العراق: استقالة وزير الكهرباء على خلفية الاحتجاجات

دعوات للعصيان وشل تصدير النفط في البصرة.. و17 مصابا حصيلة المظاهرات في الناصرية

جانب من المظاهرات التي انطلقت في مدينة النجف احتجاجا على أزمة الكهرباء، أمس («الشرق الأوسط»)
TT

قدم وزير الكهرباء في العراق كريم وحيد استقالته مساء أمس إثر مظاهرات صاخبة بدأت قبل يومين بسبب انقطاع التيار في ظل درجات حرارة قاربت الستين في جنوب البلاد.

وأعلن وحيد خلال لقاء مع قناة «العراقية» الرسمية تقديم استقالته، واضعا نفسه بتصرف رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي.

وجاء ذلك في الوقت الذي تسعى فيه الحكومة المحلية في البصرة إلى لملمة تداعيات «مظاهرة الكهرباء» التي شهدتها المحافظة السبت الماضي، والتي ارتفع عدد ضحاياها إلى اثنين بعد وفاة أحد جرحى المظاهرة في وقت لاحق.

وتخشى إدارة المحافظة تحول المظاهرة إلى انتفاضة تمتد إلى المحافظات الأخرى، ويأتي ذلك بينما يترقب الأهالي جدوى الإجراءات المتخذة لتلبية مطالبيهم وسط أحاديث على ضرورة إشراك عمال النفط في الاعتصام القادم ووقف تدفق النفط العراقي المصدر إلى الخارج في حالة فشل الإجراءات الآنية المتخذة لمعالجة الأزمة. وأرسل رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وفدا وزاريا إلى المحافظة لمعالجة الأزمة، وتقرر زيادة حصة المحافظة من الكهرباء، كما تم إعفاء عدد من المسؤولين في وزارة الكهرباء ونقل آخرين.

وقال رؤساء وأعضاء مجالس بلدية إنهم بصدد إقامة عدد من الإضرابات والاعتصامات في حالة عدم جدوى الإجراءات التي وعدت بها المحافظة والحكومة المركزية لتحسين الطاقة، وأكدوا أن «أول الاعتصامات تشمل وقف تصدير النفط العراقي إلى الخارج باعتباره الصوت الأقوى لتلبية مطالبهم».

إلى ذلك، أصيب 17 شخصا في صفوف الشرطة خلال مظاهرة في مدينة الناصرية أمس، لليوم الثاني على التوالي، احتجاجا على النقص الحاد في التيار الكهربائي.

وسار مئات المتظاهرين من ساحة الحبوبي وسط الناصرية، كبرى مدن ذي قار، باتجاه مبنى مجلس المحافظة، رافعين لافتات منددة بالحكومتين المركزية والمحلية، مطالبين بإقالة وزير الكهرباء كريم وحيد.

وتخللت المظاهرة أعمال شغب عندما قام عدد من المتظاهرين برشق مبنى مجلس المحافظة بالحجارة، الأمر الذي استدعى تدخل قوات مكافحة الشغب. واستخدمت الشرطة خراطيم المياه لتفريق المتظاهرين بعد أن وضعت حواجز وأسلاكا شائكة حول مبنى مجلس المحافظة.

وقالت المصادر إن «قوات الشرطة اعتقلت ضابطا برتبة نقيب انضم إلى المتظاهرين وحضهم على العنف». وامتدت المظاهرات إلى مدينة النجف، حيث تظاهر عمال الإسمنت بسبب وقف أعمالهم جراء انقطاع الكهرباء.