القاهرة تقبل بإضافة ملحق لورقة المصالحة يتضمن ملاحظات حماس

مصادر مطلعة لـ «الشرق الأوسط» تتحدث عن تقدم في الجهود المبذولة لحل الخلاف

TT

علمت «الشرق الأوسط» أن تقاربا كبيرا طرأ على الجهود المبذولة لحل الخلاف القائم بين كل من مصر وحركة فتح من جهة وحركة حماس من جهة ثانية، بشأن التوقيع على الورقة المصرية. وقالت مصادر مطلعة لـ «الشرق الأوسط» إن القاهرة باتت تقبل من ناحية مبدئية الاقتراح الذي قدمته مجموعة من الشخصيات الفلسطينية المستقلة، وينص على أن تقوم حركة حماس بالتوقيع على الورقة المصرية كما هي، على أن يتم إرفاق كل ملاحظاتها على الورقة في وثيقة مستقلة.

يذكر أن مصر وفتح كانتا قد رفضتا هذا الاقتراح في السابق، ليقول رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، معلقا أن حركته باتت مطالبة بالقبول بشروط اللجنة الرباعية التي تتضمن الاعتراف بإسرائيل ونبذ المقاومة بوصفها إرهابا والالتزام بالاتفاقيات الموقعة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية.

وعزت المصادر المرونة التي طرأت على موقفي رام الله والقاهرة إلى المخاوف من أن يتم كسر الحصار المفروض على قطاع غزة في ظل بقاء الانقسام الداخلي، الأمر الذي يجعل حركة حماس أقل تشجعا للمصالحة، سيما في ظل رفض إسرائيل الوفاء بمتطلبات التسوية السياسية للصراع، وإصرارها على إحداث طفرة هائلة في المشروع الاستيطاني بمجرد أن تمضي فترة التسعة أشهر التي حددت كمهلة لتجميد الاستيطان في الضفة الغربية بشكل مؤقت؛ علاوة على رفض حماس المطلق للتوقيع على الورقة المصرية كما هي.

وأشارت المصادر إلى أن أمين عام الجامعة العربية عمرو موسى أطلع الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) على التصورات التي سمعها من رئيس الحكومة المقالة في غزة إسماعيل هنية لحل الانقسام الداخلي.

وكان هنية قد أعلن أنه سلم موسى مقترحات محددة لنقلها للقاهرة وفتح. وتوقع الدكتور ياسر الوادية ممثل الشخصيات المستقلة الذي يزور القاهرة حاليا أن «عمر الانقسام بدأ بالعد التنازلي، حاثا على تطبيق خطوات المصالحة فورا، استجابة للمطالب العربية والدولية والجماهير الفلسطينية». وأشار إلى أن الشخصيات المستقلة تبذل جهودا مكثفة لإنهاء الانقسام وإتمام المصالحة.

غير أن نبيل شعث عضو اللجنة المركزية لفتح يعتقد أن حماس باتت أقل استعدادا للمصالحة بعد أحداث أسطول الحرية، إذ باتت تعلن بشكل واضح أنها تعطي الأولوية لرفع الحصار وليس للمصالحة. وفي تصريحات صحافية قال شعث إن حركته وافقت على الأخذ بكل ملاحظات حماس على الورقة المصرية، وقبلت بتقديم جميع الضمانات اللازمة للتوقيع على اتفاق نهائي للمصالحة. واعتبر أن رفض حماس استقبال وفد ممثلي اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير واللجنة المركزية لحركة فتح وأمناء الفصائل يدلل على التغيير الذي طرأ على موقفها عقب أحداث أسطول الحرية. واتهم شعث حماس بالتخطيط لاستثمار أحداث أسطول الحرية لفك الحصار، وتقدمه على أنه إنجاز لها. ونفى شعث أن تكون حماس مطالبة بالاعتراف بإسرائيل كما يقول قادتها، قائلا «أنا أكذب ذلك تماما، نحن لا نشترط على حماس إطلاقا أن تعترف بإسرائيل أو بشروط الرباعية، نحن نريد من الحكومة أن تلتزم ببرنامج العمل الملتزمة به منظمة التحرير تماما كما التزمت بحكومة إسماعيل هنية للوحدة الوطنية أو اتفاقية الأسرى، حيث إن المفاوضات تقوم بها منظمة التحرير، نحن لا نطلب شيئا أكثر من هذا». في تطور آخر وجهت حركة الجهاد الإسلامي انتقادا علنيا لأمين عام الجامعة العربية، معتبرة أن زيارته للقطاع جاءت متأخرة. وقلل عضو المكتب السياسي للحركة محمد الهندي من أهمية زيارة موسى، مشيرا إلى أن «القطاع مرَّ بأحداث كبيرة قبل ذلك كالحرب الأخيرة، كما أن الإجرام الذي يمارسه الاحتلال بشكل مستمر دون أن يتحرك أحد من العرب أو الجامعة لعربية». واعتبر الهندي أن الزيارة جاءت من باب «رفع العتب، سيما أن تركيا أحرجت الجميع في مواقفها التضامنية الكبيرة مع القضية الفلسطينية».