الحريري: أمن المنطقة واستقرارها لا يتحققان إلا بدولة فلسطينية مستقلة

شدد على حماية لبنان من الأخطار الخارجية

TT

أكد رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري أن «الأمن والاستقرار في المنطقة لا يتحققان إلا بإنشاء دولة فلسطينية مستقلة، ومن خلال السلام بين إسرائيل وجيرانها»، مشيرا إلى «وجود إرادة دولية للسلام لإنهاء هذا النزاع، ولكن هذه الإرادة بحاجة إلى قيادة دولية تتلاقى مع المبادرة العربية للسلام». وشدد في الوقت نفسه على «حماية لبنان من الأخطار الخارجية المحدقة به».

وتحدث الحريري في كلمة ألقاها خلال مشاركته في الطاولة المستديرة اللبنانية للأعمال التي تنظمها مجلة «إيكونوميست» في فندق «فور سيزونز» في بيروت عن «أهمية الاستقرار والسلام في المنطقة، لأن غياب الاستقرار والسلام سيجعل المنطقة برمتها تدفع الثمن، واليوم هناك المشكلة الفلسطينية - الإسرائيلية التي لا تزال مستمرة منذ 60 عاما، ويجب معالجتها بشكل نهائي». وقال: «أعتقد أن هناك إرادة دولية لإنهاء هذا النزاع، ولكن هذه الإرادة الدولية بحاجة إلى قيادة دولية، ونحن العرب مددنا أيدينا للسلام من خلال مبادرة السلام العربية وشاركنا في مؤتمر مدريد عام 1991». وأضاف: «منذ عام 1991 وحتى اليوم ازداد التطرف والإرهاب في العالم أجمع، وقد حان الوقت ليدرك المجتمع الدولي أن النقطة الأساسية بالنسبة للعالمين العربي والإسلامي هي إنشاء دولة فلسطينية مستقلة والسلام بين إسرائيل وجيرانها».

ودعا إلى «حماية لبنان من الأخطار الخارجية التي قد تحدق به»، وقال: «يتعين علينا أن لا نضع لبنان، البلد الصغير، في مواجهة العالم، غير آبهين بالنتائج السياسية التي قد نتحملها»، وتطرق إلى وضع الحكومة فرأى أن «هناك حسنات وسيئات في حكومة الوحدة الوطنية، وفي بلد مثل لبنان. لقد شهدنا حسنات أكثر من السيئات، مر لبنان بسنوات تشوبها التفرقة واليوم نجحنا في بناء ثقة بين الأطراف السياسية التي قد تختلف فيما بينها حول بعض الأمور السياسية، ولكن يبقى الأهم وهو الحفاظ على وحدة لبنان ووحدة شعبه حول جدول أعمال موحد، وقد نجحنا في تحقيق هذا الأمر حتى الآن».

وفي الوضع الاقتصادي أكد الحريري أن «لبنان بلد مستقر، وهذا يحث معظم اللبنانيين على العودة إلى لبنان والاستثمار فيه، ومن جهتنا، يجب أن نمضي قدما في الخصخصة، وخصوصا في قطاع الاتصالات، لأن هذه الخطوة من شأنها خلق أكثر من 60 ألف فرصة عمل، كما من شأنها تحسين موقع لبنان في المنطقة، كما تعلمون، فلبنان بلد سياحي ويشهد على ذلك عدد السياح المتزايد خلال فصلي الصيف الماضيين، ومن ضمن هؤلاء السياح عدد كبير من اللبنانيين الذين قدموا لزيارة لبنان».

ولفت رئيس الحكومة اللبنانية إلى أن «الاقتصاد اللبناني أظهر، خلال السنوات الـ15 الأخيرة، نقاط قوة مهمة، تجلت مؤخرا من خلال التحمل الناجح للأزمة المالية العالمية»، وقال: «علاوة على ذلك، شهدنا نهضة خلال السنوات الثلاث الأخيرة، إذ تم خلال هذه الفترة انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وإنهاء التوترات السياسية، وإنجاز الانتخابات النيابية بنجاح وتشكيل حكومة وحدة وطنية جديدة، وأخيرا إنجاز الانتخابات البلدية، إضافة إلى ذلك، نجح لبنان في تسجيل معدل نمو متوسط قدره 8% خلال السنوات الثلاث الأخيرة، لقد استطعنا أيضا تخفيض ديننا إلى نسبة الناتج المحلي الإجمالي بأكثر من 30 في المائة خلال الفترة عينها».