اليمن: 11 قتيلا في هجوم استهدف مبنى المخابرات في عدن.. والسلطات تتهم «القاعدة»

مقتل 7 من قوى الأمن وتحرير معتقلين.. نائب محافظ عدن لـ «الشرق الأوسط» : شكلنا لجنة تحقيق

الدخان يتصاعد من مبنى المخابرات اليمنية بعد الهجوم في عدن أمس (رويترز)
TT

قتل مسلحون يعتقد أنهم من تنظيم القاعدة، أمس، 11 يمنيا في هجوم مسلح نفذوه على مقر الجهاز المركزي للأمن السياسي (المخابرات) في مدينة عدن، العاصمة الاقتصادية للبلاد، فيما لم يعرف العدد الحقيقي للجرحى، حيث يعتقد أن عددهم يتجاوز العشرة، في حين توعدت السلطات اليمنية منفذي الهجوم بالملاحقة والمحاكمة.

وقال شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» إن الهجوم نفذه ما بين 4 إلى 5 مسلحين وإنه استمر لمدة نصف ساعة كانت تسمع خلالها انفجارات واشتباكات متبادلة، وقال أحد سكان المنطقة إن كثافة إطلاق النار والانفجارات أثارت الهلع في نفوس السكان والمارة ومنعتهم من الاقتراب من المكان الذي أحيط فيما بعد بطوق أمني. ويقع مبنى المخابرات اليمنية المستهدف في حي التواهي، أحد أقدم أحياء المدينة، ويقع فيه مبنى تلفزيون عدن الحكومي وحديقة الملكة فيكتوريا، إضافة إلى الميناء الخاص باستقبال السياح الأجانب القادمين بحرا.

واعترفت السلطات اليمنية بسقوط قتلى في الهجوم الذي قالت إنه «يحمل بصمات (القاعدة)»، وقالت اللجنة الأمنية العليا في اليمن التي عقدت اجتماعا طارئا عقب الهجوم، إن «عناصر إرهابية» هي من نفذت الهجوم من خلال «اقتحام البوابة الرئيسية لأحد المكاتب التابعة للأمن السياسي بالمحافظة»، وقامت بـ«إطلاق الرصاص والقنابل على الحراسات الأمنية»، وإنه نتج عن ذلك مقتل 7 من أفراد الأمن و3 نساء وطفل في السابعة من العمر، حيث «أقدمت العناصر الإرهابية على إطلاق الرصاص على أطفال ونساء كانوا بجانب وداخل المبنى».

وذكر بيان صادر عن اللجنة أن التحقيقات الأولية تشير إلى أن «الحادث الإجرامي يحمل بصمات تنظيم القاعدة الإرهابي». وفي الوقت الذي عبرت فيه اللجنة عن استنكارها للعملية، فقد أكدت عزمها على «ملاحقة الجناة الإرهابيين وتقديمهم إلى العدالة لينالوا جزاءهم»، وكذا الاستمرار في جهود «مكافحة ظاهرة الإرهاب، التي أساءت لسمعة اليمن وأضرت بالاقتصاد الوطني وعملية الاستثمار والسياحة».

ورفض مسؤول في السلطة المحلية لمحافظة عدن الإدلاء بأي معلومات حول العملية غير المسبوقة في اليمن، وقال عبد الكريم شايف، أمين عام المجلس المحلي - البلدي (نائب المحافظ)، في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» إن الموضوع «ذو طابع أمني» وإنه لا يمكن الإدلاء، في الوقت الراهن، بأي معلومات، مشيرا إلى أن لجنة شكلت للتحقيق فيما جرى، وما زالت تقوم بعملها.

وتضاربت الأنباء حول الهدف من الهجوم الذي شهدته عدن، فقد تردد أن المهاجمين كانوا يحاولون تحرير معتقلين من المتهمين بالإرهاب، غير أن السلطات المعنية لم تعلق على هذه الأنباء، ولم تحدد عدد المهاجمين، وما إذا كان المبنى المستهدف يقبع فيه معتقلون.

وقال مسؤول أمني لـ«رويترز» إن المهاجمين الذين أطلقوا نيران أسلحة آلية وقذائف مورتر تمكنوا من اقتحام مقر شرطة المخابرات وفاجأوا قوات الأمن هناك خلال مراسم رفع العلم. وتابع قائلا: «هذا العدد الكبير من القتلى والجرحى كان نتيجة لأن الهجوم وقع خلال تحية العلم الصباحية». وأضاف أن المسلحين حرروا «بعض المحتجزين».

وجاء هجوم الأمس في عدن، بعد يوم واحد من تسجيل صوتي منسوب لتنظيم القاعدة توعد فيه بـ«إحراق الأرض تحت أقدام الرئيس علي عبد الله صالح»، وذلك في معرض تعليق «القاعدة» على العمليات العسكرية والأمنية الجارية منذ أكثر من أسبوعين في وادي عبيدة بمحافظة مأرب بشرقي البلاد، والهادفة إلى ملاحقة عناصر من التنظيم.

وحمل البيان تحريضا واضحا وصريحا لقبائل عبيدة، ومأرب عموما، ضد النظام اليمني الذي اتهمه بالتفريط بالسيادة اليمنية. ويقول مراقبون إنه في حال اتضح فعلا أن «القاعدة» ضالعة في الهجوم وإنه رد فعل انتقامي لما جرى في مأرب من عمليات سقط فيها مدنيون، فإن «القاعدة» هدفت من بيانها التحريضي لقبائل مأرب في شرق البلاد، عبر التسجيل المذكور آنفا، إلى أن تسلط أجهزة الأمن أنظارها على مأرب وترخي قبضتها في جنوب البلاد الذي شهدت عدن حاضرته هجوم الأمس.

وسبق أن شهدت مدينة عدن في أكتوبر (تشرين الأول) عام 2000 عملية إرهابية كبيرة، حيث استهدفت «القاعدة» السفينة الحربية الأميركية «يو إس إس - كول»، ما أسفر عن مقتل 17 بحارا أميركيا من المارينز.