رئيسة الحكومة في قرغيزستان تؤيد إجراء استفتاء بالجنوب لتحقيق الاستقرار

صدامات وإطلاق نار في قرية قريبة من «أوش» حيث يقوم الجيش بـ«عملية خاصة»

عسكري من قرغيزستان يلعب الكرة أثناء عملية تفتيش للجيش في قرية يزبيك في ناريمان الواقعة على الحدود الأوزبكية (إ.ب.أ)
TT

تعهدت روزا اوتونباييفا رئيسة الحكومة الانتقالية في قرغيزستان أمس بالمضي قدما في إجراء استفتاء في غضون ستة أيام لتحقيق الاستقرار في البلاد على الرغم من دعوات بتأجيله بعد موجة من أعمال العنف العرقي.

وتوجهت اوتونباييفا جوا إلى جلال آباد إحدى مدن الجنوب التي مزقتها أعمال العنف التي أسفرت عن نزوح 400 ألف من السكان وأثارت مخاوف في الولايات المتحدة وروسيا من أن تمتد الاضطرابات إلى أجزاء أخرى من آسيا الوسطى.

وواجهت حكومتها الانتقالية صعوبات في بسط سيطرتها على جنوب الجمهورية السوفياتية السابقة منذ أن تولت السلطة بعد تمرد يوم السابع من ابريل (نيسان) الذي أطاح بالرئيس السابق كرمان بك باقييف.

وتعتزم الحكومة المؤقتة إجراء استفتاء الأحد المقبل على إصلاح الدستور لنقل مزيد من السلطات لمن يشغل منصب رئيس الوزراء. وقال بعض المسؤولين إنه يتعين تأجيل الاستفتاء بسبب العنف والصعوبات المتعلقة بإدارته في المناطق الجنوبية التي تمزقها الصراعات.

وقالت اوتونباييفا بعد أن حلقت بطائرة هليكوبتر فوق مباني جلال آباد المحترقة «إجراء الاستفتاء أصبح ضرورة لأنه يتعين علينا إيجاد إطار قانوني».

وأضافت: «إذا سمحنا بأي تأخير سيهدد ذلك بالمزيد من عدم الاستقرار». وتخشى الولايات المتحدة وروسيا - اللتان تحتفظ كل منهما بقاعدة جوية في الجمهورية ذات الموقع الاستراتيجي - أن تنتشر الاضطرابات في منطقة تقع على طريق رئيسي لتهريب المخدرات من أفغانستان المجاورة. وكانت موسكو قد قالت إن وزير خارجيتها سيرجي لافروف ووزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون «أكدا على أهمية استفتاء يوم 27 يونيو (حزيران) الحالي.. لتحقيق الاستقرار» خلال اتصال هاتفي بينهما.

وفي حين تشير البيانات الرسمية إلى سقوط 208 قتلى تقول اوتونباييفا إن عشرة أمثال هذا العدد قد يكون قتل في أعمال العنف بين القرغيز والأوزبك التي اندلعت في العاشر من يونيو بهجمات منسقة قام بها مجهولون ملثمون. وتضررت الأسر الأوزبكية في الأساس خلال اضطرابات استمرت 3 أيام فأحرقت أحياء بكاملها. وتقول الأمم المتحدة إن ما يقدر بنحو مليون شخص تضرروا. ويتكدس مئات الألوف من اللاجئين الذين نزحوا من جلال آباد وأوش وغيرهما من مناطق الجنوب في مخيمات على الحدود مع أوزبكستان ولا يصلهم سوى القليل من مياه الشرب والطعام.

ومن جهتها ذكرت مصادر متطابقة أن تبادلا لإطلاق النار وقع صباح أمس في قرية قريبة من أوش جنوب قرغيزستان حيث يقوم الجيش «بعملية خاصة».

وقال ناطق باسم بلدية أوش لوكالة الصحافة الفرنسية: «جرى تبادل لإطلاق النار في ناريمان» البلدة الواقعة على تخوم أوش قرب الحدود الأزبكية، دون أن يعطي تفاصيل إضافية.

وقالت آنا نيستات التي تمثل منظمة هيومن رايتس ووتش إن الحوادث أسفرت عن سقوط قتيلين، لكن السلطات نفت هذه المعلومات. وأضافت أن «20 جريحا نقلوا أمامنا إلى المستشفى وتوفي اثنان آخران متأثرين بجروحهما». وأكد مصدر امني أن الصدامات أسفرت عن سقوط قتيلين.

وذكر صحافي في ناريمان أن القوات الخاصة أوقفت نحو 20 شخصا لكن الشرطة نفت هذه المعلومات. وقال ناطق باسم وزارة الداخلية باكيت سيتوف إن «معلومات ناشطي حقوق الإنسان المتعلقة بسقوط قتيلين وعشرين جريحا في عملية تمشيط محض أكاذيب». وأضاف «لا نملك معلومات تؤكد ذلك»، موضحا أن السلطات تملك وثائق مصورة وأفلام فيديو تؤكد عدم سقوط ضحايا. من جهتها قالت القيادة العسكرية لأوش في بيان أن «عملية خاصة» جرت الاثنين في ناريمان. وقال القائد العسكري لأوش قرصان اسانوف إن «عملية خاصة بدأت في 21 يونيو في أوش ضد أولئك الذين رفضوا تسليم أسلحتهم وسيتم اعتبارهم مقاتلين». وأضاف أن «وحدات في قوى الأمن وضعت تحت إمرة قيادة أوش لضمان تطبيق حالة الطوارئ قامت بعمليات خاصة في قطاع ناريمان في منطقة أوش». وما زال الوضع متوترا في جنوب البلاد إثر أعمال العنف بين الاوزبك والقرغيز التي أسفرت عن سقوط ألفي قتيل، بحسب الرئيسة الانتقالية القرغيزية روزا اوتونباييفا.