الحقيقة بصدق وموضوعية ومسؤولية والعمل على تبصير الرأي العام والإشارة إلى مواطن الخلل والقصور».

ودعا المالكي «دوائر الدولة والأجهزة الأمنية إلى ضرورة إبداء أكبر قدر من التعاون مع الصحافيين وتسهيل مهمتهم لأداء واجبهم»، كما أدان «بشدة كل الجرائم والاعتداءات التي تعرض لها الصحافيون والإعلاميون، ونشدد على محاسبة المسؤولين عنها».

وبحلول عيد الصحافة العراقية، منح اتحاد الصحافيين والإعلاميين العراقيين وسام الإعلام العراقي إلى الزميل قاسم الكعبي مراسل «الشرق الأوسط» في محافظات الفرات الأوسط «تقديرا للمهنية والحيادية التي تتبناها الجريدة منذ صدورها ولغاية الآن».

فيما أطلق نائب رئيس اتحاد الصحافيين والإعلاميين العراقيين دعوة إلى جعل عام 2010 عام الحريات الصحافية في العراق.

ويقول عبد الحسين عبد الرزاق نائب رئيس الاتحاد لـ «الشرق الأوسط»، إن «منح وسام الإعلام العراقي يعد تقديرا وتثمينا للجهود الكبيرة التي يبذلها بعض الصحافيين من أجل إيصال الحقيقة إلى القارئ العراقي بكل حيادية ومهنية ومنها جريدة (الشرق الأوسط) الدولية»، مضيفا «أدعو ومن خلال جريدتكم إلى جعل عام 2010 عام الحريات الصحافية في العراق».

ومن جانبها، قالت دعاء سعدون مندوبة جريدة «الشرق» العراقية لـ «الشرق الأوسط»، إن «منح (الشرق الأوسط) وسام الإعلام العراقي هو لما تحمله من مهنية واستقلالية في العمل الصحافي الذي جعلها في مقدمة الصحف العربية».

فيما قال نقيب الصحافيين العراقيين مؤيد اللامي لـ«الشرق الأوسط» إن «عيد الصحافة العراقية يمثل لي الكثير وخاصة دماء الشهداء الصحافيين».

وبين اللامي أنه «بعد التغيير الذي شهده العراق عام 2003 تحقق جو واسع من الحرية للإعلامي العراقي مقابل ضغوط ومساحة من الخطر على عمل الإعلاميين وهناك عشرات الشهداء، لكن لم يتوقف الإعلاميون عن أداء عملهم، ويهتفون للحرية التي انتزعوها بدمائهم».

وأشار إلى أن «النقابة تضم الآن أكثر من 12 ألف صحافي وإعلامي ونعمل على ترسيخ مبادئ حرية الرأي، وكذلك تحقيق مكاسب للصحافيين من كافة الجوانب وبخاصة الاقتصادية والثقافية، كما نحاول الآن ترسيخ حرية الوصول للمعلومة والعناية بعوائل شهدائنا من الصحافيين»، وأكد أن «صحافيي العالم ينظرون بإجلال للصحافي العراقي الشجاع».

وحول الكم الهائل من وسائل الإعلام العراقية التي ظهرت بعد الإطاحة بالنظام العراقي السابق، قال اللامي إن «كثرة وسائل الإعلام قوة للصحافة العراقية، لكننا بحاجة دوما لتشجيع ودورات تدريب ونعمل على هذا الأمر من خلال اتفاقيات مع مؤسسات دولية متخصصة، ونحتاج الآن لتقنيات كثيرة».

ونظمت نقابة الصحافيين مساء أمس على حدائق الزوراء، وسط بغداد، احتفالية كبرى حضرها عدد من المسؤولين والإعلاميين الرواد ووسائل الإعلام وعوائل شهداء الصحافة.

يذكر أن هناك ما يقرب من 70 فضائية عراقية، وأكثر من 100 إذاعة تبث على عدة موجات، ناهيك عما يقرب من 200 مطبوع.