لافروف يجدد دعوة موسكو من أجل التوصل إلى حل سياسي عادل ودائم ومقبول لنزاع الصحراء

تباحث مع الفاسي الفهري.. وأيد الحل السلمي وخطة الأمم المتحدة

TT

جدد سيرغي لافروف، وزير الخارجية الروسي، أمس، دعوة بلاده «من أجل التوصل إلى حل سياسي عادل ودائم ومقبول للطرفين، بخصوص مشكلة الصحراء»، مبرزا أن بلاده «تؤيد الحل السلمي» لهذا النزاع، و«خطة الأمم المتحدة التي وافقت عليها الأطراف المعنية».

وأوضح لافروف، خلال مؤتمر صحافي، أعقب مباحثاته مع نظيره المغربي، الطيب الفاسي الفهري، أن روسيا ترى أنه من «المهم مواصلة المفاوضات (بخصوص قضية الصحراء) تحت رعاية الأمم المتحدة من أجل التوصل إلى حل سياسي عادل ودائم ومقبول من الطرفين»، مضيفا أن «إحراز التقدم في الملف سيكون له أثر إيجابي على المنطقة برمتها من جميع الجوانب».

ومن جانب آخر، أشار لافروف إلى أن مباحثاته مع الفاسي الفهري «تطرقت إلى القضايا الثنائية، الاقتصادية والسياسية والإنسانية»، مشيدا بـ«تزايد حجم التبادل التجاري مع المغرب، الذي يعد الشريك الثاني في قائمة شركاء روسيا التجاريين بأفريقيا، ورغبة الطرفين للعمل سويا من أجل الرقي بالتعاون الثنائي أكثر فأكثر».

وذكر بأن «المغرب وروسيا أبرما في مناسبات كثيرة اتفاقات تخص مجالات اقتصادية واعدة، جعلت من البلدين شريكين مهمين على المستوى الدولي»، مضيفا أن «العلاقات الثنائية في مجالات السياحة والفضاء والبحث العلمي والفلاحة والطاقة والمعادن وقطاعات أخرى واعدة وحيوية، ستعرف تحولا نوعيا بفضل الرغبة المشتركة لحكومتي البلدين وسعي الفاعلين الاقتصاديين المؤسساتيين والخواص إلى تحقيق هذه الرغبة على أرض الواقع، خاصة بعد أن تقرر فتح خط جوي بين البلدين في المستقبل المنظور، يمكن أن يشكل وسيلة مهمة لتعزيز التواصل بين رجال الأعمال والمستثمرين والرفع من حجم المبادلات التجارية».

وأشار المسؤول الروسي إلى أن «المباحثات مع نظيره المغربي تناولت أيضا تبادل وجهات النظر حول مختلف القضايا الدولية والقارية، خاصة منها الواقع الاقتصادي والتنموي في أفريقيا، وقضية السلام بالشرق الأوسط، والملف النووي الإيراني، والجهود الدولية الرامية إلى مكافحة الإرهاب»، مبرزا تقارب وجهات النظر بين المغرب وروسيا «إلى حد كبير، وتقاسمهما المواقف نفسها، كما تحدوهما رغبة مشتركة لتحقيق الأمن والسلام والاستقرار، وتوفير سبل التنمية والرخاء في مختلف دول العالم».

ومن جانبه، أكد الفاسي الفهري أن «روسيا تعد شريكا استراتيجيا للمغرب، وتجمعهما المواقف السياسية والإنسانية نفسها على الصعيدين الدولي والقاري، ويتقاسمان الإرادة نفسها لتطوير التعاون البيني إلى أرفع المستويات».

