باكستان: لا انتصار في أوراكزاي رغم الاحتفال والتهليل

النصر المعلن استند إلى «حسابات خاطئة».. وكان لدعم معنويات الشعب الذي عانى من الأصوليين

TT

عندما أعلنت باكستان هزيمة مقاتلي طالبان في واحدة من قواعدهم الكبرى في الفترة الأخيرة كان ذلك أبعد ما يكون عن الحقيقة في منطقة أوراكزاي المضطربة.. كانت حالة تقليدية من الغطرسة العسكرية. يقول محللو الجيش الباكستاني إن النصر المعلن استند إلى «حسابات خاطئة» إذ تصور الضباط أن المتشددين سيفرون من المنطقة بعد الاستيلاء على الكثير من قواعدهم. تماما مثلما حدث في اللحظة التي أعلن فيها الرئيس الأميركي جورج بوش انتهاء المهمة عام 2003. ويقولون إن الإعلان في حد ذاته بدا محاولة لدعم معنويات الشعب الذي عانى على مدى سنوات طويلة من هجمات ومن حملات عسكرية شبه متصلة ولم يشهد سوى القليل من النتائج. وقال الجنرال المتقاعد طلعت مسعود، وهو محلل أمني وعسكري، الإعلان بدا ملائما بالنسبة للرأي العام الباكستاني. الرأي العام يتصور أنه أمر لا ينتهي خاصة في أوراكزاي. لذلك كانوا على الأرجح يريدون إشاعة حالة من الارتياح بين الناس. كان ذلك للاستهلاك المحلي. لكن للأسف لم تكن هذه هي الحقيقة وأثيرت الشكوك الآن حول مصداقيتهم. أعتقد أنه كان سوء تقدير حقيقي مع بعض المبالغة غير الضرورية. وأوراكزاي واحدة من أكبر قواعد طالبان الباكستانية التي تقاتل الدولة الباكستانية وقوات التحالف في أفغانستان. ويلقي الوضع المضطرب في المنطقة الضوء على التحديات التي يواجهها الجيش الباكستاني في محاربة المتمردين. واستولت قوات الأمن الشهر الماضي على جابوري وهي معقل رئيسي للمتشددين على مسافة 60 كيلومترا من كالاي البلدة الرئيسية في أوراكزاي. وبعد فترة وجيزة توجه رئيس أركان الجيش الباكستاني الجنرال أشفق كياني إلى أوراكزاي يوم الأول من يونيو (حزيران) وأعلن النصر على طالبان هناك قائلا إن الجيش ينهي هجومه هناك بعد طرد المقاتلين من المنطقة. ولكن بعد يوم واحد اندلعت اشتباكات عنيفة قتل فيها 20 متشددا. وقال الزعيم القبلي لال جان «الوضع خطير للغاية في أوراكزاي. المقاتلون ما زالوا يسيطرون على الجبال المهمة ويمكنهم العودة». ويوم الثالث من يونيو هاجم عشرات المقاتلين مركز تفتيش أمنيا في المنطقة وقتلوا ستة جنود. وقالت الحكومة إن 30 مقاتلا على الأقل قتلوا أثناء التصدي لهم. ومنذ ذلك الحين تقع اشتباكات يوميا تقريبا ويعلن المسؤولون الحكوميون أنهم يلحقون خسائر بالمقاتلين كلها تقريبا غير مؤكدة وتنفيها الجماعات المقاتلة.