الإفراج عن تاجر سلاح يمني بعد أشهر من الاعتقال

اتهامات متبادلة بين الحوثيين والحكومة

TT

أكد مصدر قبلي يمني لـ «الشرق الأوسط» إفراج السلطات اليمنية عن تاجر السلاح اليمني الشهير، فارس مناع، وذلك بعد أشهر على اعتقاله وبعد محاولة فاشلة لتحريره بالقوة المسلحة، في مايو (أيار) الماضي. وقالت المصادر إن مناع «طليق الآن»، دون أن تؤكد إغلاق ملفه أمام محكمة أمن الدولة والإرهاب، وأنه بمثابة «نجل للرئيس علي عبد الله صالح، يحتجزه متى شاء ويفرج عنه متى شاء». واعتقل مناع في 28 يناير (كانون الثاني) الماضي، بعد أن وجهت إليه العديد من التهم، منها «التخابر مع ليبيا»، وكذا «إمداد» المتمردين الحوثيين في محافظة صعدة التي ينتمي إليها، بالسلاح، قبل أن يحال إلى القضاء بتهم لم تتضح للعامة.

إلى ذلك، تبادلت السلطات اليمنية الاتهامات مع المتمردين الحوثيين بارتكاب الأخطاء وعدم الالتزام ببنود اتفاق وقف الحرب، وقال ضيف الله الشامي، أحد الناطقين الإعلاميين باسم عبد الملك الحوثي، القائد الميداني لجماعة الحوثي، في تصريح صحافي، حصلت «الشرق الأوسط» على نسخه منه، إن السلطات اليمنية «تعالج المشكلة بمشكلة أخرى» وأنها لم «تستفد من التجارب»، وذلك ردا على بيان، وزع الأربعاء، ونسب إلى قبائل محافظة صعدة، أكدت فيه إقامة تحالف ضد «انتهاكات الحوثيين» في المحافظة.

وشددت الوثيقة، التي أصدرها مشايخ قبليون في صعدة، على أن يقوم أبناء المحافظة بـ «مناصرة أي شخص يتعرض للاعتداء من قبل المتمردين الحوثيين»، وجاء في الوثيقة: «إننا يدا واحدة نعادي من عادانا ونقاتل من يقاتلنا، تطبيقا لما نصت عليه وثيقة العهد والأخوة التي تحكي ما فيها والتي تمت بموافقة الجميع وتم التوقيع عليها والترابط بعهد الله».

وأضافوا أنهم ليسوا «دعاة لإثارة الفتنة ولا لسفك الدماء، وإنما هم إخوة من مختلف قبائل محافظة صعدة عانوا كثيرا من عصابة التمرد والتخريب الحوثية وتحملوا وصبروا كثيرا في وقت لا يزال فيه الحوثي وأتباعه يمارسون أبشع الجرائم الهمجية المخالفة للشريعة الإسلامية والعادات والتقاليد القبلية».

وحذرت الوثيقة «عصابة التمرد والتخريب الحوثية من التعرض لأي شخص من قبائل محافظة صعدة»، وأكدت أنه وفي «حالة اعتداء الحوثيين على أي شخص من قبائل المحافظة فإنهم سيقومون بالرد على الاعتداء مرحبين بانضمام أي شخص في هذا التجمع القبلي».

وقال الشامي في رده على وثيقة القبائل إن «ما نسمعه بين الحين والآخر عن تكتلات قبلية هي عبارات فضفاضة لا يمتلكون من ورائها أي وجود شعبي أو تأثير اجتماعي على الإطلاق، بل البعض منهم خارج المنطقة بالكامل»، وإن هذه «الميليشيات التي تنصب الكمائن وتستحدث الخروقات وتمارس الاعتداءات وتقطع الطرق العامة والفرعية تمارس عملها بضوء أخضر وتواطؤ مباشر من قبل السلطة»، نافيا أن تكون جماعته نصبت أية كمائن لمشايخ قبائل موالين للسلطة. ونفى في بيانه، وجود أي معتقل لديهم من الجنود أو رجال القبائل، وكذا نفيه لوجود «أي نقطة في أي طريق»، واصفا ذلك بـ «الخداع والتضليل، كون الميليشيات هم من يقطع الطرقات ويختطفون الناس من الأسواق والأماكن العامة وخارج إطار الدستور والقانون والسلطة المركزية» مؤكدا أن «تفريط السلطة يأتي في دفعها لهؤلاء بممارسة ابتزاز الناس واعتقالهم حتى في نقاط الجيش».

واتهمت وزارة الداخلية اليمنية جماعة الحوثي بقتل جندي في مديرية الصفراء بصعدة. وأكدت الوزارة على موقعها على شبكة الإنترنت، أن الجندي القتيل يعمل في قوة تختص بـ «عدم نشر تسجيلات صوتية تدعو إلى التمرد ضد النظام»، أي إنه ضمن قوام المخابرات اليمنية.

وقالت الوزارة إن المتهم بعملية القتل و«الذي ينتمي للجماعات الحوثية، فر في أعقاب ارتكابه للجريمة، إلا أنه لم يتمكن من الفرار بعيدا، حيث تم ضبطه من قبل قيادة لواء المجد وتسليمه للأجهزة الأمنية بمديرية الصفراء لإجراءات التحقيق بتهمة جريمة قتل الجندي فارس العلوي والذي يعمل مرافقا مع الشيخ عمر صالح هندي عضو مجلس النواب».

وتوقفت الحرب السادسة بين المتمردين الحوثيين والجيش اليمني في فبراير (شباط) الماضي، في ضوء «تفاهمات» بين زعيمهم عبد الملك الحوثي والرئيس اليمني علي عبد الله صالح، بعد وساطة محلية قادتها شخصيات قبلية، غير أن احتمال اندلاع حرب سابعة ما زال قائما.