البرلمان الأوروبي يعتمد قرارا بتأمين المعابر المؤدية إلى غزة

دحلان: لمست تجاوبا أوروبيا مع الأفكار المصرية الفلسطينية لرفع الحصار عن قطاع غزة

TT

صوت أعضاء البرلمان الأوروبي أمس، على مشروع قرار يعتبر قيام أطراف المجتمع الدولي بتأمين بعثات لمراقبة المعابر المؤدية إلى قطاع غزة، أمرا من شأنه الرد على مخاوف إسرائيل الأمنية، وجاء التصويت خلال جلسة انعقدت في ستراسبورغ، وبأغلبية 470 صوتا ومعارضة 56 برلمانيا، بينما امتنع 56 منهم عن التصويت، وتضمن القرار الدعوة إلى أن تتضمن المهام الدولية لمراقبة الحدود إعادة تفعيل بعثة الاتحاد الأوروبي، المخصصة للمساعدة على مراقبة معبر رفح»، مع التشديد على ضرورة إجراء «تحقيق دولي نزيه ومستقل» في حادثة اعتراض إسرائيل طريق سفن أسطول الحرية المتجه إلى غزة نهاية الشهر الماضي، مع ضرورة فتح المعابر المؤدية إلى قطاع غزة بشكل مباشر، والعمل من أجل إنهاء الحصار المفروض على القطاع»، وجدد النواب المطالبة بإطلاق سراح الجندي الإسرائيلي المحتجز لدى حركة حماس جلعاد شاليط، وطالبوا الاتحاد الأوروبي بلعب «دور أكثر فاعلية وتأثيرا» في عملية السلام في الشرق الأوسط، ورأى النواب الأوروبيون أن الدعوة لانعقاد مجلس الشراكة الأوروبي الإسرائيلي، وكذلك اللجنة المشتركة الأوروبية الفلسطينية، ستشكل «فرصة مهمة» للأوروبيين من أجل إجراء مناقشات معمقة حول تطورات عملية السلام في الشرق الأوسط مع الأطراف المعنية مباشرة بها، وتطرق نص القرار إلى تدهور العلاقات بين إسرائيل وتركيا على خلفية واقعة أسطول الحرية، ودعا، بهذا الصدد، الحكومة التركية إلى «الاستثمار أكثر» في الجهود السياسية والدبلوماسية من أجل تهدئة الأجواء والمساعدة على السير نحو السلام في الشرق الأوسط. من جانبها رحبت الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، بقرار إسرائيل تخفيف الحصار المفروض على قطاع غزة، وأعربت في تصريحات لها على هامش القمة الأوروبية أمس، عن أملها في أن تقوم إسرائيل بالإجراءات العملية لتخفيف الحصار في أسرع وقت، وأضافت «نأمل أن يسمح القرار الإسرائيلي بدخول المزيد من السلع إلى القطاع، مما يسهم في تحسين حياة المواطنين اليومية».

من جهة أخرى, أكد النائب محمد دحلان، مفوض الإعلام في اللجنة المركزية لحركة فتح، وجود تجاوب أوروبي مع الأفكار المصرية - الفلسطينية لرفع الحصار عن قطاع غزة بشكل تام، والتي ترتكز على اتفاق 2005 الذي يقضي بفتح جميع المعابر مع قطاع غزة.

وفي اتصال هاتفي من مدريد قال دحلان «لمست خلال لقائي مع وزير الخارجية الإسباني ميغيل أنخيل موراتينوس، الذي ترأس بلاده الآن الاتحاد الأوروبي، وجود تجاوب أوروبي مهم مع الجهود الجادة التي تبذلها القيادة الفلسطينية، وبدعم وتنسيق كبير من الشقيقة الكبرى مصر، لإنهاء الحصار نهائيا عن قطاع غزة».

وأضاف دحلان «من الواضح أن أفكار الحكومة الإسرائيلية ورئيس وزرائها بنيامين نتنياهو بخصوص تخفيف الحصار عن غزة لم تلق صدى لدى المجتمع الدولي، والأمور تسير باتجاه دعم موقفنا المنسق مع مصر بما يضمن فتح المعابر وإنهاء المأساة الإنسانية الناجمة عن الحصار الإسرائيلي طبقا لاتفاق 2005».

وشدد دحلان على أن حركة فتح تدعم كل جهد عربي أو دولي مخلص لإنهاء معاناة مليون ونصف مليون مواطن في قطاع غزة، موضحا ضرورة تطبيق قرار مجلس الجامعة العربية في الثاني من الشهر الحالي بشأن كسر الحصار الإسرائيلي.

وأشاد بالجهود التي تبذلها الدبلوماسية المصرية، والحكومة المصرية، والرئيس محمد حسني مبارك، لإنهاء الحصار عن غزة، موضحا أنه سيعقد لقاء استكماليا آخر مع الوزير موراتينوس اليوم الجمعة لمتابعة بحث إنهاء الحصار.

ورفض دحلان محاولات البعض الربط بين معبر رفح والحصار الإسرائيلي على القطاع، لافتا إلى أن مصر لم ولن تكون شريكة للاحتلال في الحصار، بل ما تفعله هو فتح معبر رفح، ومنذ فترة طويلة، لغرض تمكين الحالات الإنسانية والمرضية، والحالات الطارئة من التنقل، بالإضافة إلى إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.

وأكد مفوض الإعلام في اللجنة المركزية لحركة فتح أهمية رفض المجتمع الدولي لكل الحلول الجزئية التي تطرحها إسرائيل بشأن حصار غزة، وقال «مطلوب من سلطات الاحتلال فتح جميع المعابر المحيطة بقطاع غزة وإنهاء الحصار الجائر على أهلنا، الذي لا مبرر له ويشكل انتهاكا صارخا للقانون الدولي واعتداء على مبادئ حقوق الإنسان».

وأوضح دحلان أن قرار الحكومة الإسرائيلية بخصوص إدخال بعض التسهيلات المحدودة على مرور البضائع والسلع إلى قطاع غزة غير كاف، ولا يمثل الحد الأدنى المطلوب من أجل إنهاء الحصار.