منع أميركي مسلم من العودة إلى أميركا

10 أميركيين مسلمين على قائمة الممنوعين من السفر أغلبيتهم كانوا في اليمن

يحيى وهيلي («نيويورك تايمز»)
TT

أرسلت منظمات عربية وإسلامية وحقوقية خطابات إلى إريك هولدر، وزير العدل الأميركي، لشطب اسم أميركي مسلم من قائمة الممنوعين من السفر، والسماح له بالعودة إلى الولايات المتحدة من القاهرة حيث ظل ممنوعا من السفر جوا منذ قرابة شهرين.

وقال نهاد عوض، مدير مجلس العلاقات الإسلامية الأميركية (كير) في واشنطن، لـ«الشرق الأوسط»: «أرسلنا خطابا إلى وزير العدل احتجاجا على ما يبدو أنه تكتيك ضغط غير قانوني».

وأضاف: «إذا كان مكتب التحقيق الفيدرالي (إف بي آي) يريد التحقيق مع مواطنين أميركيين، فليسمح لهم أولا بالعودة إلى الولايات المتحدة، حيث سيقدرون على التمتع بحقوقهم الدستورية من دون تهديد أو تخويف». قبل شهر ونصف شهر، كان يحيى وهيلي (26 سنة) الذي ولد في الولايات المتحدة لأب وأم صوماليين يقف في صف في مطار القاهرة للعودة إلى الولايات المتحدة قادما من اليمن، عندما أبلغته شرطة «إف بي آي» أنه في قائمة الممنوعين من السفر جوا، وهي قائمة من قوائم الحرب ضد الإرهاب. وفي مقابلة عبر الهاتف من القاهرة، قال وهيلي لصحيفة «نيويورك تايمز»: «أنا مواطن أميركي بريء أعيش الآن في المنفى. ولا أعرف كيف ومتى سأعود إلى وطني وإلى عائلتي». وقال إن شرطة «إف بي آي» سألته أسئلة كثيرة عن سنة ونصف قضاها في اليمن. وسألته عن علاقاته مع منظمات وشخصيات إرهابية. وخاصة شريف موبايلي (26 سنة)، أيضا مواطن أميركي من أصل صومالي، كان يدرس في اليمن عندما اعتقل بتهمة الإرهاب. غير أنه، قبل شهرين، حاول الهروب من الاعتقال، ونزع مسدس حرسه، وأطلق النار عليه وقتله. وهو الآن ينتظر المحاكمة بتهمة القتل العمد.

ونفى وهيلي أنه إرهابي، أو له صلة بالإرهاب وأنه يكره منظمة القاعدة. وقال والداه نفس الشيء. وقالت صحيفة «نيويورك تايمز»: «صار واضحا أن شرطة (إف بي آي) زادت تشددا بعد زيادة حوادث أميركيين مسلمين متطرفين، يبدو أن نشاطاتهم لها صلة بحرب العراق وحرب أفغانستان». وأضافت: «يصور ما يحدث لوهيلي تطور مواجهة الإرهاب بعد اتهامات للمسؤولين بأنهم قصروا مؤخرا». وقالت إن هناك تركيزا على الأميركيين الذين يذهبون إلى اليمن بهدف دراسة اللغة العربية والإسلام لأن الحياة في اليمن «لا تكلف كثيرا».

إن عشرة أميركيين مسلمين وضعوا في قائمة الممنوعين من السفر. ولا يقدرون، مثل وهيلي، على العودة إلى الولايات المتحدة. وإن أغلبية هؤلاء كانوا في اليمن.

وقال مراقبون في واشنطن إن شرطة «إف بي آي» زادت جهودها بعد حادثين اتهمت بأنها قصرت فيهما: النيجيري عمر الفاروق عبد المطلب الذي حاول تفجير طائرة أميركية في طريقها من أمستردام إلى ديترويت. والأميركي الباكستاني فيصل شاه زاد الذي حاول تفجير سيارة ملغومة في قلب نيويورك. لم يكن الرجلان في قائمة الممنوعين من السفر. واستطاع الأول أن يستقل طائرة من أمستردام، واستطاع الثاني أن يستقل طائرة من نيويورك في طريقه إلى دبي ثم إلى باكستان. غير أن الثاني اعتقل قبيل إقلاع الطائرة.

لهذا وخلال الشهرين الماضيين، تضاعف عدد الذين في قائمة الممنوعين من السفر جوا إلى ثمانية آلاف شخص. وقال نهاد عوض إن يحيى وهيلي كان عائدا إلى الولايات المتحدة مع أخيه الأصغر يوسف (19 سنة). والذي، أيضا، منع من السفر. لكن سمح له بالسفر بعد تحقيق مكثف، وبعد أن اعتقلته الشرطة المصرية لثلاثة أيام، حيث قيدته إلى حائط وغطت عينيه.

وقال بين وزنار، محامي في الاتحاد الأميركي للحقوق المدنية (إي سي إل يو) إن الاتحاد تلقى شكاوى من عشرة أشخاص تقريبا، قالوا إنهم مواطنون أميركيون، ووجدوا أن أسماءهم على قائمة الممنوعين من السفر جوا. وقال: «يعنى هذا أن مواطنين أميركيين نفوا من وطنهم. هذا عمل غير عادل وغير دستوري». وأشار إلى مواطنين أميركيين منعوا من العودة، وهم الآن في مصر واليمن وكولومبيا وكرواتيا. منهم ريموند كنابلي، أميركي كولومبي مسلم كان في اليمن، ومنع من العودة إلى الولايات المتحدة، وهو الآن مع أقربائه في كولومبيا.

ورفض مايكل كورتان، متحدث باسم مكتب «إف بي آي» الحديث عن حالة وهيلي. لكنه قال: «أجبرتنا الأحداث الأخيرة أن نكون حذرين. وأن نحقق في أي معلومة تصل إلينا. نحن دائما حريصون على حماية حقوق الإنسان لكل المواطنين الأميركيين، بما في ذلك الأقليات».

ونفى تهمة الإرهاب عن وهيلي والده عبد الرزاق وهيلي (58 سنة)، ووالدته شمسا نور (54 سنة) اللذان هاجرا من الصومال إلى الولايات المتحدة، ونالا الجنسية الأميركية. ثم تقابلا في الولايات المتحدة، وتزوجا سنة 1981. الآن، تعيش العائلة في بيرك في ولاية فرجينيا ومن ضواحي واشنطن العاصمة. لم يكمل الابن الدراسة في جامعة أميركية، واعتقل بتهمة تعاطي مخدرات. وفي سنة 2008، أقنعه والداه بالسفر إلى اليمن لدراسة الإسلام واللغة العربية.

وهناك درس الكومبيوتر في الجامعة اللبنانية العالمية في صنعاء. وفي السنة الماضية، قابل أميركية صومالية كانت تدرس معه، وتزوجا. وفي حفل، قابل شريف موبايلي، أيضا أميركي صومالي، الذي، في وقت لاحق، اعتقل بتهمة الإرهاب، ثم بتهمة قتل حرسه عمدا.

وفي المقابلة التليفونية مع «نيويورك تايمز»، قال الابن من القاهرة: «قابلت شريف عرضا. لم أعرفه معرفة قوية. لا أعرف لماذا يشك (إف بي آي) في. لست إرهابيا، وأكره منظمة القاعدة. ولست حتى شخصا متدينا. وأرفض أي شيء ضد وطني وضد عائلتي».