غيتس: الهجوم في أفغانستان «صعب» لكنه «يحرز تقدما»

كابل: مقتل 4 في تحطم مروحية للناتو.. و300 جندي خسائر بريطانيا

جنود من الشرطة الأفغانية يفتشون فلاحين أفغانا عند إحدى نقاط التفتيش في قرية داند جنوب قندهار (رويترز)
TT

أقر وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس أول من أمس بأن الهجوم الذي تشنه القوات الدولية على متمردي طالبان في أفغانستان «صعب»، ويترافق مع «خسائر كبيرة» في الأرواح، لكنه رغم كل شيء يحرز تقدما. وقال في مقابلة مع تلفزيون «فوكس نيوز»، إنها «عملية صعبة ونتكبد خسائر كبيرة كما كنا نتوقع»، لكنه أضاف «المهم أننا نحرز تقدما، ولكن بوتيرة أبطأ مما كان متوقعا، وهذا بالطبع يثير قلقنا». وسئل عن تصريحات أدلى بها الجنرال ستانلي ماكريستال القائد الأعلى الأميركي لقوات حلف شمال الأطلسي في أفغانستان مؤخرا قال فيها إن العمليات تتقدم ببطء أكبر بسبب الصعوبات على الأرض، فقال غيتس «أعتقد أن الوضع يوصف بسلبية مبالغ بها». وتابع «أعتقد أيضا أنه في رسالته إلى وزراء الحلف الأطلسي - في العاشر من يونيو (حزيران) - قال ماكريستال إنه واثق من قدرته على أن يثبت بحلول ديسمبر (كانون الأول) أنه لا يطبق الاستراتيجية المناسبة فحسب، بل أيضا أننا نحرز تقدما». وأوضح أن «هذه الاستراتيجية تطبق منذ 4 أو 5 أشهر فقط» بمشاركة قسم من التعزيزات فقط، مذكرا بأن «الرئيس قال إننا سننتظر حتى ديسمبر قبل تقييم النتائج». وأضاف «أعتقد أن هناك تسرعا في إصدار الأحكام» حول الوضع وبصراحة، «إننا ننسى أننا في منتصف الطريق فقط لتطبيق جميع عناصر (الاستراتيجية)». وقال أيضا إن «الجيش الأفغاني يفترض أن يكون بالتأكيد مستعدا لتولي مسؤوليات أساسية على الصعيد الأمني في بعض المناطق الأفغانية بحلول سنة اعتبارا من يوليو (تموز) 2011»، التاريخ المقرر لبدء انسحاب القوات الأميركية من هذا البلد. لكن غيتس نفى تلميحات إلى أن القوات الأميركية ستغادر أفغانستان بأعداد كبيرة في ذلك التاريخ، وقال لشبكة «فوكس نيوز» إن «هذا لم يتقرر إطلاقا». وكان نائب الرئيس جو بايدن المتحفظ سابقا على استراتيجية تعزيز القوات في أفغانستان قال بحسب ما ورد في كتاب لجوناثان آلتر صدر مؤخرا «سوف تشهدون في يوليو 2011 خروج عدد كبير من العناصر (من أفغانستان)، أؤكد لكم ذلك». وامتنع كبير موظفي البيت الأبيض رام إيمانويل عن نفي كلام بايدن في مقابلة أجرتها معه شبكة «إيه بي سي»، لكنه لفت مثل غيتس إلى أن حجم الانسحاب سيتوقف على الظروف الأمنية. وقال «الكل يعرف أن هناك تاريخا ثابتا. وهذا التاريخ الثابت هو تاريخ يتعلق بالتعزيزات، بالعناصر الـ30 ألفا الإضافية». وتابع أن «ما سيتم تحديده بهذا التاريخ سيكون مستوى تخفيض القوات ومداه». وكان قائد القوات الأميركية في العراق وأفغانستان الجنرال ديفيد بترايوس شدد الأسبوع الماضي خلال جلسة استماع في مجلس الشيوخ على أنه لن يكون من الممكن الانسحاب من أفغانستان إلا إذا كانت الظروف الأمنية مرضية، وفي حال كانت الحكومة الأفغانية على استعداد لتولي المسؤوليات عن القوات الأميركية. وقال «من المهم أن نرى تاريخ يوليو 2011 على ما هو: تاريخ بدء عملية تحيط بها شروط». وأوضح غيتس معلقا على الكلام المنسوب إلى بايدن أن «الوتيرة التي سيجري بها هذا الانسحاب وحجمه سيتمان وفق شروط يحددها الجنرال ماكريستال وكبار المسؤولين المدنيين في الحلف الأطلسي.. والحكومة الأفغانية».