وأوضح الفاسي الفهري، في المؤتمر صحافي، أن مباحثاته مع لافروف كانت «غنية ومفيدة للجانبين، وتم خلالها التطرق إلى أهم الجوانب السياسية والاقتصادية والعملية التي تستأثر باهتمام البلدين الصديقين على الصعيد الإقليمي والقاري والدولي»، مبرزا أن المغرب وروسيا «تجمعهما الكثير من المبادرات والمواقف في مختلف المحافل والمنظمات الدولية، تعكس تقارب وجهات نظرهما ورغبتهما في تحقيق وإحلال السلام والأمن والاستقرار وإيجاد الحلول للنزاعات التي تعرفها الكثير من مناطق العالم، وكذا تحقيق التنمية الشاملة في القارة الأفريقية، التي تحتل مركزا في اهتمامات وأجندة العلاقات الخارجية للرباط وموسكو».

وأضاف أن «جانب العلاقات بين المغرب وروسيا الاتحادية شكل محورا مهما في مباحثاته»، مثمنا «عاليا رغبة البلدين في تحقيق طفرة نوعية في مجالات اقتصادية مهمة وواعدة مثل الاستثمار والسياحة والطاقة والمعادن والفضاء والتكنولوجيا الحديثة والبحث العلمي، يمكن أن تشكل، من منظور البلدين، قاطرة جديدة للتعاون الاقتصادي البيني الذي يعرف نموا مطردا في السنين الأخيرة بفضل إرادة البلدين وعملا ببنود الشراكة الاستراتيجية المبرمة في أكتوبر (تشرين الأول) 2002 من طرف الملك محمد السادس والرئيس الروسي آنذاك، فلاديمير بوتين».

وقال الفاسي الفهري إن المغرب «يمكن أن يشكل وجهة مفضلة وجذابة للرأسمال الروسي الخاص والمؤسساتي للاستثمار واستغلال الطفرة النوعية والتنمية المتوازنة التي يعرفها المغرب والامتيازات التي يمنحها للفاعلين الاقتصاديين وموقعه الاستراتيجي والاتفاقات ذات الطابع التجاري والاقتصادي التي وقعها مع شركائه الإقليميين والدوليين».

وأكد أن روسيا «تمتلك خبرة مهمة في الكثير من المجالات يمكن أن تفيد المغرب أيضا في تطوير المجال الاقتصادي في مختلف جوانبه وتعزيز بنياته الاقتصادية والإنتاجية والعلمية».

وعلى الصعيد الدولي، شدد الفاسي الفهري على «موقف المغرب القار والصادق من القضية الفلسطينية وواقعيته وجديته ووضوحه تجاه ما يتعين القيام به من جانب المنتظم الدولي، والدول المحبة والراعية للسلام ومن ضمنها روسيا، والتحرك سويا من أجل رفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني ورفع الحصار عن قطاع غزة»، مشددا على «رفض المغرب للمخططات الصهيونية الرامية إلى تهويد القدس الشريف، وإلى تغيير الطابع العربي والإسلامي للمدينة المقدسة».

وأشار بالمناسبة إلى أن المغرب «ما فتئ يقدم الدعم اللامشروط للفلسطينيين لإقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، خاصة على مستوى لجنة القدس التي يرأسها الملك محمد السادس».

وأعرب الفاسي الفهري مجددا عن «قلق المغرب وانشغاله بقضية الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي المحتلة، كما أعرب عن إدانته بشدة الهجوم الإسرائيلي على قافلة المساعدات الإنسانية إلى غزة»، مبرزا أن المغرب «يطمح إلى أن تتمكن لجنة التحقيق الدولية في الحادث من الإحاطة بالموضوع من كل جوانبه وتنسجم نتائجها بشكل موضوعي ومستقل مع قرارات مجلس الأمن».

وكان الفاسي الفهري قد ترأس، مساء أمس، بموسكو مع وزير العدل الروسي، ألكسندر كونوفالوف، اجتماع اللجنة المشتركة المغربية - الروسية، بحضور خبراء من البلدين في المجال المالي والمصرفي والاستثمار والتجارة والطاقة والمعادن والفضاء والصناعة، وكذا في مجالات النقل والسياحة والفلاحة والسكنى والتعمير وتكوين الأطر والبحث العلمي والصحة والثقافة والرياضة والشباب والعدل.