إيران تهدد الغرب: سنفتش سفنكم في الخليج

جنتي يسخر من عدم مقدرة واشنطن على وقف تسرب النفط في خليج المكسيك

TT

حثت إيران، أمس، مجلس الأمن الدولي على مراجعة قراره رقم 1929 الذي يفرض عقوبات جديدة على الجمهورية الإسلامية، محذرة من عواقب قانونية، إذا لم يفعل ذلك، وهددت بأنها ستقوم بتفتيش السفن الغربية، في الخليج، و«بحر عمان» إذا تعرضت سفنها للتفتيش في مناطق أخرى. ودافع الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف أمس عن قرار بلاده المؤيد للعقوبات في مجلس الأمن قائلا إن إيران «لا تريد التوصل إلى اتفاق لحل ملف برنامجها النووي»، غير أنه أشار إلى أن فرض العقوبات الأحادية الجانب من أوروبا والولايات المتحدة، سيزيد الوضع سوءا وسيلحق ضررا جديا بالحوار مع طهران، وبالاتفاقات مع الدول الكبرى.

وفي بيان ينطوي على تحد تلاه رجل دين محافظ خلال خطبة الجمعة ذكر المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني أن قرار مجلس الأمن الدولي في القضية النووية الإيرانية «غير قانوني» وبالتالي يتعين تصحيحه بشكل فوري ومراجعته، حسب وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية (إيرنا). وقال البيان أيضا إن إيران ستثأر للإجراءات التي تعتبرها غير مبررة. وتابع: «تعلن الجمهورية الإسلامية الإيرانية صراحة أن أي تحرك ضد المصالح القانونية والمشروعة للدولة الإيرانية سترد عليه إيران بدورها بالرد القانوني والتحرك الملائم». وكان مجلس الأمن الدولي قد صوت الأسبوع الماضي لصالح قرار رابع لفرض عقوبات ضد إيران بسبب أنشطتها النووية المثيرة للجدل التي يخشى الغرب من أنها تستهدف صنع أسلحة نووية. وحذر المجلس الإيراني وهو أعلى هيئة لصنع القرار في البلاد وينسق سياسات الدفاع والأمن القومي، من أن أي خطوة ضد الحقوق القانونية والشرعية للدولة الإيرانية سيتم الرد عليها بصورة حاسمة من قبل إيران بالوسائل القانونية. وأضاف: «تدخل مجلس الأمن في الأنشطة النووية السلمية للجمهورية الإسلامية الإيرانية غير شرعي وباطل». وتابع قائلا: «يتعين على مجلس الأمن اتخاذ إجراء تصويبي على وجه السرعة وأن يصحح أخطاءه السابقة». ولم يفصح المجلس بقيادة الرئيس محمود أحمدي نجاد عن طبيعة هذا الرد القانوني.

وفي أحدث هجوم على واشنطن قالت إيران إن الولايات المتحدة هي المجرم الرئيسي في «استخدام وإنتاج ونشر الأسلحة النووية» وانتقدتها لفشلها في احتواء مشكلة التسرب النفطي بخليج المكسيك. وأضافت: «كيف لنظام غير قادر على وقف تسرب من بئر نفطية أن يكسب ثقة العالم في كبح جماح ترسانته النووية التي تمثل أكبر تهديد للعالم». وتستهدف عقوبات الأمم المتحدة بنوكا إيرانية يشتبه في أن لها صلة ببرامج نووية أو برامج للصواريخ. كما توسع حظرا على استيراد إيران للسلاح وتدعو إلى نظام مراقبة وتفتيش الشحنات المتجهة لإيران.

وقال آية الله أحمد جنتي وهو يؤم صلاة الجمعة التي نقلتها «الإذاعة الوطنية» إن مشروع قانون مطروحا على البرلمان سيمكن إيران من الرد على أي محاولات لتفتيش سفنها. وأضاف: «يريدون وقف وتفتيش سفننا وطائراتنا وهو عار حقيقي.. أحسن البرلمان. قال المشرعون إننا سنثأر ونفعل نفس الشيء مع سفنهم في الخليج.. وبحر عمان». ويمكن أن يكون للعقوبات التي أقرها زعماء الاتحاد الأوروبي الخميس ويستهدف بعضها «قطاعات رئيسية من صناعة النفط والغاز» أثر أقوى على اقتصاد إيران عضو منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) من عقوبات الأمم المتحدة. وفرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات جديدة يوم الأربعاء ويضع الكونغرس مجموعة خاصة به من العقوبات ضد إيران لاحقا.

من جهته، أكد الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف أن روسيا أيدت قرار مجلس الأمن الدولي بشأن فرض عقوبات جديدة شديدة على القيادة الإيرانية لأن إيران لا تريد التوصل إلى اتفاق لحل ملف برنامجها النووي، غير أنه قال في حديث مع صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية إن فرض العقوبات الأحادية الجانب على إيران سيزيد الوضع سوءا وسيلحق ضررا جديا بالحوار مع طهران. وأعاد ميدفيديف إلى الأذهان أن موسكو وواشنطن اتفقتا على أن تحمل هذه العقوبات طابعا جماعيا، مشيرا إلى أن العقوبات التي قد تتخذ من قبل أي دول أخرى ستؤدي إلى تدهور الوضع لأنها ليست منسقة دوليا. وذكر الرئيس الروسي بأن المجتمع الدولي تمكن من تنسيق موقف مشترك وبناء من إيران، موجها انتقادات إلى الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي اللذين أقرا أخيرا حزمة من العقوبات الأحادية الجانب ضد إيران. وأضاف الرئيس الروسي في المقابلة أن مثل هذه العقوبات ستلحق ضررا بالاتفاقيات الموجودة بين الدول الكبرى لأنها في نهاية الأمر قد تشمل دولا أخرى مذكرا أن هذا الأمر لم تتم مناقشته في أثناء صياغة مشروع القرار الدولي حول العقوبات ضد إيران والموافقة عليه في مجلس الأمن الدولي. وقال ميدفيديف: «علينا أن نبني الحوار مع إيران وفي بعض الأحيان أن نضغط عليها وأن ندفعها إلى موقف بناء أكثر، ولكن هذه الضغوط يجب ألا تثير مشكلات للسكان المدنيين ويجب أن نتخذ القرارات بالإجماع». ولكن ميدفيديف لم يستبعد أن يكون البرنامج النووي الإيراني يتضمن جوانب عسكرية، مشيرا إلى إصرار القيادة الإيرانية على بعض الأهداف التي تثير قلق المجتمع الدولي. واعتبر الرئيس الروسي أن حصول إيران على الأسلحة النووية سيصبح مشكلة كبيرة جدا بالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط، حيث سيؤدي إلى تصاعد موجة المحاولات لصنع القنبلة النووية في دول المنطقة الأخرى. وقال الرئيس الروسي: «يكفينا أن بعض جيران إيران يملكون هذه الأسلحة، وهناك أيضا أسئلة حول كيفية استخدامهم لها».