سفينتا «مريم» و«ناجي العلي» في ميناء طرابلس تستعدان للانطلاق إلى غزة

سمر الحاج لـ«الشرق الأوسط»: نمارس «بروباغندا» مقصودة ضد إسرائيل.. ولن نعطي التفاصيل إلا بعد الإبحار

فلسطينيون في مراكب صيد على شاطىء غزة يستعدون لاستقبال سفينتي مساعدات لبنانيتين أمس بينما اعلنت اسرائيل انها تحتفظ بحقها في استخدام كافة السبل لمنع وصولهما الى هدفهما (رويترز)
TT

بدأ العد العكسي، يوم أمس، لإبحار السفينتين «مريم» و«ناجي العلي» من ميناء طرابلس في لبنان، لكسر الحصار على غزة، وأكدت المسؤولة الإعلامية للحملة، ريما فرح، لـ«الشرق الأوسط» بعد ظهر أمس أن «سفينة (ناجي العلي) الراسية في ميناء طرابلس منذ يوم الأحد الماضي، حصلت على إذن بالإبحار، بينما لا تزال سفينة (مريم) قبالة شواطئ طرابلس تنتظر استكمال الإجراءات لترسو في الميناء، ويبدأ تحضيرها للانطلاق».

وبدا أن وتيرة عمل لجنتي السفينتين تسارعت أمس، إذ تحدث مصدر مطلع على ما يجري في ميناء طرابلس لـ«الشرق الأوسط»: عن «تجهيز (ناجي العلي لوجيستيا) من قبل (صحافيون بلا قيود) بعد أن أعطى وزير الأشغال العامة، غازي العريضي، تعليماته باستقبالها في الميناء، على أن لا تبحر إلا إذا توفرت لها الشروط القانونية والدولية، وشروط السلامة العامة، وهو ما تقرره الوزارة. لافتا إلى أن الإذن بالإبحار هو باتجاه قبرص، ومن بعدها يذهب الناشطون حيث يريدون». وأكد المصدر أن «السفينة كانت تحمل زجاجا تحطم الكثير منه ودخل صاحب السفينة الذي يدعى حسين امون في نزاع مع الجهات الرسمية استمر عدة أشهر، وتم تغريمه بمبلغ تجاوز مائة ألف دولار، وقد دفع الغرامة مؤخرا، واستأجرت منه الجهة المنظمة سفينته ولم تشترها كما تردد».

السفينتان «مريم» و«ناجي العلي» اللتان ستبحران من لبنان، يتم العمل على إطلاقهما من قبل لجنتين مستقلتين، وإن كان من جامع بين السفينتين اللتين ستسيران في موكب واحد باتجاه قبرص أولا ومن ثم غزة، فهو اتفاق فريقيهما على إثارة أكبر عدد من الأخبار التشويشية، وإعطاء معلومات مغلوطة «لإرباك إسرائيل»، كما يقول المنظمون الذين يرفضون الحديث عن ساعة الانطلاق أو حتى مكانه. لكن مصدرا مطلعا على ما يجري أكد لـ«الشرق الأوسط» أن الإبحار سيتم من ميناء طرابلس.

وتؤكد سمر الحاج التي تقود حملة سفينة «مريم» النسائية لـ«الشرق الأوسط» في معرض إجابتها عن سبب الأخبار المتضاربة حول السفينتين: «إننا نقوم بـ(بروباغندا)، كي نحرم العدو معرفة أي شيء عن المبحرين من حيث الأعداد والأسماء وميناء الانطلاق، وحتى عدد السفن أو موعد إبحارها، لن نصرح بالتفاصيل إلا حين نصبح في البحر. لسنا في وارد تسهيل مهمة إسرائيل للتصدي لنا».

ووصف المصدر المطلع في ميناء طرابلس، سفينة «جوليا» التي ستعطى اسم «ناجي العلي» وتحمل صحافيين بأنها «تجارية وحمولتها ألف طن، وبمقدورها أن تُقل عشرة أشخاص، وهي شبيهة إلى حد بعيد بسفينة الحرية التي كانت قد خرجت من مرفأ طرابلس من سنة ونصف السنة لكسر الحصار، ولا تزال تحتجزها إسرائيل إلى اليوم».

لكن زياد عيتاني من «صحافيون بلا حدود» تحدث لـ«الشرق الأوسط» عن 50 صحافيا لبنانيا وعربيا، و25 أجنبيا، سيتوجهون إلى غزة، وقال إن الجهة المنظمة «لن تعطي رقما محددا أو أسماء، ولن تحدد ميناء الإبحار»، مؤكدا أن «الإعداد اللوجيستي وتحميل السفينة تم البدء به».

