إسلام آباد: مقتل 13 إسلاميا بينهم لبناني وسعوديان وفلسطيني وتركي

في ضربة صاروخية أميركية استهدفت اجتماعا للأصوليين في وزيرستان

جنود باكستانيون يقفون في وضع الاستعداد لدى وصول عائلة رئيسة الوزراء الراحلة بي نظير بوتو لإحياء ذكرى ميلادها في مقابر العائلة في لاركانا أمس (رويترز)
TT

قتل ما لا يقل عن 13 شخصا بينهم عدد من العناصر العربية ولبناني من قيادات حزب الله كان يعيش في ألمانيا قبل انتقاله إلى الشريط القبلي، نتيجة ضربة صاروخية يشتبه في أنها أميركية استهدفت المنطقة القبلية في شمال وزيرستان، وفق مسؤولين استخباراتيين. واستهدفت طائرة من دون طيار منزلا في قرية تبعد بنحو 25 كيلومترا شرق بلدة ميرانشاه. وأكدت مصادر الاستخبارات الباكستانية لـ«الشرق الأوسط» أن ضمن القتلى سعوديين وفلسطينيين وتركي ولبناني، في الضربة الصاروخية التي استهدفت اجتماعا للأصوليين في قرية انزر كالي. وقتل في الهجوم أيضا أكثر من عشرة من عناصر طالبان الباكستانية. وأكدت مصادر استخبارية في باكستان أن اللبناني محمد علي حمادة قتل أمس في هجوم نفذته طائرة أميركية من دون طيار على مخبأ لمجموعات إسلامية شمال البلاد. وقال متحدث باسم الاستخبارات الباكستانية لم يذكر اسمه، إن الشخص اللبناني الذي قتل أمس قضى أعواما طويلة في ألمانيا مسجونا، مبينا أن مجموعة من أتباعه قتلت معه حين أصاب صاروخ أطلقته طائرة أميركية من دون طيار مخبأ للجماعة في منطقة القبائل في وزيرستان الشمالية. لم يصدر عن الحكومة الباكستانية أو قيادة الجيش الباكستاني أي تعليق على هذه الحادثة حتى الآن. وكان حمادة الذي تثور مزاعم بأنه عضو في جماعة حزب الله اللبنانية، أطلق سراحه من أحد السجون الألمانية عام 2005 مقابل كفالة مالية بعد قضائه نحو 19 عاما في السجن. وكانت الحكومة الأميركية رصدت عام 2007 مكافأة قدرها 5 ملايين دولار لمن يسلمها حمادة الذي كانت تتوقع وجوده مؤخرا في لبنان. وتقول معلومات استخبارية إن حمادة الذي قاتل من قبل في صفوف حزب الله في لبنان، سافر إلى أفغانستان عام 2009 وانتقل بعد ذلك بقليل إلى وزيرستان الشمالية وانضم إلى جماعة الجهاد الإسلامي ذات الصلة بـ«القاعدة». وكانت محكمة الولاية في فرانكفورت أصدرت عام 1989 حكما بالسجن مدى الحياة على حمادة إثر قيامه بالتعاون مع عدد من أتباعه باختطاف طائرة تابعة لشركة «تي دبليو إي» العالمية على متنها 153 راكبا معظمهم من الأميركيين بعد إقلاعها من أثينا. وقام حمادة وأنصاره بقتل عدد من الرهائن أثناء احتجازهم للطائرة على مدار يومين، وكانت الجماعة تسعى بهذه العملية إلى إرغام إسرائيل على إطلاق سراح 700 أسير لديها. وكان حمادة ألقي القبض عليه في مطار فرانكفورت عام 1987، بينما كان يحاول تهريب مواد متفجرة إلى ألمانيا». ونقلت الوكالة عن معلومات استخبارية أن حمادة قاتل في صفوف حزب الله وبعدها انتقل إلى وزيرستان الشمالية وانضم إلى جماعة «الجهاد الإسلامي» ذات الصلة بـ«القاعدة». وتتعرض المناطق القبلية في باكستان، التي ينشط فيها تنظيم القاعدة وحركة طالبان، مرارا لهجمات بطائرات من دون طيار يشتبه بأنها أميركية. وكان الرجل الثالث في تنظيم القاعدة والمسؤول عن العمليات في أفغانستان، مصطفى أبو اليزيد، قتل الشهر الماضي في شمال وزيرستان نتيجة ضربة جوية مماثلة. وقال سكان محليون إن ثلاث طائرات شوهدت تحلق في سماء المنطقة قبل أن تطلق صاروخين باتجاه المنزل الذي كان يجتمع فيه الإسلاميون. وأضاف الشهود قائلين إنهم يخشون الاقتراب من المنزل الذي استهدفه القصف مخافة تعرضهم إلى القتل. ويقول مسؤولون إن نحو 70 هجوما جويا بطائرات من دون طيار أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 200 شخص في شمال وجنوب وزيرستان منذ بداية السنة الحالية.