واشنطن قدمت لباكستان معلومات وأدلة بشأن «شبكة حقاني» الإرهابية

متحالفة مع طالبان ونفذت تفجيرا استهدف قاعدة باغرام الشهر الماضي

TT

قال مسؤولون أميركيون أول من أمس إن الولايات المتحدة قدمت إلى باكستان أدلة على النفوذ والطموحات المتنامية لجماعة متشددة متحالفة مع حركة طالبان قيل إن لها روابط بالمخابرات الباكستانية. وأضافوا أن قادة عسكريين أميركيين قدموا إلى قائد الجيش الباكستاني معلومات تفصيلية عن دور «شبكة حقاني» في سلسلة من التفجيرات، منها تفجير الشهر الماضي استهدف قاعدة حلف شمال الأطلسي الرئيسية في باغرام بأفغانستان. وتضغط الولايات المتحدة منذ فترة طويلة على الجيش الباكستاني لشن حملة على فصيل حقاني في منطقة شمال وزيرستان القبلية على الحدود مع أفغانستان لكن مسؤولين أميركيين أقروا بصعوبة تحقيق ذلك بسبب ما يلقونه من مقاومة من أجهزة المخابرات الباكستانية. وقال الجنرال ديفيد بترايوس الذي يشرف على الحرب في أفغانستان إن مقاتلي جماعة حقاني لهم طموحات تتعدى الحدود الوطنية وإنهم قد يحاولون شن هجمات خارج باكستان وأفغانستان. وكانت واشنطن أصدرت تحذيرات مماثلة في الآونة الأخيرة بشأن النفوذ المتزايد لجماعة طالبان الباكستانية التي يلقي محققون باللوم عليها في محاولة تفجير فاشلة في ميدان تايم سكوير في نيويورك في الأول من مايو (أيار) الماضي.

ودون ذكر فصيل حقاني بالاسم اعترف بترايوس بوجود روابط قديمة بين إسلام آباد ومن سماهم «الأشرار»، الأمر الذي يشير إلى أن تلك الروابط كانت مفيدة في جمع معلومات استخباراتية عن الجماعات. وكانت باكستان نفت تقريرا لمدرسة الاقتصاد في لندن يزعم وجود روابط قوية بين هيئة مخابراتها الداخلية وحركة طالبان الأفغانية. وقال التقرير إن هذه الهيئة تقدم التمويل والتدريب لمقاتلي طلبان في أفغانستان وممثلة رسميا في مجلس قيادة الحركة، الأمر الذي يمنحها نفوذا كبيرا على العمليات. وقال بترايوس إنه لا شك في أن باكستان تحتفظ: «بمجموعة متنوعة من العلاقات يرجع تاريخها في بعض الحالات إلى عقود مع جماعات قاتلت السوفيات حينما احتلوا أفغانستان. وأضاف: بعض هذه الروابط استمرت بأشكال مختلفة وكان بعضها في شكل جمع معلومات الاستخبارات. وقال لا بد أن يكون لك صلات بالأشرار لتحصل على معلومات استخباراتية عن الأشرار. وتقود بعض الجماعات المعنية ومنها شبكة حقاني في الوقت الحالي القتال لطرد القوات الغربية من البلاد. وكان البنتاغون عبر عن يقينه بأن باكستان ستشن في نهاية الأمر هجوما في شمال وزيرستان، لكنه أقر بأن القوات المسلحة الباكستانية تتعرض بالفعل لضغوط من جراء العمليات التي تقوم بها في مناطق قبلية أخرى. وأبلغ الجنرال بترايوس الذي يشرف على الحرب في أفغانستان بوصفه رئيسا للقيادة المركزية الأميركية جلسة في مجلس الشيوخ أنه والقائد الأعلى للقوات الأميركية وقوات حلف الأطلسي في أفغانستان ورئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة أثاروا مسألة صلات حقاني بهجمات أفغانستان في لقاء منذ وقت قريب مع قائد الجيش الباكستاني الجنرال أشفق كياني.

وقال بترايوس لقد أطلعناه على معلومات بشأن صلات قيادة شبكة حقاني المتمركزة في شمال وزيرستان تفيد بأنها قامت بوضوح بعملية القيادة والتحكم في الهجوم على قاعدة باغرام الجوية والهجوم في كابل إلى جانب هجمات أخرى. وشن مفجرون انتحاريون يحملون صواريخ وقنابل يدوية هجوما قبل الفجر على القاعدة يوم 19 من مايو الماضي فقتلوا متعاقدا أميركيا وأصابوا تسعة جنود أميركيين. وقالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) في ذلك الوقت إن نحو 12 متشددا يرتدي العديد منهم سترات ناسفة قتلوا. وكان انتحاري هاجم قبل يوم من ذلك قافلة عسكرية في كابل فقتل 12 مدنيا أفغانيا وستة من القوات الأجنبية. وباغرام هي القاعدة الرئيسية للقوات التي تقودها الولايات المتحدة في أفغانستان وبها أكبر مطارات البلاد. واستخدمها الاتحاد السوفياتي سابقا خلال غزوه أفغانستان في الثمانينات.