رئيس معهد «بيو»: الصراع العربي ـ الإسرائيلي يحدد الكثير من تصورات شعوب أوروبا والشرق الأوسط

وكيلة وزيرة الخارجية الأميركية تبحث نتائج استطلاع الرأي العالمية تجاه واشنطن

TT

لم تحمل نتائج استطلاع معهد «بيو» حول الآراء العالمية تجاه الولايات المتحدة مفاجآت كبيرة، خصوصا فيما يخص تحسن شعبية الولايات المتحدة بعد انتخاب الرئيس الأميركي، باراك أوباما، وعدم ارتفاعها بشكل ملحوظ في دول ذات غالبية مسلمة بسبب سياسات أميركية. ولكن هناك ترقبا أميركيا حول التقلبات في وجهات النظر تجاه البلاد مع مواصلة أوباما لسياسات اتبعها الرئيس الأميركي السابق جورج بوش مثل إبقاء معتقل غوانتانامو والقصف المتواصل للحدود الباكستانية مع أفغانستان بالإضافة إلى عدم إحراز تقدم في حل الصراع العربي - الإسرائيلي.

وشرح رئيس معهد «بيو»، أندرو كاهوت، أن «سياسات الولايات المتحدة والتصورات حول نواياها تحدد آراء العالم» تجاه البلاد. وأضاف كاهوت في ندوة، أمس، حول نتائج استطلاع «بيو» الذي نشر هذا الأسبوع أن «هناك ربطا كبيرا بين الآراء الإيجابية عن أوباما والآراء المتحسنة حول الولايات المتحدة، ولكن السؤال حول إلى متى سيستمر ذلك، وإذا كانت الشعوب حول العالم ستسخط من بعض سياسات أوباما مثل سياسته تجاه أفغانستان وإيران وإسرائيل». هذا سؤال يدور في أذهان المسؤولين الأميركيين الذين يراقبون التصورات حول العالم تجاه الولايات المتحدة، وبخاصة في الدول ذات الغالبية المسلمة. فبعد عام من إلقاء أوباما خطابه الشهير في القاهرة حول «بداية جديدة» مع العالم الإسلامي، لم تستطع الإدارة الأميركية إحراز تقدم في تلك الملفات التي تحدث عنها أوباما في الخطاب. والتقت وكيلة وزيرة الخارجية الأميركية للدبلوماسية العامة، جوديث ماكهيل، بكاهوت، أمس، بعدما كان نائب كلينتون جيمس ستاينبرغ التقاه الأسبوع الماضي من أجل بحث نتائج استطلاع الرأي.

ولفت كاهوت إلى أن خطاب أوباما في القاهرة في يونيو (حزيران) الماضي «لم يغير التصورات كثيرا»، إذ إن هناك رغبة في رؤية النتائج، ولكن في الوقت نفسه «أصبح هناك تصور بأن الولايات المتحدة ستأخذ الرأي الفلسطيني بعين الاعتبار» في النظر إلى الصراع العربي - الإسرائيلي الذي قال كاهوت إنه ما زال يلعب دورا كبيرا في تحديد تصورات العالم حول الولايات المتحدة. وأضاف كاهوت في ندوته في «مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية» في واشنطن، أمس: «الكثير من التصورات لها علاقة بتصور الناس بأن الولايات المتحدة غير عادلة في هذا الصراع». وأوضح أن نتائج الاستطلاع الأخير واستطلاعات سبقته «تعكس الرأي في أوروبا والعالم الإسلامي بأن الولايات المتحدة تفضل الإسرائيليين»، مضيفا: «الكثير من الدلائل في استطلاعات الرأي تشير إلى أن حل النزاع العربي - الإسرائيلي سيحسن صورة الولايات المتحدة في الدول ذات الغالبية المسلمة». ويذكر أن 66 في المائة من الأتراك و88 في المائة من المصريين و84 في المائة من الأردنيين و90 في المائة من اللبنانيين عبروا عن عدم رضاهم عن سياسات أوباما تجاه الصراع العربي - الإسرائيلي.

ومن 22 دولة أجري فيها الاستطلاع بين شهري أبريل (نيسان) ومايو (أيار) الماضي، شعوب 3 دول فقط اعتبرت أوباما يتعامل مع القضية بشكل جيد، وهي فرنسا ونيجيريا وكينيا. وهناك 29 في المائة فقط من معدل التأييد لسياسة أوباما تجاه النزاع في الدول الـ22، بينما هناك فقط 34 في المائة من التأييد لسياساته في العراق و35 في المائة فيما يخص أفغانستان، بينما 39 في المائة من المشاركين الذين بلغ عددهم 24 ألفا عبروا عن تأييدهم لسياساته تجاه إيران.

ولفت كاهوت إلى التحسن الإجمالي في شعبية الولايات المتحدة عالميا مقارنة بسنوات رئاسة الرئيس الأميركي السابق، جورج بوش، من 40 في المائة عام 2007 إلى 60 في المائة الآن. وأوضح أن «خلال سنوات رئاسة بوش كان هناك قلق عالمي من قوة الولايات المتحدة التي يتصور الناس أنها لا تخضع لرقابة، هذا القلق تراجع خلال فترة أوباما».

وهناك اهتمام أميركي في الدول الإسلامية بشكل عام، ولكن في باكستان على وجه الخصوص، مع خوضها الحرب في أفغانستان ومخاوف من التطرف المتصاعد في باكستان. ولفت كاهوت إلى أن الدول الـ22 التي شاركت في الاستطلاع تشهد قلقا بين غالبية شعوبها حول البرنامج النووي الإيراني، فيما عدا باكستان. وأفاد استطلاع «بيو» أن شعبية أوباما في باكستان قد هبطت إلى 8 في المائة هذا العام، بعدما كانت 13 في المائة العام الماضي. وأعلن كاهوت أن «بيو» ستطلق تقريرا جديدا حول الآراء في باكستان خلال الأسابيع المقبلة، وموضحا أن «هناك الكثير من القلق في باكستان من الإرهاب و(القاعدة) والتطرف، ولكن ذلك لم يحسن الآراء حول الولايات المتحدة، إذ تظهر الولايات المتحدة وكأنها تقوم بحملتها الخاصة ضد الإرهاب» من دون التنسيق مع الباكستانيين.