كما أقر باستمرار مشكلة الفساد في صفوف القوات المسلحة الأفغانية، إذ رد إيجابا على صحافي سأله عن صحة أنباء أفادت بأن بعض الضباط يسرقون أجور المجندين. غير أن أعضاء في الكونغرس من الديمقراطيين والجمهوريين عبروا عن مخاوف متزايدة بشأن الوضع في أفغانستان. وقالت ديان فينستاين رئيسة لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ، إن حركة طالبان تسيطر أو تنشط في 40% من الأراضي الأفغانية، وإن النزاع «ينتشر»، مشيرة إلى قيام مجموعات من المتمردين بمهاجمة قواتهم وأموالهم. وحذرت من أنه «إذا فقدنا أفغانستان، فستكون باكستان التالية. وهذا ما ينذر بالشر لأن باكستان (قوة) نووية». كما قال ريتشارد لوغار السيناتور الجمهوري النافذ، إن «التخلي» عن أفغانستان ليس الحل. من جهة أخرى، أعلنت وزارة الدفاع البريطانية أمس أن حصيلة الخسائر البريطانية في أفغانستان منذ بدء العمليات في هذا البلد عام 2001 بلغت 300 قتيل إثر وفاة جندي في جنوب البلاد متأثرا بجروح أصيب بها أول من أمس. وقالت الوزارة في بيان «بحزن تؤكد وزارة الدفاع مقتل عنصر من فرقة المارينز الملكية الـ40 التابعة للقوة المشتركة في سانغين». وأضافت أن الجندي توفي في مستشفى في برمنغهام بوسط إنجلترا أول من أمس إثر إصابته بجروح بالغة في انفجار في سانغين بولاية هلمند في 12 يونيو.

إلى ذلك قتل 3 جنود أستراليين من قوات النخبة وعسكري أميركي أمس في حادث تحطم طائرة في جنوب أفغانستان، كما أعلن الجيش الأسترالي وقيادة حلف شمال الأطلسي في كابل. وقال رئيس أركان الجيوش الأسترالية انغوس هيوستون «بشعور عميق بالحزن أبلغكم أنه نتيجة الحادث قتل 3 من جنودنا». من جهته قال وزير الدفاع الأسترالي جون فوكنر إن جنديا آخر من حلف شمال الأطلسي قتل أيضا.

وفي كابل، أكدت قيادة حلف شمال الأطلسي لوكالة «فرانس برس» أن القتيل الرابع هو عسكري أميركي. وشددت على أن المروحية لم تسقط بسبب نيران معادية. وذكر وزير الدفاع الأسترالي «بأن أخطر مسرح عمليات هذا أدى إلى مقتل 5 أستراليين خلال أسبوعين فقط، وبحزن كبير نبلغكم اليوم بسقوط الضحايا». والحادث الذي يرفع حصيلة ضحايا أستراليا في أفغانستان إلى 16، يأتي بعد أسبوعين من مقتل جنديين أستراليين في انفجار. وتعهد فوكنر وهيوستون بمواصلة المهمة في أفغانستان حيث تنشر أستراليا نحو 1550 عنصرا في ولاية أوروزغان (جنوب). قد أرسل رئيس الوزراء الأسترالي كيفن راد الذي أعلن أن الحرب لا تحظى بشعبية، تعزيزات بلغت 450 عنصرا السنة الماضية، لكنه رفض دعوات من واشنطن لإرسال المزيد. وفي الأشهر الماضية، يقتل جندي إلى اثنين من قوات حلف شمال الأطلسي يوميا تقريبا في أفغانستان. والجمعة قتل 5 جنود من قوة حلف شمال الأطلسي (3 أميركيين وفرنسي وبريطاني) في هجمات للمتمردين في جنوب وشرق أفغانستان. وهو ثاني حادث مروحية تابعة للحلف الأطلسي يقع في يونيو. ففي 9 من الشهر نفسه أسقط عناصر طالبان مروحية للقوات الدولية في ولاية هلمند وقتل فيها 4 جنود أميركيين. وشهدت القوات الدولية في أفغانستان شهرا أسود في يونيو مع مقتل 30 جنديا في الآونة الأخيرة خلال أسبوع واحد. وفي 7 يونيو قتل 7 أميركيين وأستراليان وفرنسي في هجمات.