أموم لـ «الشرق الأوسط»: الأميركيون وعدونا بالاعتراف إذا قامت دولة الجنوب

الأمين العام لـ«الحركة الشعبية» حضر جلسة في مجلس الأمن وخاطب الكونغرس قائلا إن الجنوبيين سيختارون الاستقلال

باقان أموم («الشرق الأوسط»)
TT

قال الأمين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان، باقان أموم الذي يزور الولايات المتحدة الأميركية حاليا، إن المسؤولين الأميركيين وسفراء الدول الكبرى في مجلس الأمن وعدوه بالاعتراف الفوري بدولة الجنوب، إذا اختار الجنوبيون الاستقلال في الاستفتاء على تقرير المصير المقرر مطلع العام المقبل. وقال أموم في حوار قصير مع «الشرق الأوسط»، تم بواشنطن، إن الجنوبيين، يرون أن حزب المؤتمر الوطني الحاكم بزعامة الرئيس عمر البشير، فشل في أن يجعل الوحدة جذابة بالنسبة لهم، وإن ذلك يعني أن الجنوبيين سيختارون الاستقلال. وحضر أموم في نيويورك الاثنين الماضي جلسة في مجلس الأمن خصصت لموضوع السلام وتنفيذ اتفاقية السلام، والتقى سفراء الدول الكبرى، وأعضاء في المجلس، كما خاطب الخميس الماضي الكونغرس الأميركي، والتقى مسؤولين أميركيين.

* ماذا فعلتم في نيويورك؟

- حضرنا جلسة مجلس الأمن عن تنفيذ اتفاقية السلام الشامل التي وقعت عام 2005. وأجرينا اتصالات مكثفة، وحصلنا على ضمانات من مجلس الأمن من ناحيتين: الأولى: الحرص على إجراء استفتاء حر وعادل في يناير (كانون الثاني) القادم ليقرر الجنوبيون مصيرهم. الثاني: احترام قرار الجنوبيين. وقال لنا سفراء دول رئيسية في مجلس الأمن إنهم، إذا قرر الجنوبيون الاستقلال، سيعترفون به وسيدعمون الدولة الجديدة.

* ماذا تفعلون في واشنطن؟

- أدليت بشهادة في الكونغرس أمام لجنة بحثت الوضع في القرن الأفريقي، وقابلت الجنرال المتقاعد سكوت غرايشن، مبعوث الرئيس الأميركي باراك أوباما. وسأقابل مسؤولين آخرين وشخصيات أميركية أخرى.

* ماذا قال الجنرال غرايشن؟

- قال إن الولايات المتحدة مستعدة لتقديم مساعدات لضمان أن يتم الاستفتاء في موعده، وأن يكون حرا وعادلا. وإنها ستحترم نتيجته، وإذا اختار الجنوبيون الاستقلال ستعترف به، وستساعد الدولة الجديدة.

* ماذا قلتم له؟

- قلنا إننا أيضا حريصون على استفتاء حر وعادل وحسب الموعد المحدد.

* هل قلتم لهم إنكم تريدون الوحدة أم الانفصال؟

- قلنا إن حزب المؤتمر الوطني فشل في أن يجعل الوحدة جذابة. وإن ذلك يعنى أن الجنوبيين سيختارون الاستقلال.

* ما هو رأيكم أنتم الآن؟

- نحن مع ما سيختاره الجنوبيون.

* لماذا لا تعلنون رأيكم وأنتم في قيادة الحركة الشعبية؟.. لماذا لا تقولون لإخوانكم الجنوبيين إن الانفصال أفضل لكذا وكذا، أو إن الوحدة أفضل لكذا وكذا؟

- قلت لك إننا مع ما سيقرره الجنوبيون. وإن الجنوبيين يرون أن حزب المؤتمر الوطني فشل في أن تكون الوحدة جذابة، وإن ذلك يعنى أن الجنوبيين سيختارون الاستقلال.

* قبل شهرين وأمام الكونغرس قال الجنرال غرايشن إن الجنوب يحتاج إلى الحكم الفعال والشفافية؟

- قلنا له إننا قمنا بإنجازات كثيرة وكبيرة في الجنوب خلال الخمس سنوات الأخيرة، رغم قلة المصادر والطاقات، ورغم ضعف البنى التحتية، ورغم أن الجنوبيين حديثو عهد ببناء الدولة، ورغم حرب أهلية طويلة، ورغم عراقيل حزب المؤتمر.

* أشار تقرير أصدرته الأسبوع الماضي وكالة التنمية الدولية الأميركية إلى مشكلات الفساد والرشوة في الجنوب؟

- رغم المعوقات التي أشرت لها، نحن نقوم بجهود كثيرة لوضع نهاية للفساد والرشوة. وأخيرا، أسسنا لجنة جنوب السودان لمحاربة الفساد. واصدر الرئيس سلفا كير أوامر بعزل وزيرين للمالية والتخطيط الاقتصادي في الجنوب. وأنا شرحت ذلك في شهادتي أمام لجنة الشؤون الأفريقية في الكونغرس أمس.

* نشرت صحف أميركية أخبارا عن اشتباكات قبلية في الجنوب، وقالت إن ذلك ربما يعني أن الجنوبيين لا يقدرون على أن يحكموا أنفسهم؟

- أولا، ليس الجنوب وحده مكان الاشتباكات.. والمشكلات القبلية والإثنية والاشتباكات موجودة أيضا في الشمال، في دارفور وفي الشرق. ثانيا، عندنا أدلة كثيرة على أن حزب المؤتمر يساعد الحركات المسلحة المعارضة في الجنوب. ومؤخرا، أرسل الرئيس سلفا كير مندوبا إلى الخرطوم لمقابلة الرئيس عمر البشير حول هذا الموضوع.

* قبل زيارة أميركا، كنتم في كينيا حيث اشتركتم في اجتماع نائب الرئيس السوداني سلفا كير مع نائب الرئيس الأميركي جوزيف بايدن. ماذا قلتم له وماذا قال لكم؟

- شرحنا له مرحلة ما بعد الانتخابات وما قبل الاستفتاء. وقلنا له إن حزب المؤتمر الوطني يعرقل تنفيذ اتفاقية السلام. وهو قال لنا إن الولايات المتحدة تريد من حزب المؤتمر والحركة الشعبية التعاون نحو السلام والاستقرار وإجراء استفتاء حر وعادل. وإن الحكومة الأميركية ستعترف بنتيجة الاستفتاء. وستقدم مساعدات لما بعد الاستفتاء، وخصوصا إذا صوت الجنوبيون مع الاستقلال، وستعترف به فورا.

* قالت أخبار جديدة من وكالة التنمية الدولية الأميركية إنها ستقدم 60 مليون دولار مساعدات لضمان استفتاء حر وعادل؟

- يؤكد هذا تعهدات نائب الرئيس بايدن لنا في كينيا عندما اجتمعنا معه. وخلال مقابلاتي هنا مع المسؤولين قدمت امتنان الحركة الشعبية للمساعدات الأميركية سواء بالنسبة للاستفتاء أو قبله. وأيضا، نحن حريصون على أن تستمر المساعدات بل تزيد بعد الاستفتاء، خاصة إذا اختار الجنوبيون الاستقلال.