وتكتفي سمر الحاج بأن تصرح لـ«الشرق الأوسط» بأن «السفينة النسائية مريم منتظرة على الشواطئ اللبنانية، وهي سفينة ركاب أسرع من (جوليا)». تضحك سمر الحاج وتكمل: «سيدللوننا لأن سفينتنا نحن النساء ستكون أسرع، لكن لن يكون عندنا دوش للاستحمام، على ما يبدو». وترفض الحاج أن تحدد عدد الناشطات اللاتي سيركبن السفينة وتقول: «إن الطلبات تجاوزت الـ400 وقد نأخذ بين 50 و70 امرأة، بينهن عدد من الأجنبيات، نجد أن لهن الأولوية في الوقت الحاضر هذا يتحدد في حينه». وأشادت الحاج بالفنانة والمغنية اللبنانية مي حريري التي ستكون على السفينة النسائية ووصفتها بأن لها قلب طفل، وقدمت مساعدات لأهل غزة من مالها الخاص، مؤكدة أن «كل المساعدات باتت جاهزة، ولا ينقص غير تحميلها». وقالت الحاج «لن نعطي اسم أي من النساء، وإن كان بينهن مشهورات أو غير مشهورات، فقد حصل لغط فيما يخص الفنانة مي حريري، لكنني أقول إننا حين نصبح على السفينة، ستتغير أسماؤنا وتصير كل واحدة منا مريم». وإضافة إلى السفينتين اللتين يتم وضع اللمسات الأخيرة لإبحارهما من لبنان باتجاه غزة، تعمل «لجنة المبادرة الوطنية اللبنانية» على الإعداد للمشاركة اللبنانية في «أسطول الحرية2». ويقول معن بشور «المنسق العام لتجمع اللجان والروابط الشعبية» لـ«الشرق الأوسط» إن التقديرات الأولية هي الإبحار أواسط يوليو (تموز) في موكب من السفن باتجاه غزة، يأتي من مختلف أنحاء العالم وسيضم بين 15 و20 سفينة، استكمالا لمهمة «أسطول الحرية1» الذي انطلق من تركيا. ويضيف بشور: «مكان وزمان انطلاق (أسطول الحرية2) موضع دراسة ولن يتم الإعلان عنهما، كي لا تتعرض الدولة التي ننطلق منها للضغط كما يحصل للبنان حاليا». ويضيف بشور: «أقوم برحلات إلى دول مختلفة لتنسيق انطلاقة الأسطول الذي سيضم سفنا عربية من دول مختلفة، وكذلك من ماليزيا ودول إسلامية أخرى، ومن أميركا اللاتينية وثمة سفينة من أستراليا ستأتي وعلى متنها نواب. لقد كنت في الجزائر وذاهب إلى مصر وتونس والمغرب والسودان». ويضيف بشور: «نحن نعمل تحت غطاء اللجنة الدولية لرفع الحصار عن غزة، التي رئيسها الفخري هو رئيس الوزراء اللبناني الأسبق سليم الحص».

ومن جانب آخر، عقد مطران القدس المُبعد هيلاريون كبوشي، مؤتمرا صحافيا في بيروت، يوم أمس، أطلق من خلاله نداء للحكومة التركية للمساعدة في استعادة سفينة الحرية اللبنانية، التي صادرتها إسرائيل من سنة ونصف السنة، ولم تعدها لأصحابها. وطالب كبوشي الحكومة التركية التي تفاوض حاليا لاستعادة سفينتها «مرمرة» أن تساعد في استعادة السفينة اللبنانية وتطالب إسرائيل بالتعويض عن الأذى الذي تسببت فيه.

وجدير بالذكر أن الإعداد لإطلاق السفينتين «مريم» و«ناجي العلي»، اللتين يتوقع إبحارهما خلال 48 ساعة، يتم وسط تهديدات إسرائيلية بالتصدي بشتى السبل لأي سفينة تحاول كسر الحصار البحري على غزة، وأن التعامل مع سفن آتية من تركيا يختلف عنه حين تأتي هذه السفن من مرفأ معاد. وكان لبنان قد تبلغ من الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، وعبر ممثله في بيروت مايكل ويليامز مخاوف المنظمة الدولية من أن يؤدي الموقف الإسرائيلي من إبحار أي سفينة لبنانية إلى تصعيد الموقف في المنطقة. ويتعرض لبنان لضغوط دولية مختلفة لمنع السفينتين من الإبحار باتجاه غزه.