واشنطن تطالب «كل الفلسطينيين بإثبات اهتمامهم بالنتائج بدلا من التصريحات»

تركيز أميركي على العمل للانتقال إلى مفاوضات مباشرة بعد زيارة نتنياهو

TT

في وقت رحب البيت الأبيض بتخفيف إسرائيل للحصار على قطاع غزة، تراقب واشنطن إمكانية إحراز مصالحة فلسطينية تساعد على تهدئة الأوضاع في الأراضي الفلسطينية ولكن بناء على الشروط المعروفة المفروضة على حماس، وأولها الاعتراف بإسرائيل. وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية لـ«الشرق الأوسط»: «إننا دائما عبرنا عن تأييدنا للوحدة الفلسطينية، بالإضافة إلى (دعمنا) للرئيس (الفلسطيني محمود) عباس ورئيس الوزراء (سلام) فياض كقادة شرعيين للسلطة الفلسطينية». وأضاف: «نحن نطالب كل الفلسطينيين بإثبات أنهم مهتمون أكثر بالنتائج بدلا من التصريحات»، لافتا إلى قناعة الإدارة الأميركية بجدية عباس وفياض بالعمل على دولة فلسطينية مستقلة مبنية على حل سلمي. وكرر المسؤول الموقف الأميركي تجاه حماس، قائلا: «من أجل لعب دور في تحقيق الطموح الفلسطيني لصالح الشعب الفلسطيني، على حماس نبذ العنف والاعتراف باتفاقات (السلام) السابقة والاعتراف بحق إسرائيل في الوجود».

وقال المسؤول الأميركي إن الولايات المتحدة ستبحث مع شركائها «طرقا إضافية لتحسين الوضع في غزة، بما في ذلك حرية أكبر للحركة والتجارة بين غزة والضفة الغربية». ويتشاور مسؤولون أميركيون مع الفلسطينيين والإسرائيليين والأوروبيين والرباعية الدولية كيفية تحسين الحركة والتجارة بين الأراضي الفلسطينية خلال الفترة المقبلة. وتحرص الإدارة الأميركية على أن توصيل المواد الغذائية إلى غزة يكون عبر البر، حيث أوضح المسؤول أن واشنطن تطالب «كل من يرغب في توصيل المنتجات بأن يفعل ذلك من خلال القنوات المتفق عليها كي يتم تفتيش ونقل الشحنات عبر المعابر البرية إلى غزة». وكرر أنه «لا يوجد حاجة للمواجهات غير الضرورية.. ونناشد كل الأطراف بالتصرف بمسؤولية لمعالجة احتياجات شعب غزة».

وفي الوقت نفسه امتنعت الولايات المتحدة عن إعلان رغبتها في رفع الحصار بشكل كامل عن غزة، إذ التزم البيت الأبيض في بيان حول رفع إسرائيل للحصار بأنه «من غير الممكن استمرار الأوضاع في غزة». وشدد الناطق باسم البيت الأبيض روبرت غيبس على «إعادة التأكيد على حق إسرائيل في الدفاع عن النفس والتزامنا للعمل مع إسرائيل وشركائنا الدوليين لمنع التهريب غير الشرعي للأسلحة والذخائر لغزة».

ومن جهة أخرى، تعمل واشنطن على التوصل إلى اتفاق الفلسطينيين والإسرائيليين على قضيتي الأمن والحدود من أجل العمل على بدء مفاوضات مباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وقالت مصادر أميركية مطلعة إن «عامل الوقت مهم»، خصوصا أن إعلان نتنياهو بتجميد الاستيطان لفترة 10 أشهر ينتهي في الخريف، بينما الموعد الذي حدده الوزراء العرب للتوصل إلى نتيجة في المحادثات الأولية مع إسرائيل ينتهي في فترة مماثلة، مما قد يعني فترة جديدة من التوتر وإخفاق فرص الانطلاق إلى محادثات مباشرة.

وقال المسؤول الأميركية إن خلال زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى واشنطن «سنبحث طريقة لجعلهم (الفلسطينيين والإسرائيليين) يجلسون على طاولة (المفاوضات) في أسرع وقت ممكن». وكانت الإدارة الأميركية حريصة على تحريك موضوع الحصار في غزة قبل وصول نتنياهو إلى واشنطن ولقائه مع الرئيس الأميركي باراك أوباما في 6 يوليو (تموز) كي لا تكون الأوضاع في القطاع المحور الرئيسي للزيارة وتسليط الأضواء عليها خلال الزيارة. ويذكر أن عباس أبلغ الرئيس الأميركي خلال لقائه الأخير في البيت الأبيض أنه مستعد لبدء المفاوضات مع الإسرائيليين، حيث تركها رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت. وبينما يستعد البيت الأبيض لاستقبال نتنياهو، يشدد أعضاء الكونغرس من الحزب الديمقراطي على تأييد أوباما لإسرائيل، خوفا من تبعات تصورات بأن أوباما شديد على إسرائيل قد تؤدي إلى إضعافهم في انتخابات الكونغرس الربيع المقبل.