الليكود ينوي استئناف البناء الاستيطاني عشية لقاء نتنياهو مع أوباما

كراولي: واشنطن «قلقة» بشأن الخطط التي أعلنتها بلدية القدس

TT

في الوقت الذي يستعد فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، للسفر إلى واشنطن ولقاء الرئيس الأميركي، باراك أوباما، وهو ما اعتبر «صفحة جديدة» في العلاقات بينهما، كشف النقاب عن استفزازين استيطانيين في القدس والضفة الغربية، أحدهما من حزبه.

فمن جهة، قررت لجنة التنظيم المحلية في بلدية القدس الغربية، أمس، المصادقة على مشروع استيطاني في حي سلوان الفلسطيني في القدس الشرقية، ومن جهة ثانية، قررت قيادة حزب الليكود الحاكم في إسرائيل عقد اجتماع للمجلس المركزي بعد غد الخميس لإقرار برنامج لاستئناف البناء الاستيطاني المجمد في الضفة الغربية. وفي حين اتخذ القرار من دون علم نتنياهو، ويحتاج إلى مصادقات حكومية، فإن البحث في الليكود يتم بتنسيق مع نتنياهو.

وكان المشروع في حي سلوان، قد أثار ضجة كبرى في صفوف الفلسطينيين وقوى السلام الإسرائيلية اليهودية، وهو ينطوي على إقامة بستان في منطقة بها 88 بيتا فلسطينيا. ويقضي المشروع بهدم 22 بيتا من هذه البيوت، ومنح تراخيص لبقية البيوت.

أما البناء الاستيطاني في الضفة الغربية، فكانت حكومة نتنياهو قد جمدته بشكل جزئي لمدة عشرة شهور، تنتهي في 26 سبتمبر (أيلول) القادم، على أمل أن تستأنف مفاوضات السلام مع الفلسطينيين خلال هذه الفترة.

وأدانت السلطة الفلسطينية الخطة الإسرائيلية التي تستلزم هدم نحو 22 منزلا فلسطينيا في حي البستان في سلوان، وهي خطة قديمة كان ضغط نتنياهو لتأجيلها تفاديا لخلافات أكبر مع الولايات المتحدة، لكن بلدية الاحتلال في القدس أقرت الخطة أمس.

وقال صائب عريقات رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير إن قرار هدم المنازل سينسف المفاوضات غير المباشرة، وعملية السلام برمتها.

وأكد عريقات أن السلطة الفلسطينية ستتوجه إلى الإدارة الأميركية والمجتمع الدولي لتغيير القرار الإسرائيلي.

الى ذلك, قالت وزارة الخارجية الأميركية أمس إن واشنطن «قلقة» بشأن الخطط التي أعلنتها بلدية القدس للمضي قدما في بناء حديقة أثرية في المدينة، تتطلب هدم منازل فلسطينيين.

وقال فيليب كراولي المتحدث باسم الخارجية الأميركية: «نعتقد أن هذا النوع من الخطوات يقوض الثقة التي تعد أساسية في تحقيق التقدم في المحادثات غير المباشرة والمفاوضات المباشرة التي يمكن أن تجري لاحقا»، في إشارة إلى الجهود الأميركية لدفع محادثات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وأضاف: «نحن قلقون بشأن هذا. وقد أجرينا الكثير من المحادثات مع الحكومة الإسرائيلية حول ذلك».

وسيسافر نتنياهو إلى واشنطن للقاء أوباما في السادس من يوليو (تموز) القادم. من هنا فإن البحث في الليكود والقرار بشأن هدم البيوت في سلوان، يثير انتقادات في إسرائيل، حيث يرون أنهما يظللان لقاء نتنياهو - أوباما بغيوم سوداء وأجواء متكدرة، ويهددان بأزمة جديدة بين البلدين.

وطرحت تساؤلات في إسرائيل، أمس، عن الجهة ذات المصلحة في هذا التدهور الجديد، خصوصا وأن نتنياهو نفسه كان شريكا في القرار حول أبحاث مجلس الليكود المركزي. وتوقعت مصادر سياسية، أمس، أن يتصدر هذا الموضوع جدول المباحثات في لقاء القمة في واشنطن، ويخفض المواضيع الأخرى الأكثر أهمية إلى قاع الجدول.

وتطرق نتنياهو نفسه إلى هذا اللقاء، أمس، خلال اجتماعه بلجنة الخارجية والأمن البرلمانية. فقال إنه سيسافر إلى واشنطن لكي يبحث في سبل دفع المفاوضات مع الفلسطينيين إلى الأمام. وتعرضت له رئيسة المعارضة، تسيبي ليفني، قائلة إن العزلة التي تواجهها إسرائيل في الشهور الأخيرة، والتي تتفاقم بشكل غير مسبوق، تعود إلى سياسة نتنياهو الفاشلة، التي قادت إلى الجمود في عملية السلام. وقالت إنها لا تفهم كيف يسمح نتنياهو بوضع مصالح إسرائيل القومية العليا على مذبح الحسابات الحزبية الضيقة والخوف من اليمين المتطرف. وحذرت من أن هذه السياسية باتت تمس مصالح إسرائيل القومية، وتهدد بأزمة خطيرة في العلاقات مع أصدق أصدقاء إسرائيل في العالم، خصوصا الولايات المتحدة.

ورد نتنياهو قائلا إنه يوافقها على الأهمية العظمى للمسيرة السلمية، ولكنه أضاف أن سبب الجمود يكمن في السلطة الفلسطينية التي رفضت الدخول في مفاوضات كل هذه الشهور، وأضاعت وقتا ثمينا. وقال إن إسرائيل تريد مفاوضات من اليوم الأول، وتريدها مباشرة ومكثفة وبشكل يومي. وادعى أن السلطة الفلسطينية تعاني من ضعف موضوعي، مشيرا إلى أن انقلاب حماس ومواقف سورية وإيران هي التي تضعف السلطة وليس إسرائيل. وبسبب هذا الضعف، تتردد السلطة في التقدم في المفاوضات.

ورفض نتنياهو أن تكون حكومته هي المسؤولة عن تدهور العلاقات مع مصر والأردن وتركيا وسائر دول العالم. فقال إن العلاقات مع مصر رتيبة وعادية، وإن إسرائيل ترى في مصر مصدرا للاستقرار في الشرق الأوسط. وإن الأردن مخلص لاتفاقية السلام مع إسرائيل. وتركيا تفتعل الأزمة مع إسرائيل لأنها تفتش عن وسيلة لتدجين العالم العربي حتى يقبل بها زعيمة للعالم الإسلامي، وتفعل ذلك على أكتاف إسرائيل، و«لكنها بدأت تدفع ثمنا باهظا في المجتمع الدولي بسبب هذا الموقف». واعتبر نتنياهو سورية دولة موالية لإيران، التي تزودها بالأسلحة مجانا.