واشنطن تفرض عقوبات جديدة على إيران تستهدف الحرس الثوري.. ونجاد: سلوكهم يبعث على السخرية

إيران تقرر بناء مفاعل نووي للأبحاث وتؤكد أن لديها شروطا لاستئناف التفاوض * خاتمي يدعو الإيرانيين للوحدة

الرئيس الايراني محاطا بحراسه الشخصيين و جماهير خلال زيارته لمدينة شهر كورد الغربية جنوب العاصمة طهران أمس (أ.ب)
TT

أعلنت الولايات المتحدة أمس جملة من العقوبات الجديدة على إيران، تستهدف الحرس الثوري بالإضافة إلى بنك «بوست» الإيراني و22 شركة نفط وطاقة إيرانية. ومن اللافت أن واشنطن أضافت اسم وزير الدفاع الإيراني أحمد وحيدي إلى لائحة الجهات المحظورة والتي تواجه عقوبات أميركية.

وأعلن وزير الخزانة الأميركية تيم غايتنر العقوبات الجديدة في مؤتمر صحافي في البيت الأبيض أمس، قائلا: «إننا نضيف إلى لائحة الأطراف المحظورة مؤسسات وأفرادا يساعدون إيران على تمويل برامج نووية وبرامج صاروخية وتجنب العقوبات الدولية». وأضاف: «أفعالنا اليوم مصممة لردع حكومات ومؤسسات مالية أجنبية من التعامل مع هذه الجهات مما يجعلها تدعم عمليات إيران غير القانونية». وأوضح غايتنر أن العقوبات الجديدة تأتي ضمن «استراتيجية دولية واسعة» اتبعها الرئيس الأميركي باراك أوباما خلال عام ونصف العام لمعالجة الملف النووي الإيراني، مضيفا أن «خطوة مهمة في تلك الاستراتيجية جاءت الأسبوع الماضي عندما تبنى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أقوى عقوبات فرضت على الحكومة الإيرانية». وتابع أن العقوبات الأميركية الجديدة تساعد في «تطبيق ذلك القرار والبناء عليه».

ومن أبرز العقوبات الأميركية الجديدة فرض عقوبات على بنك «بوست» وهو مصرف إيراني يعمل لدعم بنك «سيب» الإيراني الذي وضع تحت عقوبات صارمة العام الماضي. وبذلك أصبح 16 بنكا إيرانيا تحت طائلة العقوبات الأميركية مما يصعب عملها في المجال المالي العالمي.

وتشدد العقوبات الجديدة من محاصرة الحرس الثوري الإيراني وخاصة القوة الجوية وبرامج الصواريخ الباليستية. وقال وكيل وزير الخزانة الأميركية المسؤول عن مواجهة الإرهاب، ستيوارت ليفي: «الحرس الثوري الإسلامي الإيراني يلعب دورا رئيسيا في برنامج إيران الصاروخي ودعمه للإرهاب وقد تولى أجزاء واسعة من الاقتصاد الإيراني مما يضر الشعب الإيراني». وبموجب العقوبات الجديدة، وصل عدد المؤسسات والأشخاص المرتبطين بالحرس الثوري الخاضعين لعقوبات أميركية إلى 26 طرفا. وقال ليفي: «يجب ألا يكون هناك أي مكان لجهة تابعة للحرس الثوري الإيراني في النظام العالمي المالي الشرعي». وتشمل العقوبات الجديدة حجز أموال ومنع التعامل مع القائد العام للحرس الثوري محمد علي جعفري، بالإضافة إلى قائد قوة «الباسيج» التابع للحرس الثوري محمد رضا نقدي.

وتستهدف العقوبات الجديدة السفن التي يمكن أن تستخدمها إيران لخرق العقوبات الدولية الجديدة من خلال حمل مواد محظورة. وتشمل العقوبات 5 شركات تعتبرها واشنطن «واجهة» للسفن الإيرانية، بالإضافة إلى 27 سفينة جديدة و71 سفينة غيرت اسمها. وتشمل العقوبات الجديدة 22 شركة مرتبطة بقطاعي النفط والغاز وخاصة تلك التابعة للقطاع النفطي، منها «راح ساحل» و«سيبانير للنفط والغاز».

وأكد ليفي تنسيق واشنطن مع دول أخرى لفرض عقوبات مماثلة على إيران، في وقت من المتوقع فيه إعلان الاتحاد الأوروبي سلسلة من العقوبات الجديدة اليوم. وقال ليفي: «النتيجة العامة لتلك الجهود أن خيار إيران سيصبح أوضح بشكل متصاعد – الخيار بين طريق يعرضه الرئيس أوباما والمجتمع الدولي أو البقاء على مسار يؤدي إلى المزيد من العزلة».

ويأتي ذلك فيما قال الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إن إجراءات الإدارة‌الأميرکية «جعلتنا نقول بأن أحد مطالب الشعب الإيراني الأساسية سيكون من الآن فصاعدا خلاص الشعب الأميركي من إدارته غير الديمقراطية والمتغطرسة». وأشار أحمدي نجاد في کلمة أمام أهالي مدينة شهرکرد بمحافظة جهارمحال وبختياري (جنوب غربي) إلى أن «الأعداء‌ يظنون أنهم سيحققون النتائج لو فرضوا العقوبات والحظر الاقتصادي على إيران»، مضيفا: «إنهم خدعوا الرئيس الأميرکي ونقلوا له بعض المطالب مما جعله يقوم بإصدار بيان بمناسبة الذکرى السنوية للانتخابات الرئاسية الإيرانية».

وردا على سؤال من صحافي صيني حول لماذا ظهر الرئيس الإيراني مبتهجا خلال حضوره في معرض «اکسبو» بشنغهاي على الرغم من فرض العقوبات الدولية، أوضح أحمدي نجاد: «لماذا ينبغي ألا أبتسم، فسلوکهم (قوى الهيمنة) يبعث على السخرية؟! فهؤلاء الذين لا يقدرون على الوقوف على أقدامهم، يحملون السيف ويهددون العالم به!».

كما قال أحمدي نجاد إن العقوبات لن توقف الأنشطة النووية لإيران وأضاف: «لن نتزحزح عن مسارنا النووي قيد أنملة بسبب العقوبات». وأردف: «إننا مستعدون لاستئناف المحادثات معهم (الدول الكبرى) ولكن لنا شروط سنعلنها قريبا».

من ناحيته حذر رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني الولايات المتحدة وحلفاءها من تفتيش السفن الإيرانية، وفقا لما تنص عليه العقوبات. ويأتي ذلك فيما أعلنت إيران عن بناء مفاعل أبحاث جديد قريبا. وأعلن مسؤول البرنامج النووي الإيراني علي أكبر صالحي، كما نقلت عنه وسائل الإعلام الإيرانية، أمس عن ذلك قائلا: «نحن نحضر لبناء مفاعل أقوى من مفاعل طهران لإنتاج نظائر مشعة، وهذا المفاعل سيبدأ العمل به قريبا في البلاد». من ناحيته دعا الرئيس الإيراني الإصلاحي السابق محمد خاتمي الإيرانيين إلى «الاتحاد» في مواجهة العقوبات، معتبرا أن هذه العقوبات «معادية» للجمهورية الإسلامية، بحسب موقع خاتمي. ونقل موقع «برلمان نيوز» الإصلاحي عن خاتمي قوله: «علينا أن نتحد لمواجهة العداء الذي نتعرض له، وإلا كيف يمكننا التصدي لهذا العداء؟!».