نتنياهو: ندرس وسائل أخرى لتحرير شاليط.. ولا نكتفي بالمفاوضات

تشكيل لوبي واسع في الكنيست لدعم رئيس الوزراء

TT

بعد يومين من تصريح أحد أصدقائه المقربين بضرورة وضع خطة عسكرية لتحرير جلعاد شاليط، الجندي الإسرائيلي الأسير لدى حركة حماس، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أمس، أن حكومته لا تكتفي بالمفاوضات لإطلاق سراح شاليط بل تفحص وتدرس وسائل أخرى لتحريره.

وقال نتنياهو، الذي كان يتحدث في اجتماع للجنة الخارجية والأمن في الكنيست (البرلمان) الإسرائيلي، إن آخر تطورات المفاوضات مع حماس، أن الوسيط الألماني قدم للطرفين اقتراحا متكاملا للصفقة، ينص على إطلاق سراح 450 أسيرا فلسطينيا ممن طلبتهم حماس و550 أسيرا تختارهم إسرائيل وتطلق سراحهم كبادرة حسن نية تجاه مصر وشكرها على جهودها في إنجاز الصفقة، فقبلت إسرائيل هذا الاقتراح. لكن حماس لم ترد بعد عليه. ولذلك لم تنفذ الصفقة بعد.

يذكر أن موضوع شاليط، عاد ليتربع على رأس النقاش الداخلي في إسرائيل، بعد أن قررت عائلة الجندي الإسرائيلي الأسير لدى حماس، الكف عن صمتها والعودة إلى النشاط الكفاحي في الشارع. وستطلق مسيرة طيلة 12 يوما سيرا من بيت العائلة في الجليل الأعلى وحتى بيت نتنياهو في القدس الغربية.

واستقطبت هذه المسيرة، حتى الآن نحو 10 آلاف شخص يمثلون مختلف الاتجاهات والتيارات في المجتمع الإسرائيلي، أعلنوا أنهم سيشاركون في هذا الجهد وغيره من أجل إطلاق سراح شاليط.

ووجد نتنياهو نفسه في مواجهة جبهة جديدة قوية وواسعة في الداخل الإسرائيلي، لذلك خرج بتصريحات دافع فيها عن سياسته. فقال إن حكومته تعاملت بشكل إيجابي مع صفقة تبادل الأسرى مع حماس، مع أنها تعارض مبدأ التفاوض حول تبادل أسرى، وخصوصا مع تنظيم إرهابي مثل حماس. مشيرا إلى أنه بفضل نشاط هذه الحكومة وإصرارها، تم الحصول على عدة إشارات تدل على أن شاليط حي يرزق، حيث ظهر في شريط مسجل بثه تلفزيون حماس. وبهذا، تصبح حياة شاليط في رقبة قادة حماس، ولن يستطيعوا الآن المساس به.

وأوضح نتنياهو أن من بين الخلافات مع حماس في المفاوضات، رفض إسرائيل إطلاق سراح الأسرى في الضفة الغربية. وقال إن هناك أسبابا أمنية تجعل إسرائيل تصر على هذا الموقف، وذلك لأن غالبية الأسرى الذين تحرروا في الصفقات الماضية عادوا لممارسة الإرهاب، وآخرهم، أحد المحررين في صفقة تننباوم مع حزب الله، الذي اعتقل مؤخرا لاشتراكه في عملية قتل مستوطن إسرائيلي.

وفي غضون ذلك، تحركت بعض قوى اليمين لمناصرة نتنياهو في موقفه، وأقام اللواء في جيش الاحتياط الإسرائيلي، عوزي ديان، مجلس أمن قومي مستقلا. وديان هو الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي، وصديق نتنياهو، والمرشح في قائمة الليكود في الانتخابات الأخيرة. وقال ديان إن هدفه من هذا المجلس هو إعطاء منبر لأولئك الخبراء في السياسة الاستراتيجية الذين ينطقون بآراء غير مقبولة في الصحف.

وقال ديان إن على الحكومة أن لا تسمح بإطلاق سراح مروان البرغوثي وأحمد سعدات وأمثالهما، وإن الطريقة الوحيدة لإطلاق سراح شاليط، هي تخويف حماس وليس الرضوخ لها.

وسئل ديان عن كيف يمكن تخويف حماس، فأجاب: بوضع خطة صريحة لإطلاق سراح شاليط بالقوة العسكرية. وأضاف أن القيادة السياسية العسكرية السابقة في إسرائيل أخطأت وارتكبت حماقة عندما أنهت الحرب على غزة قبل سنة ونصف السنة من دون اعتقال ألف إلى ألفي شخص من قادة حماس، ومن دون إصابة عدد أكبر من قادتها، بمن فيهم إسماعيل هنية. ودعا إلى تصحيح هذا الخطأ فورا، بوضع خطة علنية وطرحها أمام حماس بالقول: اختاروا ما بين إطلاق سراح شاليط أو تنفيذ هذه الخطة.

ومن جهة ثانية، أقامت عضو الكنيست، ميري ريجف، من حزب الليكود، مجموعة ضغط برلمانية، بالاشتراك مع شاؤول موفاز من حزب كديما المعارض، وايتان كابل من حزب العمل، من أجل إطلاق سراح شاليط. وقالت ريجف إن هذا اللوبي لن يعمل ضد نتنياهو، بل سيعمل إلى جانبه، ويهدف إلى تقويته في المفاوضات بشأن إطلاق سراح شاليط. وكانت عائلة شاليط، قررت إطلاق مسيرتها يوم الأحد الماضي على امتداد 5 أيام، لكنها في ضوء التأييد الواسع لها، قررت تأجيلها إلى الأحد المقبل، وتمديدها إلى 12 يوما. وفي ختام المسيرة سيعتصم أفراد عائلة شاليط وأصدقاؤه في خيمة أمام بيت نتنياهو، معلنين أنهم لن يبرحوا المكان قبل إطلاق سراح ابنهم. واجتمعت العائلة مع أفراد اللوبي البرلماني، أمس، في الكنيست، وأطلعتهم على السبل التي اتبعتها حتى الآن لمساعدة نتنياهو على إدارة المفاوضات. وقال نوعم شاليط إن نتنياهو برهن على أنه مثل سابقه (إيهود أولمرت)، لم يفعل شيئا لإطلاق سراح الجندي الذي أرسلته إسرائيل للقتال باسمها.