السلطات العراقية تتسلم موظفة متهمة باختلاس 13 مليون دولار بعد هربها إلى بيروت

رئيس هيئة النزاهة لـ «الشرق الأوسط»: هذه البداية لتسلم مطلوبين آخرين

TT

شهد مطار بغداد أمس وصول المتهمة الرئيسية بقضية اختلاس 13 مليون دولار أميركي، زينة التميمي، وعدد من أفراد عائلتها على متن طائرة قادمة من العاصمة اللبنانية بيروت، حيث صدر قرار رئاسي لبناني بتسليمها للعراق بعد تنسيق ومفاوضات دبلوماسية استمرت لشهور اشترك فيها الإنتربول الدولي وأشرفت عليها هيئة النزاهة العراقية.

وكانت المختلسة المتهمة زينة تعمل في أمانة بغداد بصفة مسؤولة حسابات، ودارت حولها شبهات اختلاس ثبتت فيما بعد. وبلغت قيمة المبالغ المختلسة 12 مليارا و583 مليون دينار عراقي. واستطاعت الأمانة وضع اليد على 95% منها كما تم احتجاز 23 متهما 7 منهم من أفراد عائلتها، و9 منهم من موظفي المصرف العقاري، والبقية من موظفي أمانة بغداد.

وقال القاضي رحيم العكيلي، رئيس هيئة النزاهة لـ«الشرق الأوسط» أمس إن المبلغ الكلي المختلس وصل إلى ما يقارب 13 مليون دولار.

وأضاف العكيلي أن الهيئة تسلمت رسميا من السلطات اللبنانية، الموظفة زينة بالإضافة إلى والدتها وأحد أشقائها وشقيقتها وصهرها، مشيرا إلى أن دائرته سبق أن أرسلت فريقا قضائيا يعمل في قسم القضايا الخاصة في دائرة النزاهة الذي أشرف بشكل مباشر على التحقيق بالقضية منذ يوم كشفها ومتابعة تحركاتها وصولا إلى بيروت حيث ألقي القبض عليها في مطار الحريري.

وأفاد العكيلي أن «المتهمة موقوفة على ذمة التحقيق الذي سيبدأ عصر اليوم (أمس)، وهناك الكثير من المتهمين على ذمة التحقيق في هذه القضية، بعضهم أطلق سراحه والبقية قيد التحقيق، وكل من ثبت تورطه سيصار إلى مقاضاته وفقا للقانون، على الرغم من محاولات جميع المتهمين تحميل المتهمة زينة كامل القضية».

وبشأن الأموال المختلسة، قال رئيس هيئة النزاهة إنه تم حتى الآن ضبط عشرة عقارات في بغداد، كانت المتهمة قد اشترتها بالأموال المختلسة، وخمسة مليارات دينار في بيتها و700 غرام من الذهب، ومليون و120 ألف دولار في أحد بيوت أقاربها في بغداد الجديدة، و12 مليون دينار عراقي بالإضافة إلى خمسة ملايين و700 ألف دولار، هربتها المتهمة للخارج، وقد ضبطنا منها مليوني دولار في الأردن و3 ملايين دولار في بيروت إضافة 322 ألف ليرة لبنانية في بيروت، وعقارات أخرى وسط بيروت».

وأكد العكيلي أن «هذه البداية لعملية استرداد متهمين وأموال مهربة من خارج العراق ونعمل الآن على بناء دائرة متخصصة بهذا الشأن تبدأ ببناء علاقات رصينة مع الدول العربية والأجنبية، وسننشئ دائرة الاسترداد بقسمين للأشخاص والأموال تعقد اتفاقيات ثنائية مع دول الجوار وأي دولة أخرى كونه ملفا شائكا».

وأضاف أن «هناك 82 تجربة في العالم لاسترداد متهمين، وزينة هي التجربة 29 وتمت بوقت قياسي، فقد هربت في نوفمبر (تشرين الثاني) 2009 وتمت إعادتها هذا الشهر، وهو تطور جيد يحتاج إلى جهود كبيرة خارج العراق، وبخاصة الدول العربية، ولنا متهمون مطلوبون في مصر ولبنان والإمارات والأردن وسنسعى لاستردادهم بالاتفاق مع تلك الدول».

وكانت المتهمة زينة اعتقلت في مطار الحريري ببيروت خلال عملية نفذها الإنتربول والسلطات اللبنانية في الثامن من يناير (كانون الثاني) الماضي.