علاوي يتهم الحكومة العراقية بالمساهمة في تمهيد الأجواء لاغتياله.. ومسؤول ينفي

مستشار المالكي لـ «الشرق الأوسط»: كل المسؤولين في دائرة الاستهداف وتلميحات زعيم «العراقية» خطيرة

TT

أكدت الحكومة العراقية أن أمن أي سياسي عراقي هو من مسؤولية الأجهزة الأمنية، وأن على السياسي أن يقدم الدعم لتلك الأجهزة لا أن يتهمها، مشيرة إلى أن اتهام الحكومة بتمهيد الأجواء لاغتيال بعض الشخصيات السياسية أمر خطير ومبالغ فيه، وإذا صح فإن له أغراضا سياسية وليست أمنية.

وجاء ذلك ردا على تصريحات أدلى بها إياد علاوي زعيم القائمة العراقية، ورئيس الوزراء الأسبق، التي لمح من خلالها إلى أن الحكومة العراقية المنتهية ولايتها برئاسة منافسه رئيس الوزراء نوري المالكي قد تكون تسهم في تهيئة الأجواء لهؤلاء الذين يستهدفونه.

وقال علاوي في حوار مع صحيفة «التايمز» البريطانية، أمس، إنه تلقى تحذيرات من مخططات لاغتياله، وأضاف أن مخاوفه المتزايدة من التعرض للقتل دفعته لطلب إجراءات أمنية مشددة من الأميركيين الذين وضعوا مزيدا من الكتل الإسمنتية في محيط منزله.

وقال علاوي إنه طلب من الحكومة وضع المزيد من إجراءات الحماية حول منزله لكن المسؤولين الأمنيين رفضوا، مما دفعه إلى طلب تدابير إضافية من الأميركيين الذين وافقوا على وضع حواجز إضافية. وأضاف «هذه الحماية هي أكبر من تلك التي كنت أحظى بها سابقا حتى في أوج أعمال العنف قبل سنتين وثلاث وأربع سنوات». وأضاف «لقد تلقيت رسالة من الأميركيين تقول إن هناك مخططا ضدي». وقال «ثم ألغني أصدقاء آخرون في مناصب عليا بالأمر نفسه، إنها مخططات أشخاص أشرار»، حسبما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية.

وردا على سؤال حول الجهة التي قد تكون تريد اغتياله قال «لا أعلم»، لكنه لمح إلى أن الحكومة المنتهية ولايتها برئاسة منافسه رئيس الوزراء نوري المالكي قد تكون تسهم في تهيئة الأجواء لهؤلاء الذين يستهدفونه. وتأتي تعليقاته بعدما تم اغتيال عضوين من لائحته «العراقية» في الأسابيع الماضية في الموصل (شمال).

ومن جانبه، وصف علي الموسوي المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء تلميحات علاوي حول احتمالية مساهمة الحكومة بتحضير الأجواء لاغتياله بأنها «خطيرة»، مؤكدا «ضرورة تقديم أدلة تثبتها». وأضاف أن «زعيم القائمة العراقية كان قد أكد في مؤتمر صحافي أن وزير الدفاع كان أحد الذين حذروه من محاولة اغتياله فكيف بالحكومة تمهد الطريق لاغتياله؟».

وقال الموسوي لـ«الشرق الأوسط» إن «كل المسؤولين العراقيين والسياسيين هم في دائرة الاستهداف خصوصا مع اشتداد السجال السياسي الحاصل في البلاد وأن تنظيمات القاعدة ومن يؤيدها من البعثيين تستغل هذه الفترات لاستهداف السياسيين والمسؤولين لإثارة المشاكل».

وشدد الموسوي على أن «أطرافا في القائمة العراقية لمحوا غير مرة إلى أن التركيز على هذه الحالات مبالغ فيه»، لكنه أشار أيضا إلى أن «الأجهزة الأمنية من واجبها توفير الحماية لجميع المسؤولين والسياسيين حتى وإن كانوا معارضين للحكومة لكن في الوقت نفسه على السياسيين تقديم الدعم لتلك الأجهزة وليس اتهامها».

وكان علاوي قد اتهم الحكومة العراقية بعدم توفير الحماية اللازمة له كما أنها منعت طائرته الخاصة من استخدام قاعدة المثنى العسكرية في مطار بغداد. وكانت مصادر قد أبلغت «الشرق الأوسط» بأن الهدف من منع علاوي استخدام المطار هو لتسهيل عملية اغتياله.

وقال ذكر علاوي حينها بأنه كان قد سمح له ولمسؤولين ستة آخرين باستخدام هذه القاعدة في رحلاتهم الخارجية والداخلية، وأشارت مصادر إلى أن من بينهم المالكي والرئيس العراقي جلال طالباني ونائباه ورئيس الوزراء السابق إبراهيم الجعفري.