برلين تتجه لإجازة دفن المسلمين من دون توابيت

الولاية المتشددة في قضايا الحجاب والسماح لتلاميذ المدارس بالصلاة

TT

تعتبر ولاية برلين الألمانية من الولايات المتشددة في قضايا الحجاب، خصوصا في المدارس، وفي قضايا السماح لتلاميذ المدارس بالصلاة ظهرا أثناء الاستراحة. لكن الحكومة المحلية الحالية، التي يقودها الحزب الديمقراطي الاشتراكي، ربما تفلح في إجازة دفن المسلمين في المقابر الألمانية من دون توابيت. إذ ذكرت كارولا بلوم، مفوضة شؤون الأقليات في حكومة برلين، أنها تعد مشروع برنامج للاندماج يسمح، بين أشياء أخرى، للمسلمين بدفن موتاهم في المقابر الألمانية من دون تابوت. وقالت بلوم، من حزب اليسار، إن ذلك ينسجم مع العاصمة باعتبارها مدينة متعددة الثقافات. وأشارت بلوم إلى مطالب أخرى تتعلق بتعزيز سياسة توظيف الألمان، من جذور أجنبية، في الدوائر الحكومية، وتوسيع تدريس مادة الدين الإسلامي في المدارس، للطلبة المسلمين، باللغة الألمانية. وعبرت عن أملها في تمرير المشروع خلال هذا العام على حكومة برلين، ومن ثم على البرلمان المحلي. ومعروف أن معظم المقابر الألمانية، خصوصا في المدن الكبيرة، تخصص ركنا منزويا لدفن من توفاهم الله في ألمانيا. ويسمح هناك بالصلاة والقراءة على القبر، إلا أنه من المحظور رسميا إخراج الجثامين من التوابيت ودفنها بالأكفان. وكانت المحكمة الإدارية العليا في براندنبورغ (برلين) قد حظرت على تلاميذ المدارس المسلمين الصلاة أثناء استراحة الظهر في أرجاء المدرسة. وبررت المحكمة قرارها بأنه يخدم الشؤون التربوية في المدارس ولا يمس الحقوق الدينية. وجاء القرار إثر شكوى تقدم بها تلميذ مسلم ضد مديرية ديسترفيغ البرلينية، بسبب منعه من تأدية صلاة الظهر في الصف خلال فترة الاستراحة. وحاول يونس م. (تركي) رفع الشكوى إلى محكمة الدستور، إلا أنه محاميه فشل في ذلك. وانتقد اتحاد الجمعيات الإسلامية التركية في ألمانيا، المقرب من الحكومة التركية، القرار وقال إنه يأسف لصدوره عن محكمة إدارية وليس عن مؤسسة دينية. يذكر أن برلين (4.5 مليون نسمة) كانت من الولايات المتحمسة لسن قانون حظر لبس الحجاب في المدارس إلى جانب ولاية بادن - فورتمبيرغ (10.2 مليون نسمة)، وولايات الراين الشمالي فيستفاليا (20 مليون نسمة) وسكسونيا السفلى (7.6 مليون)، وبافاريا (11 مليونا) وهيسن (6 ملايين) وبريمن (0.700 مليون)، عن رغبتها في حظر ارتداء الحجاب على المعلمات أثناء التدريس. وكانت مجلة «دير شبيغل» الواسعة الانتشار قد أجرت استفتاء حول موضوع الحجاب، كشف أن نحو 60% من الألمان يرون أن قرار محكمة الدستور الاتحادية عام 2004 السماح بلبس الحجاب في صفوف المدارس «خاطئ».