جعجع: من حقي إثارة موضوع سلاح حزب الله

قال من باريس إن فرنسا لن تساوم على ذرة رمل لبنانية واحدة

TT

خرج رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع من لقاءاته مع المسؤولين الفرنسيين (وزير الخارجية، مستشاري رئيس الجمهورية...) بتأكيدات وتطمينات جعلته يؤكد، في لقاء صحافي صباح أمس في باريس، أن «فرنسا هي فرنسا لبنان أولا وذلك مهما تغيرت العهود والإدارات الفرنسية» وأن كل الاتصالات والعلاقات التي تقيمها باريس «في إشارة إلى انفتاحها على سورية والزيارات المتبادلة بين الطرفين الفرنسي والسوري» فإن باريس تأخذ بعين الاعتبار «مصلحة لبنان أولا». ويسوق جعجع برهانا على ذلك إذ يشير إلى أنه «عندما تأخر الفرقاء الإقليميون في تعهداتهم تجاه لبنان، فإن فرنسا لم تكن مرتاحة وبالتالي بردت الأمور تباعا» وهو بذلك يشير إلى نوع من الجفاء القائم في الوقت الحاضر بين باريس ودمشق والذي لم تبدده زيارتا وزير الخارجية برنار كوشنير وأمين عام الرئاسة الفرنسية كلود غيان إلى العاصمة السورية تباعا في الأسابيع الأخيرة. ويؤكد جعجع أن الفرنسيين «لا يمكن أن يساوموا على حبة رمل لبنانية واحدة». ووفق المعلومات المتوافرة من مصادر متطابقة في العاصمة الفرنسية، فإن باريس وواشنطن أخذتا تتشاركان في تقويم «سلبي» لمسار العلاقات اللبنانية - السورية ولنوعية العلاقات السورية - الإيرانية ولما تريان أنه «بصمات» دمشق على المواقف المتشددة لحماس من المصالحة الفلسطينية - الفلسطينية.

وكان جعجع اجتمع في باريس مع مندوب الأمم المتحدة لتطبيق قرارات مجلس الأمن الخاصة بلبنان تري رود لارسن. واكتفى بعد اللقاء بقوله إنه بحث معه تطبيق القرارات 1559 و1680 و1701. وتناول جعجع في قراءته للأوضاع اللبنانية موضع سلاح حزب الله من زاوية ما اعتبره «بدء المواجهة الباردة» اليوم بين إيران والأسرة الدولية وتخوفاته من أن تتجه الأمور إلى التصعيد وأن تتحول إلى مواجهة ساخنة. ومن هذا المنطلق دعا جعجع إلى تحقيق أمرين: الأول، الالتفاف حول الدولة والمؤسسات الدستورية الكفيلة بضم الجميع من جهة وإمساك الدولة حقيقة بالقرار الوطني التكتيكي والاستراتيجي وتحديدا إمساكها بقرار استخدام السلاح في المواجهة مع إسرائيل. ويرى جعجع أنه يمكن ترك سلاح حزب الله حيث هو. لكن بالمقابل، قرار استخدامه يجب أن يكون بيد الدولة وهو ما يشكل حلا وسطا بين الوضع الحالي لسلاح حزب الله وبين الدعوة إلى نزعه.

وفي هذا السياق، انتقد جعجع بقوة من يأخذ عليه إثارة هذا الموضوع معتبرا أن من حقه في دولة ديمقراطية أن يثير المواضيع التي يريد من غير خوف أو تخوف، مستبعدا أن يكون ذلك بابا لـ«7 مايو (أيار) جديد» يتناول هذه المرة المناطق المسيحية في إشارة إلى سيطرة حزب الله على غرب بيروت وبعض مناطق الجبل قبل أكثر من عامين. وقال جعجع إن «منطق السابع من مايو مرفوض». غير أنه استبعد أن يكون ثمة من يفكر في حزب الله أو غيره في العودة إلى عنف من هذا النوع. وشدد رئيس القوات اللبنانية على أنه «لا يجوز أن يدفع لبنان ثمن النووي الإيراني أو ثمن الموقع الاستراتيجي لإيران أو لسورية» داعيا إلى ابتعاد لبنان عن سياسة المحاور وممتنعا عن انتقاد خط رئيس الجمهورية وأدائه. ولا يضير جعجع اتهامه بـ«الانعزالية» إذا كان المقصود الانعزال عن الخط السوري والإيراني «إذ لا يمكن أن نسير في المشروع السوري والإيراني» في المنطقة.